ستواجه اعمال التحديث الاقتصادى الصينى فى النصف الاول من هذا القرن ثلاثة تحديات على الاقل وهى رفع الجودة الاقتصادية واعادة الهيكلة الاقتصادية ورفع القدرة التنافسية فى الاقتصاد العالمى . واهمها هو رفع الجودة الاقتصادية حسبما قال فريق لدراسة استراتيجية تحديث الصين.
وقد حققت الصين انجازات اقتصادية باهرة منذ تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح على العالم الخارجى عام 1978. لكن هناك فجوة ملحوظة فى الجودة الاقتصادية مقارنة مع المستوى العالمى. وهى تتمثل فى ان معدل نصيب الفرد من اجمالى الناتج الوطنى الصينى يشكل 27 من الواحد مما فى الدول المرتفعة الدخول. ولا يمكن ان يصل المستوى الصينى الى معدل المستوى فى الدول المرتفعة الدخول عام 2002 الا بارتفاع معدل نصيب الفرد من اجمالى الناتج المحلى الوطنى وفاعلية كافة العاملين وفاعلية الانتاج الزراعى 26 و32 و 46 ضعفا على التوالى وذلك يحتاج الى 49 سنة ( حسب زيادة بنسبة 7 بالمائة سنويا) و 46 سنة ( حسب زيادة بنسبة 8 بالمائة سنويا) و50 سنة ( حسب زيادة بنسبة8 بالمائة سنويا).
ومن الواضح انه بالرغم من ان الصين تحافظ على نمو سريع استمر 20 سنة ولكنها لا تزال تحتاج الى 50 سنة تقريبا للوصول الى المستوى المتوسط للدول المرتفعة الدخول عام 2002 . لذلك لا مبرر للصين لكى تتراخى أو تقتنع بما انجزت , لانها مازالت تواجه مهمة شاقة لتحسين الجودة الاقتصادية.
واشار هذا الفريق الى ان الاستراتيجية الاقتصادية التى تتخذ البناء الاقتصادى مركزا لها خلقت عجائب اقتصادية تتمثل فى النمو السريع الممتد 20 سنة. ولكنها ظلت تخفى بعض المشاكل الاجتماعية فى نفس الوقت. ونظرا للتقدم الاجتماعى، فان تعديل السياسة الاقتصادية اصبح امرا حتميا. وتحتاج الاستراتيجية الاقتصادية الصينية الى مرحلتين من التغير فى الخمسين سنة المقبلة. الاولى هى الفترة من عام 2005 الى عام 2020 بحيث تركز هذه الفترة على دفع تحسين الجودة الاقتصادية بالاعتماد على التقدم الفنى وزيادة الاستثمارات والاستهلاك, والمرحلة الثانية هى الفترة من عام 2021 الى عام 2050 وتركز على بناء الاقتصاد التجديدى ومجتمع الرخاء والرفاهية.
كما اشار هذا الفريق الى ان الاقتصاد الصينى مطالب بإكمال تحديث الصناعة والمعلومات والسير فى طريق التنمية الموازنة بين الزراعة والصناعة وطريق تنمية الصناعة الصديقة للبيئة والرقمية والعالية الجودة والموجهة الى السوق العالمى ودفع التحول من المجتمع الصناعى الى المجتمع المعرفى قبيل وبعد عام 2030.
وقال هذا الفريق انه يتعين على الصين انتهاز الثلاثين سنة الاولى من القرن الواحد والعشرين ، وانجاز مهمات تحديث البنية الاقتصادية من حيث الاساس خلالها. وفى الوقت الراهن ، ما زالت البنية الاقتصادية الصينية متخلفة كثيرا عن المستوى المتوسط للدول المتقدمة فى مجالات المواصلات والطاقة والمعلومات والبنية الاساسية المعرفية. ومن اجل تحقيق التحديث الاقتصادى، فتحتاج صناعات المواصلات والطاقة والهواتف والبنية الاساسية المعرفية الى تحقيق نمو يصل معدله السنوى الى 8 بالمائة و6 بالمائة و5 بالمائة و3 بالمائة على التوالى.