منذ دورة لوس أنجلوس الأولمبية التى اقيمت في عام 1984، تقدمت نتائج الرياضيين الصينيين باستمرار في الدورات الأولمبية المتتالية بعدها، وفي دورة أثينا الأولمبية عام 2004 بالذات، حصل الرياضيون الصينيون على ما إجماليه إثنتين وثلاثين ميدالية ذهبية، حيث احتلت الصين المرتبة الثانية من حيث ترتيب عدد الميداليات الذهبية. وستستضيف العاصمة الصينية بكين دورة الأولمبياد القادمة في عام 2008، لذا تأمل الأوساط الرياضية الصينية تحقيق نجاح متميز فيها. ورغم وجود أكثر من ثلاث سنوات تفصلنا عن الافتتاح، لكن الصين قد وضعت خطة تحضيرية مفصلة لمختلف الألعاب التنافسية في أولمبياد عام 2008.
وفي سباق قفز الموانع لمائة وعشرة أمتار للرجال في دورة أثينا الأولمبية، فاز العداء الصيني ليو شيانغ بذهبيتها، وأصبح أول رياضي آسيوي من الجنس الأصفر يفوز ببطولة أولمبية لسباق عدو المسافات القصيرة في تاريخ الألعاب الأولمبية مسجلا رقما معادلا للرقم العالمي الذي هو اثنتا عشرة فاصل واحدة وتسعين ثانية.
ومن أجل الاستعداد لأولمبياد عام 2008، خصصت جمعية ألعاب القوى الصينية أموالا كثيرة لإرسال أربعة عدائين في ألعاب القوى الى الولايات المتحدة في يناير الماضي للتدريب المغلق لمدة ستة أشهر تحت إرشاد البطل الأولمبي الأمريكي السابق مايكل جونسون ومدربه برت هارت في محاولة جاهدة لتضييق الفجوة بينهم وبين أندادهم على أعلى مستوى في العالم في أسرع وقت ممكن حتى يحققوا نتائج أحسن في مسابقات عدو المسافات القصيرة في أولمبياد 2008. وقال السيد فنغ شو يونغ – المدرب العام لفريق ألعاب القوى الصيني:
" بمساعدة مؤسسة نايك الأمريكية، دعونا العداء الأمريكي مايكل جونسون ومدربه برت هارت في العام الماضي لإلقاء المحاضرات وتقديم التوجيهات للرياضيين الصينيين لمدة أسبوع ببكين. وخلال زيارتهما هذه، عرفنا بصورة عميقة الأفكار التدريبية للمدرب برت هارت، وأدركنا على وجه خاص أن جونسون ومدربه يأملان بإخلاص في بذل جهودهما لمساعدة الصينيين على رفع مستواهم في منافسات عدو المسافات القصيرة، وهما يكنان مشاعر ودية جدا للصينيين."
خلال الدورات الأولمبية الست الماضية، حافظت الصين على مكانة متقدمة في قائمة ترتيب عدد الميداليات الذهبية، وذلك لأنها ظلت متفوقة في ألعاب الرماية والغطس وكرة الطاولة وكرة الريشة وغيرها. وبعد دورة أثينا الأولمبية بفترة وجيزة، بدأت هذه الفرق الصينية المتفوقة تدريباتها استعدادا لدورة بكين الأولمبية القادمة تحت شعار الانطلاق من الصفر.
وفي نهاية العام الماضي، أجرى الفريقان الصينيان لكرة الطاولة وكرة الريشة بتعديلات كبيرة على مدربيهما بهدف تحقيق التجديد عبر تبديل القديم واختيار الأفضل وتصفية المتأخر، فاضيف الى هيئتي التدريب عدد من المدربين الممتازين الناشئين لهما. وكان أكبر تعديل أجراه مؤخرا فريق الرماية الصيني الذي ولد فيه أول بطولة أولمبية للصين هو دعوة السيد وانغ يي فو الذي اشترك في دورات أولمبية وحصل فيها على ميداليتين ذهبيتين لتولي منصب مدربه العام. وقال وانغ يي فو:
" يتحمل المدرب العام مسؤولية جسيمة تجاه دورة الأولمبياد عام 2008. وأرى أنني ملائم نسبيا لهذا المنصب لأنني شاركت في ست دورات أولمبية وست دورات آسيوية للألعاب الرياضية وست مهرجانات رياضية وطنية صينية بالإجمال، وجمعت خبرات غنية خلال مشاركاتي هذه، ومن واجبي نقل خبراتي الثمينة الى الرماة الناشئين لتجنيبهم السير على الطريق المتعرج أو السير قليلا عليه حتى ينموا ويتقوا بصورة سريعة. "
وتلقى ألعاب الكرة الناعمة وكرة البيسبول والهوكي إقبالا كبيرا من عشاقها في الدول الأوروبية والأمريكية ولكن هذه الألعاب في الصين ما تزال في بداية تطورها. ومن أجل اللحاق بالمستوى العالمي المتقدم في أسرع وقت ممكن وتحقيق اختراق في دورة بكين الأولمبية القادمة، تودّ الفرق الصينية لهذه الألعاب دون سابق اتفاق استقدام المدربين الأجانب، فاختار فريق الهوكي للسيدات وفريق كرة اليد للرجال وكرة البيسبول للرجال مدربين من كوريا الجنوبية لتدريبها. وعلى العكس من ذلك، قرر الفريق الصيني للرماية بالسهام الذي استقدم مدربين من كوريا الجنوبية لسنوات عديدة قرر مؤخرا اختيار مواطن محلي كمدرب عام له من أجل انتزاع ميداليات ذهبية في أولمبياد 2008. وفي هذا الصدد قال السيد وانغ جيان شين – مدرب الفريق الصيني للرماية بالسهام:
" يعرف المدربون الصينيون ظروف بلادنا الواقعية بشكل جيد جدا، ونستطيع استخدام ما هو أكثر تقدما في العالم في تدريبات فريقنا. ونستطيع التغلب على خصمنا اللدود القديم فريق كوريا الجنوبية في دورة بكين الأولمبية ونلبس ذهبيات الدورة."
أما كرة القدم فهي اللعبة الأكثر شهرة في العالم، والأكثر تأثيرا في الأسواق الصينية والأحبّ لدى عامة الناس. ولكن للأسف، ظلت هذه اللعبة متخلفة نسبيا في الصين لمدة طويلة. ولم يتأهل فريق كرة القدم الأولمبي الصيني للرجال لنهائيات الأولمبياد على مدى عقدين تقريبا. ولكون الصين الدولة المستضيفة لأولمبياد عام 2008، نال هذا الفريق فرصة للاشتراك في نهائيات الأولمبياد الأمر الذي دفع جمعية كرة القدم الصينية الى وضع هدف يتمثل في ضرورة وصول فريق كرة القدم الصيني للدور الرباعي للأولمبياد القادم.