<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-03-15 21:52:02
الى شارع معمل المينا الملونة بحثا عن الثقافة الصينية القديمة

cri

اصبحت بكين اليوم مدينة دولية عصرية، لكنها لا تزال تحتفظ بعلامات تاريخية عريقة فى ازقتها وشوارعها خلف المبانى الشاهقة. واليوم نصحبكم فى زيارة شارع معمل المينا الملونة الذى يعبق برائحة تاريخية فى جنوب بكين.

يبلغ السيد من ده باو ال 57 من عمره هذا العام، ويعمل على دراجة ثلاثية فى منطقة شارع معمل المينا الملونة منذ اكثر من عشر سنوات وله معرفة جيدة بتاريخ هذا الشارع، وقال خلال لقاء مع مراسل اذاعتنا: بنى هذا الشارع فى اسرة تشينغ الملكية، وكان فى هذا الشارع معمل خاص لانتاج قراميد المينا الملونة للاسرة الامبراطورية.

اكتسب هذا الشارع اسمه من معمل فيه لانتاج المينا الملونة، وخلال فترة حكم اسرة يوان الملكية فى القرن ال13، انشأ البلاط الملكى في هذا المكان معملا خاصا لانتاج المينا الملونة. وتوسع حجم هذا المعمل خلال فترة اسرة مينغ الملكية. وفى القرن ال17، توسع حجم مدينة بكين، واصبحت هذه المنطقة ضمن اطار مركز المدينة، فنقل المعمل الى خارج المدينة، لكن اسم هذا الشارع ظل حتى اليوم.

لكن، كيف تطور هذا الشارع الى شارع ثقافى مشهور فى البلاد ؟

خلال فترة حكم اسرة تشينغ الملكية فى القرن ال17، كان يقطن بالقرب من منطقة المعمل العديد من مسؤولى البلاط ، كما يقيم في هذه المنطقة الكثير من الطلاب القادمين من مختلف انحاء البلاد للمشاركة فى الامتحانات الامبراطورية، وكان هولاء المسئولون والطلاب يحبون زيارة سوق الكتب. ومن اجل تلبية حاجاتهم، اقام تجار الكتب بسطات صغيرة او انشأوا مكاتب خاصة لبيع الكتب. وتطور هذا الشارع تدريجيا الى ان اصبح اكبر سوق كتب فى مدينة بكين. اما المواد المتعلقة بالكتابة مثل الاقلام والاحبار والورق والمحابر الحجرية والخط والرسم فيعرض ويباع ايضا فى هذه السوق.

وجدير بالذكر ان الشكل الحالى لهذا الشارع تشكل بعد مشروع توسيعه واعادة تعميره فى مطلع ثمانينات القرن الماضى، حيث توسع عرض الشارع بمقدار ضعف ما كان عليه فى الماضى. وينقسم هذا الشارع الى جزء شرقى وآخر غربى. ويبلغ اجمالى طوله 750 مترا وعلى جانبى الشارع مبان من طابق واحد او طابقين تتحلى بطراز معمارى صينى، حيث تزخرف بالمنقوشات الطوبية والخشبية والرسوم الملونة وتجسد الطراز المعمارى التقليدى للمحلات الشعبية بمنطقة بكين فى اواخر اسرة تشينغ الملكية.

تجمعت فى هذا الشارع اكثر من 100 محل، وتباع فى الجزء الشرقى من الشارع الاحجار اليشمية والخزفيات والمجوهرات والمشغولات الخشبية اما فى الجزء الغربى فتباع بصورة رئيسية المخطوطات والرسوم والتحف التى يعود تاريخها الى مختلف المراحل التاريخية الصينية، منها آثار تحفية لا تقدر بثمن ونسخ بديعة مطابقة للاصل، وبالطبع ان سعر كل منها مسجل بوضوح عليها، ويقوم اصحاب المحلات باخبار الزوار الراغبين بالشراء ايها حقيقى وايها مزيف، لذا يمكنهم الشراء مطمئنين.

ومن ضمن هذه المحلات محلات مشهورة يرجع تاريخها الى اكثر من قرن. والان لنزر احد هذه المحلات ---محل تشينغ مى قه ( يعنى المقصورة السرية ) الذى يرجع تاريخه الى ما قبل اكثر من 300 عام ويديره الان السيد جيا تشى رن. وتحدث السيد جيا عن تاريخ هذا المحل قائلا: كان الامبراطور تشيان لونغ فى اسرة تشينغ الملكية قد افترق عن امه وانتقل الى القصر الامبراطورى منذ نعومة اظفاره، وكانت ترضعه مرضعة تدعى تشو موه موه. وبعد ان اعتلى تشيان لونغ العرش، كان يحن الى تلك المرضعة فى بعض الاحيان، فاستدعاها الى القصر الامبراطورى وسألها ان كان لديها اى طلب ينفذه لها. وقالت تشو موه موه ان ابنها لا يحب دراسة الكتب، ويود القيام باعمال تجارية. فاقترح الامبراطور تشيان لونغ ان يفتح ابنها محلا لبيع الورق والاقلام فى شارع معمل المينا الملونة واطلق على هذا المحل اسم "تشينغ مى قه"، وفضلا عن ذلك، اصدر امرا بان تشترى مختلف الاجهزة الحكومية الاحتياجات المكتبية من هذا المحل.

بفضل دعم الامبراطور، كانت الاعمال التجارية لهذا المحل مزدهرة جدا. واضاف السيد تشو صاحب المحل قائلا: كان المحل مزدهرا فى ذلك العصر، وعندما يصل المسئولون او الضباط، ينزلون من عرباتهم او خيولهم احتراما لصاحب المحل، ويزورونه قبل زيارة اى محل آخر فى الشارع.

لم يعد هذا المحل اليوم مثلما كان عليه فى الماضى، لكن الشارع كله اصبح مزدهرا واكثر جذبا للزوار. حيث تصطف المحلات الكبيرة والصغيرة بصورة منتظمة وتعبق رائحة التاريخ فى كل مكان. ويشعر المرء وهو يرى الاثار التاريخية العريقة بانه يغوص فى اعماق التاريخ.

يجذب هذا الشارع المفعم بجو الثقافة الصينية القديمة الاجانب من مختلف انحاء العالم ايضا، وهم يتمتعون بالاثار والتحف الصينية القديمة، ويعجبون بالميزة الثقافية الخاصة للشارع. وقالت السيدة مادلينى فوكدى التى قدمت من السويد ان هذه هى المرة الثانية التى تزور فيها هذا الشارع، ويعجبها هذا الشارع كثيرا.حيث قالت: يعجبنى هذا الشارع كثيرا، ويمكن القول انه معرض للثقافة الصينية القديمة، اذ يمكنك ان تجد التحف والمخطوطات والرسوم الصينية المتنوعة من مختلف العصور بالاضافة الى التمتع بثقافة الشاى الصينية الفريدة.قد تجولت هنا لعدة ساعات وتمتعت بها كثيرا.