صحافي بريطاني يتوقع أن يتهم بوش المخابرات السورية وربما اللبنانية باغتيال الحريري غداً
بيروت: الوطن
توقع الصحفي والمحلل السياسي البريطاني روبرت فيسك أن يعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم غد عن تورط الاستخبارات العسكرية السورية - وربما اللبنانية - في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، مشيراً إلى أن انضمام ثلاثة خبراء تحقيق سويسريين الآن إلى فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة والذي يضم أعضاء من أيرلندا ومصر والمغرب بعد أن اتضح أن عدداً من السيارات المحطمة في قافلة الحريري تم نقلها من ساحة الجريمة بعد ساعات فقط من الانفجار وقبل أي فرصة لتحقيق مستقل. وأكد أنه تم يوم الأحد الماضي إرسال فريق من رجال الضفادع البشرية إلى البحر قبالة شواطئ بيروت لاستعادة هيكل السيارة الوحيدة في قافلة الحريري التي لم تأخذها السلطات لأن قوة الانفجار قذفتها فوق حائط فندق إلى البحر المتوسط. وإذا تمكنوا من استعادة أجزاء من السيارة بنجاح فربما يتمكنون من معرفة طبيعة المتفجرات. التقارير الأولى التي تحدثت عن مقتل الحريري بسيارة ملغومة هناك ما يناقضها الآن بوجود أدلة أن المتفجرات التي يقدر وزنها بـ600 كلجم ربما كانت مدفونة تحت الرصيف على شاطئ البحر.
واستند فيسك في تحليله إلى صورة حصلت عليها صحيفة "الإندبندنت البريطانية" وهي حالياً في حوزة لجنة التحقيق، تم التقاطها قبل 36 ساعة فقط من حادثة الاغتيال، ظهيرة يوم 12 فبراير. وتظهر الصورة غطاء صرف صحي في الشارع من نفس الموقع الذي أحدث فيه الانفجار حفرة بعمق 30 قدماً، والذي أدى إلى مقتل الحريري وعدد من حراسه الشخصيين مباشرة وذلك الجزء في الطريق عليه إشارات ممنوع الوقوف تركها عن حسن نية موظفو بنك "إتش إس بي سي" المجاور. لكن يمكن رؤية شيء غامض إلى يسار حافة غطاء الصرف الصحي.
وتظهر الصورة أيضاً بنايتين يفحصهما فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة على أنهما مكان محتمل اختبأ فيه الشخص الذي قام بعملية التفجير: أحدهما على سطح بناء دائري في وسط الصورة - والذي يضم فندقاً ومكتب صندوق التقاعد العسكري اللبناني - والآخر هو على سطح فندق "هوليداي إن" الذي تعرض للدمار خلال الحرب الأهلية وهو فارغ منذ أكثر من عقد من الزمان - ويظهر منطاد في يمين الصورة يحمل عادة السياح فوق بيروت.
ويقول فيسك إنه تم تبليغ بعض أعضاء عائلة الحريري أن تقرير تحقيق فريق الأمم المتحدة سيكون قوياً جداً لدرجة أنه سوف يؤدي إلى تحقيق دولي كامل في اغتيال "سيد لبنان" ومرافقيه، وربما يصل إلى شخصيات كبيرة في الحكومتين السورية واللبنانية. وكان الحريري يعارض الوجود العسكري السوري في لبنان ويلقي العديد من اللبنانيين باللائمة على سوريا في حادثة اغتياله. وقد توصل المحققون التابعون للأمم المتحدة إلى قناعة بأنه كانت هناك محاولة لإخفاء الأدلة على أعلى المستويات في الاستخبارات السورية واللبنانية.
وخلال بحثهم عن معلومات، قام ضابط شرطة أيرلندي واحد على الأقل بمقابلة العميد رستم غزال، كبير ضباط الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان، في مقر قيادته في عنجر. ويعتقد أنه قال خلال المقابلة إن مهمته هي حماية القوات السورية فقط في لبنان - وهو أمر ربما من الصعب تصديقه.
ويختم فيسك تحليله بإيراد شائعات قاتلة تجتاح بيروت تقول إحدى الشائعات إن السوريين يقومون بتوزيع الأسلحة على الفلسطينيين الموالين لسوريا في مخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا في بيروت وعين الحلوة في صيدا. لكن تحقيقات صحيفة "الإندبندنت" تظهر بقوة عدم صحة هذه الشائعات لأن الفلسطينيين لديهم ما يكفي من الأسلحة وليسوا بحاجة لأسلحة إضافية، ويرغب الكثيرون منهم بنزع السلاح حتى يتم إنهاء الصراعات المسلحة الفلسطينية - الفلسطينية. ولكن في مخيم صبرا - ليلة السبت الماضي، قام أحدهم بطعن بائع فاكهة سوري بسكين وقتله في محاولة واضحة لإثارة العنف.
الوطن-السعودية
15-3-2005