يرى المحللون ان منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ستجد نفسها ولا شك في اجتماعها الاربعاء المقبل في اصفهان (ايران) امام قرار المحافظة على انتاجها في مواجهة طلب لم يتراجع على النفط الخام، لكنها ستسهر على بقاء سعر البرميل مرتفعا.
وكان الرئيس الحالي لمنظمة اوبك وزير الطاقة الكويتي الشيخ احمد فهد الصباح توقع السبت ان تبقي المنظمة اثناء اجتماعها المقبل على سقف انتاجها الحالي البالغ 27 مليون برميل يوميا، رغم تواصل ارتفاع اسعار النفط.
وفي معرض مراجعتها للتوقعات، رفعت وكالة الطاقة الدولية المنبثقة عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والمكلفة السهر على مسائل الطاقة، من معدلات توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال العام 2005.
وتتوقع الوكالة طلبا قويا في الفصل الثاني من العام في حين يتراجع تقليديا مع حلول فصل الربيع في النصف الشمالي من الكرة الارضية.
وتسلط الاضواء بالتالي على منظمة اوبك لكي تحافظ على انتاجها كما هو على الاقل. وتقدم اوبك لوحدها نسبة 40% من الانتاج العالمي ، وياتي هذا الاجتماع الاول في ايران منذ 1971، على خلفية توترات حادة بين طهران والدول الغربية.
وقال الوزير الكويتي في تصريحات للصحافيين اعتقد اننا سنواصل على نفس سقف (الانتاج). علينا ان نكون حذرين لانه لا يزال هناك فائض في الانتاج.
واضاف انه خلال الاجتماع الوزراي المقبل لاوبك في 16 اذار/مارس بمدينة اصفهان الايرانية ستدرس اوبك الوضع في السوق بهدف استقرار الاسعار وامدادات السوق.
لكن السوق تتساءل عما اذا كان ذلك كافيا لمواجهة حركة الطلب. ويدعو النمو الاقتصادي المتوقع في الولايات المتحدة والطلب على النفط الخام الذي لا يزال مرتفعا في الصين وفي اوروبا الشمالية ايضا والهند والبرازيل، الى الخوف من حصول اضطراب في الامدادات.
واعتبر آدم سيمنسمكي المحلل في دويتشي بنك اذا كانت امدادات السوق جيدة، لا اعتقد ان الاسعار ستكون عند هذا الحد من الارتفاع.
واضاف سيكون على اوبك بالتالي زيادة انتاجها، لكن هناك فارقا بين ما ستواجهه اوبك وبين ما ستقوم به، ولن تفعل شيئا على الارجح.
وقال ايضا ان نموذج العرض والطلب يفترض ان السوق في حالة امدادات جيدة، لكن الاسواق والاسعار تشير الى شيء اخر.
وبلغ سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت) الاربعاء 50،54 دولارا، اي اعلى مستوى له منذ بدء التداول بهذا النوع من النفط في 1988.
وفي نيويورك، ارتفع سعر برميل النفط المرجعي الخفيف 89 سنتا ليسجل 43،54 دولارا، مسجلا بذلك زيادة 23،1 دولار الخميس. وفي لندن، اقفل سعر البرميل الجمعة على 10،53 دولارا.
ويخشى المحللون من تسارع وتيرة ارتفاع الاسعار.
وتساءل المحلل في سوسيتيه جنرال فريديريك لاسير حول امكانية بلوغ سعر البرميل 100 دولار. وراى انه يبدو ان مصادفة المشتريات وخطاب الرئيس (جورج) بوش حول الشرق الاوسط هي السيناريو الاكثر اتصالا بحمل الاسعار على الارتفاع.
وقال يعتقد البعض ربما ان الولايات المتحدة مستعدة للجوء الى توجيه ضربات محدودة لوقف برنامج ايران النووي. وفي هذا السياق واستنادا الى التوتر الحالي في السوق، فان زيادة عشرين دولارا للبرميل ستكون محتملة بالتاكيد.
واشارت اوبك بوضوح الى انها لن تقوم باي شيء لخفض الاسعار.
واعلن ممثل ايران لدى الكارتل النفطي حسين كاظم بور اردبيلي الخميس اننا مرتاحون من مستوى الاسعار الحالي ولا نعتقد انه سيكون علينا العودة الى مستوى 25 دولارا للبرميل.
وبحسب آدم سيمنسكي، فان اوبك لن تغير في الوقت الراهن النطاق السعري المرجعي. وكانت اوبك علقت العمل بهذا النطاق السعري المحدد بين 22 و28 دولارا للبرميل في 30 كانون الثاني/يناير لانها اعتبرته غير واقعي.
الا ان اوبك ستدرس في اصفهان نتائج دراسة داخلية حول الموضوع.
القناة-السودان
14-3-2005