جاء البلجيكى رينات موريل الى الصين قبل 16 سنة ، وكان لم يفكر ابدا فى انه سيقيم فى الصين ويصبح صاحب مطعمين للوجبات الغربية ببكين، ونقض لكم الان قصة موريل بالصين .
ان السيد موريل رجل ضخم الجسم يبلغ عمره حاليا 57 سنة وكان طباخا معروفا فى اوروبا، وجاء الى الصين للعمل بدعوة من شركة اغذية تابعة للطيران الجوى الصينى فى عام 1989 ، ثم احب هذه البلاد القديمة الجميلة وتزوج فتاة صينية وقرر العيش فى بكين مع زوجته .
وفى البداية عمل موريل بالشركة بنشاط، وكان عمله ثقيل ويتعبه كثيرا ، فخطر بباله ان يفتح مطعما بنفسه . وقبل ست سنوات ، بدأ تشغيل مطعمه الذى يدعى مطعم موريل للوجبات الغربية فى شرق بكين ويتميز بطبخ الاطباق الغربية المتصفة
بالاسلوب البلجيكي والفرنسي. ولم يفكر فى ان المطعم سيصبح رائجا ومقبولا لدى الجميع بعد وقت قصير من افتتاحه، ثم فتح مطعما فرعيا ببكين قبل سنتين لسد حاجة الزبائن المترددين دائما على مطعمه . وقال للمراسل :
" يقدم مطعمنا بصورة رئيسية اطباق تقليدية وعائلية من الاطعمة الغربية، وهذه تحتاج الى اوقات طويلة لاعدادها نتيجة لتعقد طبخها ، اما الخمور التى تحتاج اليها الاطعمة الغربية بصورة خاصة ، فنستوردها من بلجيكا وفرنسا مباشرة للمحافظة على ذوقها الاصلى الخالص وكذلك المواد الخام لطبخ الاطعمة الغربية مستوردة من اوروبا لضمان جودة اطباق المطعم ."
ليس هذا فحسب، بل إن ديكور المطعم وجميع اللوازم اشتراها موريل مع زوجته
من اوروبا حتى يبدو المطعم مفعما بالملامح الاوروبية، ويجذب الزبائن الاجانب والصينيين كل يوم . وقال السيد جيلبيرت فان كيرقوف للمراسل وهو بلجيكى ايضا يعمل فى بكين، انه يزور مطعم موريل مرتين كل اسبوع وقال:
" احب جوا لطيفا بهذا المطعم ، كلما أزوره اشعر بانى اعود الى البيت، وخاصة ان الاطعمة اللذيذة المتنوعة هنا تشبه تماما ما فى بلادى بلجيكا حتى لا أعرف اى نوع منها احبه اكثر "
لا يحب الاجانب الغربيون هذا المطعم فحسب بل يتردد عليه دائما بعض الصينيين ايضا، هناك مادام سون كانت من الزبائن القدماء لهذا المطعم ، وقالت للمراسل :
" افضل هذا المطعم كثيرا لان الاطعمة هنا تتمتع بذوق اوروبى حقيقى ولذيذة جدا.
كنت قد جربت طبخها فى البيت، ولكن لم انجح فى ذلك. لذا ازور المطعم دائما ."
واصبح مطعم موريل حاليا معروفا ببكين، انه مطعم متوسط الحجم يتسع ل 80 مقعدا من الزبائن لتناول الاطعمة فى وقت واحد ، وقد تجاوزت مبيعاته كل سنة مليونى يوان صينى. وقال موريل للمراسل :
" لدينا الان ستون عاملا، وهم يبذلون جهودا مشتركة من اجل تطور المطعم ، مثلا ان مدير المطعم يجيد ثلاث لغات ويمكنه ان يتكلم باللغة الصينية والانجليزية والفرنسية بطلاقة فى العمل. وتعمل منظفاتنا بجدية حتى تبدو حمامتنا وصالات المطعم نظيفة ومريحة ."
لم يهتم موريل بادارة المطعم فحسب، بل يعتنى بحياة العاملين معه، ومن اجل اسعادهم اثناء خدمتهم للزبائن، إستأجر موريل بعض الشقق على حسابه لاقامة العاملين، وذلك الى جانب تقديم كافة الخدمات اللازمة لهم كدفع تأمين التقاعد والضمان الاجتماعي، وغيره مما يجب على القطاعات الخاصة ان تكمله وفقا لقوانين الحكومة الصينية . وقال المشرف على مطبخ المطعم تشانغ قوه هوى للمراسل وهو عامل قديم يعمل بالمطعم منذ فتحه :
" احب هذا المطعم واعمل هنا بسرور، لان صاحبه كان طباخا يفهمنى فهما جيدا كما أنا افهم افكاره فى العمل دائما، وأود ان اعمل هنا باستمرار."
لقد تعود موريل على حياة بكين بعد ان بقى فيها 16 سنة ، ولديه كثير من الاصدقاء الصينيين ، كلما تحل الاعياد الصينية، يزورون بعضهم البعض او يتبادلون التهانى والتمنيات هاتفيا، وقال موريل إن الحياة سعيدة والدخل لا بأس به وهذا ما ارضى به . نتمنى لموريل نجاحا وسعادة دائمة فى مدينة بكين.