كتب - أحمد مرعي:
لم يستطع الوفد المصري بشقيه الرسمي وغير الرسمي ( بعثة طرق الأبواب ) الحصول على النتائج المرجوة من زيارته للولايات المتحدة الأمريكية رغم جاهزية ملفاته .. فالأبواب الأمريكية لم تفتح على مصراعيها للوفد المصري حيث لم تكن الاستجابة الأمريكية الاقتصادية على المستوى المطلوب ولعل ذلك بسبب:
أولا- لقد كان أهم أهداف البعثة الرسمية هو سرعة البدء في اتفاق منطقة التجارة الحرة بين الجانبين، وقد ذهب الجانب المصري إلى واشنطن حاملا معه نتائج إيجابية للاقتصاد المصري نتيجة الاصلاحات الاقتصادية وزيادة تدفق الاستثمارات الاجنبية وانتعاش السياحة ونشاط سوق رأس المال المصري، وزيادة التعاون الاقتصادي مع اسرائيل بالتوقيع على اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة "الكويز"، إلى جانب سلسلة من الإصلاحات السياسية التي تسير بمصر على طريق الديمقراطية في المنطقة. وقد حمل الوفد معه أيضًا دورا فاعلا لمصر في قضية السلام بالشرق الاوسط إلى جانب دورها الكبير في إقناع سوريا بالخروج من لبنان.
وقد كانت استجابة الولايات المتحدة من الناحية السياسية على أعلى مستوى إذ أكدت على أهمية مصر كحليف استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. ولم تكن الاستجابة من الناحية الاقتصادية على المستوى المطلوب إذ لم يتم البدء في مفاوضات اتفاق منطقة التجارة الحرة بين البلدين واكتفى الجانبان بالبدء في تكوين لجان فنية تضم ممثلين من الوزارات المعنية المختلفة لدراسة 11 فصلا من 16 فصلا من الفصول المختلفة المختصة باتفاق منطقة التجارة الحرة فقط في خطوة كان من الممكن تجاوزها إذا صدقت الرغبة الأمريكية في الوقت الراهن.
ثانيا- ما زالت بعض القضايا السياسية والاقتصادية التي حملت وجهات نظر مختلفة تلقى بظلالها على العلاقة بين الجانبين وأهمها قضية الديمقراطية في مصر، وقضية أيمن نور رئيس حزب الغد المعارض، إلى جانب قضية تصنيع بعض الادوية الامريكية في مصر. ولايزال لهذه القضايا تأثير كبير على الرغم من الافراج عن رئيس حزب الغد وتعهد المهندس رشيد محمد رشيد بالالتزام الكامل من مصر بما وقعته من اتفاقيات الملكية الفكرية على المستوى العالمي.
ثالثا- إحساس الجانب الامريكي بأن مصر لا تزال في حاجة إلى الإسراع في خطى ووتيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي، إلى جانب أن دورها في منطقة الشرق الاوسط يمكن أن يكون أكثر فعالية في قضية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما ينبغي على مصر أن تندمج في مشروع الشرق الأوسط الكبير طبقا للرؤية الامريكية.
وعلى الرغم من بطء الاستجابة الامريكية نتيجة النقاط السابقة إلا أن هذه الزيارة قد بحثت أسلوبًا جديدًا لتحويل المساعدات الامريكية الاقتصادية من المعونة إلى خطة للمساعدة في التطور الاجتماعي ونقل التكنولوجيا في مجال الصناعة وتكوين شبكات الضمان الاجتماعي.
وفي النهاية، ينبغي على الولايات المتحدة أن تعي تمامًا الخصوصية المصرية وأن تحترمها وان تقدر ما تقوم به حكومة الاصلاح الجديدة في مصر حكومة الدكتور أحمد نظيف والدور الكبير للرئيس محمد حسني مبارك لتحقيق السلام الدائم والشامل وبما يحفظ المصالح الامريكية في المنطقة .. وإن لم تفعل الولايات المتحدة ذلك مستخدمة أوراق ضغط كالمساعدات تارة وتأجيل البدء في مفاوضات تجارة حرة تارة أخرى - فإنها ستكون الخاسر الاكبر في النهاية
مصراوي-مصر
15-3-2005