بحث الرئيس المصري حسني مبارك الخميس مع وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ، سبل -التعجيل- بتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ والترتيبات الامنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة تمهيدا للانسحاب الاسرائيلي منه.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد للصحافيين عقب المحادثات التى جرت في منتجع شرم الشيخ (على البحر الاحمر) ان -الحديث تركز بين الرئيس مبارك وموفاز حول سبل التعجيل بتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ والنقاط الفنية اي اتفصيلات والتفسيرات التي تعترض تنفيذها-.
واضاف ان -ما يعترض تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ - طبقا لما سمعه الرئيس مبارك من ابو مازن وموفاز - هو مسائل فنية يمكن التوصل الى حلول لها بحسن النية من الجانبين-.
واوضح ان من بين تفاهمات شرم الشيخ هناك بصفة خاصة الى تسليم المدن الخمس في الضفة الغربية ونقل الصلاحيات الامنية (الى السلطة الفلسطينية)-.
واكد ان -موضوع (اطلاق سراح) السجناء يجب تحقيقه- مشيرا الي ضرورة تحقيق خطوات -تسمح للشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية بالايمان- بجدوى العملية السياسية.
ووضعت التنظيمات الفلسطينية المعارضة وخاصة حركتي حماس والجهاد -الافراج عن الاسرى الفلسطينيين- في مقدمة شروطها لاعلان هدنة خلال حوار الفصائل الفلسطينية الذي تستضيفه القاهرة اعتبارا من الثلاثاء المقبل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ان جو الاجتماع كان -ايجابيا- موضحا ان الرئيس المصري -استمع الى وعد من موفاز بتفعيل المحادثات- الفلسطينية-الاسرائيلية.
من جانبه قال موفاز ان -اسرائيل تعتقد ان مسالة اريحا وطولكرم والمدن الفلسطينية الاخري هي في يد الفلسطينيين-.
واضاف -نحن مستعدون لنقل الصلاحيات الامنية واعتقد انها مسالة وقت (..) وسيحدث خلال الايام والاسابيع المقبلة-.
وتطرقت محادثات موفاز، الذي عقد اجتماعا منفصلا مع نظيره المصري حسين طنطاوي، عقب محادثاته مع الرئيس المصري، الى الترتيبات الامنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة ومدى الانسحاب الاسرائيلي من ممر فيلادلفيا الحدودي.
واعرب وزير الدفاع الاسرائيلي عن امله في التوصل الى تسوية قريبا للخلافات المصرية-الاسرائيلية حول هذه القضايا.
وقال موفاز في مؤتمر صحافي -ناقشت مع المشير حسين طنطاوي بعض الخلافات المتعلقة بممر فيلادلفيا واعتقد ان لدينا اساسا لتفاهم-.
واضاف -اننا نحتاج الى اجتماع اخر للانتهاء من كل التفاصيل-.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، ردا على سؤال حول ما اذا كان تم التطرق خلال المحادثات الى الترتيبات الامنية في ممر فيلادلفيا انه -تم التطرق الى بعض هذه الجوانب وهي فنية في معظمها يتم تناولها من خلال الفنيين-.
واكد ان -هذه المشاورات بين الفنيين تسير في سلاسة ويبقى الهدف الرئيسي تطلع مصر الى انسحاب اسرائيلي كامل من غزة بما في ذلك ممر صلاح الدين- اي فيلادلفيا.
وتناقش مصر واسرائيل منذ عدة اشهر ملحقا لاتفاقية السلام الموقعة بينهما عام 1979 يسمح بنشر قوات حرس حدود تابعة للجيش المصري لتامين المنطقة الحدودية في حال انسحاب اسرئيل من غزة بدلا من قوات الشرطة المسلحة تسليحا خفيفا المتواجدة حاليا.
واعلنت مصر استعدادها لنشر كتيبتين من حرس الحدود قوام كل منهما 700 جندي لتأمين المنطقة الحدودية وذلك طبقا لما سيتم الاتفاق عليه مع اسرائيل بشان نطاق عمل هذه القوات وهل سيقتصر على الحدود مع قطاع غزة التي يبلغ طولها 15 كيلومترا ام سيمتد ليشمل كل خط الحدود بين مصر واسرائيل حتى طابا.
وتدور المناقشات حاليا حول طبيعة وحجم العتاد الذي سيتم تزويد العسكريين به. يذكر ان اتفاقية السلام تفرض قيودا مشددة على تسليح قوات الشرطة المصرية المتواجدة حاليا على الحدود.
واكدت مصادر دبلوماسية في القاهرة ان الطرفين يبحثان حاليا إمكانية مشاركة القوة متعددة الجنسيات في سيناء -- التي تراقب التزام مصر بترتيبات معاهدة السلام في سيناء -- في مراقبة الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وتشترط مصر انسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة بما في ذلك من ممر فيلادلفيا لكي تتحمل مسؤوليتها كاملة عن تامين الحدود.
وتقول اسرائيل ان ممر فيلادلفيا يستخدم لتهريب الاسلحة من مصر الى قطاع غزة من خلال انفاق يتم حفرها على الحدود.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي في مقابلة نشرتها الخميس صحيفة المانية انه يعتزم الانسحاب الكامل من غزة وقد يشمل ذلك ممر فيلادلفيا ولكنه اكد ان هذا لا يمكن ان يتحقق الا اذا تحركت مصر في عمق سيناء لوقف ما وصفه بـ -خطر الارهاب- في مرحلة مبكرة .
القناة-السودان
11-3-2005