بغداد وسام سعد:
يشهد قطاع السياحة حالياً تدهوراً ملحوظاً وذلك بسبب تردي الوضع الامني الذي تعيشه معظم مدن العراق، بالرغم من امتلاكه الثروات التي جعلت منه محط انظار السياح والزوار في جميع انحاء العالم، والتي تشمل المواقع السياحية والاثرية المواقع الدينية، حيث تقتصر السياحة حالياً في العراق على زوار العتبات المقدسة في مدينتي كربلاء والنجف، بالاضافة الى المراقد الدينية الاخرى المنتشرة في بغداد والمحافظات.
وقال الخبير في مجال السياحة الدكتور نعمان الزبيدي ان "السياحة تمثل رافداً مهماً من الروافد الاقتصادية الى جانب الموارد الاستراتيجية كالنفط والكبريت وغيرها، وهناك بلدان تمثل السياحة العمود الفقري لاقتصادها لاسيما تلك التي تفتقر الى الثروات الطبيعية كالاردن وغيرها من الدول العربية".
واضاف ان "توفر الثروات الطبيعية في العراق والاعتماد الكلي عليها في ادارة اقتصاد البلد ادى الى اهمال السياحة وعدم تطورها، اضافة الى ان المراكز القيادية في زمن النظام السابق كانت غير كفوءة وغير متخصصة مما ادى الى تراجع هذا الرافد الاقتصادي المهم".
وأوضح ان "قطاع السياحة في العراق يشهد حالياً تدهوراً ملحوظاً وذلك بسبب الظروف غير الطبيعية التي يمر بها العراق بعد الاحتلال، بالاضافة الى ان المواقع الاثرية والمناطق السياحية اصابها الدمار شبه الكامل بعد استخدام قوات الاحتلال لتلك المواقع كقواعد عسكرية، وان هذه المواقع لم تشهد اي حملات اعمار او اعادة بناء".
أما الخبير في معهد السياحة والفندقة الدكتور توفيق العمري فقال ان "السياحة في العراق عانت لسنوات طويلة من الاهمال بسبب عدم الاهتمام بالمرافق السياحية في البلد، اضافة الى منع دخول السياح الاجانب منذ بداية التسعينات من القرن الماضي الا بشكل محدود جداً رغم امتلاك العراق كثيرا من المرافق السياحية والاثرية والطبيعية كالاهوار والشلالات والمناطق الجبلية، اضافة الى المواقع الدينية وتلك المواقع تعد من اهم مراكز جلب السياح".
وأضاف ان "اقدام الحكومة السابقة على تجفيف الاهوار وعدم الاهتمام بالمرافق السياحية وتحديد دخول السياح بحجة المحافظة على أمن البلد واعطاء عملية الاشراف على السياحة لاشخاص بعيدين عنها، حيث ادى ذلك الى تراجع السياحة بشكل كبير خلال السنوات الماضية لذا اقتصر المردود السياحي على السياحة الدينية التي وصلت الى مستويات عالية المردودات مليارات الدنانير سنوياً".
وأوضح ان "السياحة في الوقت الحاضر شبه منهارة بسبب استمرار الاهمال للعتبات المقدسة والمواقع السياحية وفتح الحدود امام تدفق الزائرين بشكل عشوائي دون مقابل".
وأكد "يجب شمول قطاع السياحة بالاهتمام العالمية لكون الخبرات المحلية غير قادرة على مواكبة التقدم الحاصل في ادارة هذا القطاع المهم في العراق الامر الذي يستوجب الاستعانة بالخبرات العالمية المتخصصة في السياحة والبناء السياحي للاسهام في نقل الخبرات العالمية في هذا المجال".
وقال صاحب احدى شركات السفر و السياحة في بغداد وهو مؤيد طلال ان "واقع الحركة السياحية في العراق يحتاج الى حلول مهمة للنهوض به في حالة الركود والتدهور والتراجع التي يعاني منها حالياً الى حالة من التقدم والتطور، فالقطاع السياحي عانى فترات كثيرة من التراجع حيث بقيت السياحة غير متطورة قياساً الى دول العالم واقترح حلولاً تتمثل في انشاء وزارة للسياحة تتولى مهمة تنشيط القطاع السياحي في العراق للنهوض بالواقع السياحي الى اعلى مستويات والاهتمام بجميع المرافق السياحية وتطويرها واضافة مرافق سياحية جديدة تجتذب السياح اليها فالعراق بلد غني بالمواقع السياحية سواء الدينية او المناطق الاثرية والمواقع السياحية في شمال العراق وتهيئة كوادر متطورة في القطاع السياحي تتولى على عاتقها عملية تنشيط القطاع السياحي والاهتمام به وهذا هو الاساس للنهوض بالواقع السياحي في العراق واشراك جميع القطاعات الاخرى في عملية النهوض بالحركة السياحية في البلد دون استثناء".
الخليج-الامارات
15-3-2005