صنداي تايمز تكشف عن خطط إسرائيلية لضرب أهداف نووية في إيران
فيينا ـ من مصطفي عبدالله ـ ولندن ـ وكالات الأنباء
خاتمى يصافح رئيس فنزويلا ويتبادلان اتفاقيات التعاون خلال مؤتمر صحفى فى ختام زيارته الى كراكاس أمس الاول
كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أمس النقاب عن أن إسرائيل وضعت خططا لشن هجوم بري وجوي ضد أهداف نووية في إيران في حالة فشل الطرق الدبلوماسية في وقف البرنامج النووي الايراني, وفي الوقت نفسه أعرب الرئيس الايراني محمد خاتمي عن استعداد بلاده للتعاون مع المجتمع الدولي, وتقديم ضمانات بأنها لا تتحرك نحو التسلح النووي, ولكنه أكد أن الضغوط لن تجبر طهران علي التخلي عن برنامجها للوقود النووي.
وذكرت صنداي تايمز أن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر وافق مبدئيا علي خطط الهجوم علي أهداف نووية ايرانية خلال اجتماع سري في مزرعة رئيس الوزراء أرييل شارون بصحراء النقب الشهر الماضي.
وخصصت الصحيفة صفحة داخلية كاملة تتضمن رسوما توضيحية لمراحل الهجوم وتحديد نقطة اللاعودة في وقت لاحق هذا العام عندما يوشك بناء منشأة ناتانز النووية الايرانية علي الانتهاء.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية استخدمت نموذجا يشبه منشأة تخصيب اليورانيوم الايرانية في ناتانز للتدريب علي تدميره.
وأشارت صنداي تايمز الي أن التكتيكات الإسرائيلية تشمل شن هجوم لوحدة من القوات الإسرائيلية الخاصة يطلق عليها شالداك وغارات جوية من طائرات إف.15 تابعة للسرب59 للطيران الإسرائيلي, وذلك باستخدام قنابل خارقة للتحصينات الأرضية لتدمير المنشآت الايرانية تحت الأرض.
وتتضمن مراحل الهجوم قيام مروحيات نقل عسكري ثقيلة من طراز سي. إتش.53 تطير عبر تركيا, بإنزال قوات الهجوم البري قرب شاحنات يتركها عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلي( الموساد) علي مقربة من الهدف. ثم يقوم قناصة باخلاء الطريق أمام الشاحنات لدخول المنشأة النووية, وبعدها يتم اطلاق كلاب مدربة محملة بالمتفجرات يمكن تفجيرها عن بعد بالدخول الي الأنفاق الأرضية.
وأكدت الصحيفة أن الطائرات من طراز إف.15 ستقوم بعد ذلك بالقاء القنابل الثقيلة الخارقة للتحصينات الأرضية, ثم تتولي المروحيات إجلاء من تبقي علي قيد الحياة من وحدة الهجوم البري, وأوضحت أنه تم بالفعل جمع معلومات مخابراتية عن منشأة ناتانز من قاعدة سرية متقدمة في شمال العراق.
وأشارت صنداي تايمز الي أن المسئولين الإسرائيليين ناقشوا الخطة مع المسئولين الأمريكيين الذين قالوا إنهم لن يقفوا في طريق إسرائيل إذا فشلت كل الجهود الدولية لوقف المشاريع النووية الإيرانية.
ومن جانبه, أكد افرايم سنيه عضو لجنة الشئون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي أمس أن مساعي ايران لامتلاك أسلحة نووية تعد تهديدا لوجود إسرائيل, لكنه شدد علي أن العمل العسكري يجب أن يكون الحل الأخير.
وأعرب سنيه ـ وهو عضو في الكنيست عن حزب العمل ـ عن أمل إسرائيل في أن يتوصل المجتمع الدولي الي حل دبلوماسي مع ايران بشأن برنامجها النووي, لكنه لم يؤكد أو ينف تقرير صنداي تايمز في حين قال شيمون بيريز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه لا يعتقد في وجود خطط إسرائيلية لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني, وذلك قبيل دخوله الي الاجتماع الاسبوعي للحكومة الإسرائيلية.
ومن جانبه, أكد الرئيس الايراني محمد خاتمي استعداد بلاده للعمل مع الدول التي تسعي لمنعها من تطوير أسلحة نووية, لكنه شدد علي أن ضغوط الولايات المتحدة لن تجبرها علي التخلي عن برنامجها للوقود النووي.
وجدد في ختام زيارته الي كراكاس أمس الأول والتي استمرت3 أيام رغبة ايران في اعطاء ضمانات بأنها لن تصنع سلاحا نوويا, وحث خاتمي أوروبا علي التحرك الي الأمام بسرعة لتحقيق تسوية وحملها مسئولية احتمال فشل المحادثات مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا بشأن البرنامج النووي الايراني.
وقال إنه لا يمكن لهذه المحادثات أن تكون مطولة الي هذا الحد, مشيرا الي بعض التأخير في عمل الأوروبيين مما لا يسمح للمحادثات بالتوصل الي نتيجة ملموسة.
وأكد خاتمي أن التخلي عن برنامج الطاقة النووية ليس محل تفاوض, مشيرا الي أن طهران أعلنت من قبل موافقتها علي وقف برنامج تخصيب اليورانيوم طواعية وبصورة مؤقتة لأسباب اخلاقية, لكنها لم تقدم التزاما بذلك. وصرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أمس بأن إيران تترقب المزيد من الاتحاد الأوروبي للتفاهم حول الضمانات التي ستقدمها بشأن عدم انتاج السلاح النووي.
وذكر أن بلاده لم تر تشجيعا من الأوروبيين, وأن ماحدث كان تصحيحا لأخطاء سابقة وهو أمر ليس سيئا, لكن الطرفين عازمان علي انجاح المفاوضات. وأشار آصفي الي ان اللجنة المشتركة التي تشرف علي المفاوضات ستجتمع في23 مارس الجاري لتقييم أعمالها, موضحا وجود اختلاف صغير بين الجانبين بشأن الضمانات الموضوعية للطبيعة المدنية للبرنامج النووي الإيراني. ومن جانبه, دعا حسين موسويان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني الولايات المتحدة الي التحرك لتطبيع العلاقات مع إيران كبادرة علي حسن النية وخفض حدة التوتر بين البلدين, وذلك بعد يوم من رفض طهران عرضا أمريكيا لتقديم حوافز اقتصادية مقابل تخليها عن برنامجها النووي.
وقال موسويان ـ الذي رأس وفد المحادثات مع الاتحاد الأوروبي ـ إن الحكومة الإيرانية ستتخذ إجراءات لبناء الثقة تثبت بها أن برنامجها النووي لاغراض سلمية بحتة.
وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أن الولايات المتحدة يجب أن ترفع الحظر المفروض علي الأرصدة المالية المجمدة منذ الثورة الإسلامية عام1979, وأن ترفع العقوبات عن طهران وتوقف ماوصفه بالاجراءات العدائية ضد بلاده في المنطقة.
الاهرام-مصر
14-3-2005