تعد المناطق الشرقية والوسطى فى الصين المناطق الاسرع نموا اقتصاديا فى الصين ولها قدرات اقتصادية قوية بينما تعانى قطاعات الانتاج من نقص مصادر الطاقة . اما المناطق الغربية فى الصين ، فتتأخر التنمية الاقتصادية فيها رغم ان مواردها الطبيعية مثل الغاز الطبيعى وافرة جدا. ومن اجل حل مشكلة نقصان مصادر الطاقة فى المناطق الشرقية والوسطى وايجاد اسواق للموارد الطبيعية فى المناطق الغربية ، بدأت الصين مشروع نقل امدادات الغاز الطبيعى من غرب الصين الى شرقها عام 2002 . وقد خصصت مائة واربعين مليار يوان صينى لهذا المشروع ليصبح اكبر مشروع لنقل امدادات الطاقة فى الصين من حيث النطاق والمسافة وحجم الاستثمار.
وجدير بالذكر ان مقاطعة خه نان تعد اكثر مقاطعة استفادة من هذا المشروع . وبدأت المؤسسات والسكان بمدينة تشينشتو حاضرة مقاطعة خه نان استخدام الغاز الطبيعى الذى يوفره هذا المشروع . اما مدينة شانغهاى ---اكبر المدن الصناعية والتجارية فى الصين ، فتعد اكبر سوق بالنسبة الى هذا المشروع . وحسب الخطط فان امدادات الغاز الطبيعى المنقولة من الغرب الى مدينة شانغهاى تشكل ثلث اجمالى حجم الامدادات من الغرب الى الشرق. وبدأ نقل امدادات المشروع الغاز الطبيعى الى مدينة شانغهاى فى اوائل عام 2004. وقال نائب عمدة مدينة شانغهاى تشو ييو بونغ لمراسل اذاعتنا: ان مشروع تمديد الطاقة من الغرب الى الشرق لا يقدم ضمانا للحياة الطبيعية لمواطنى مدينة شانغهاى بحسب، بل سيلعب دورا هاما فى دفع التنمية الاقتصادية فيها. اذ قال
" بعد وصول الغاز الطبيعى الى مدينة شانغهاى ، حظى بتحريب حار من سكان المدينة لجودته مقارنة مع الفحم ، الامر الذى يقدم ضمانا كاملا لحياة مواطنى شانغهاى ، وخاصة يلعب دورا هاما فى دفع تعديل الهياكل الاقتصادى بمدينة شانغهاى ، وله مغزى هام للغاية فى المستقبل. "
وقال مدير لجنة التنمية والاصلاح بمنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور السيد ليو يان ليانغ لمراسل اذاعتنا: ان مشروع نقل امدادات الطاقة من غرب
الصين الى شرقها قد حول تفوق منطقة شينجيانغ فى الموارد الطبيعية الى توفق اقتصادى ، مما يؤدى الى التنمية الاقتصادية فى هذه المنطقة وقال:
" يمكن القول ان مشروع نقل امدادات الطاقة من غرب الصين الى شرقها تقدمت خطوتها الاولى بثبات فى ناحية تحويل تفوق الموارد الطبيعية الى تفوق اقتصادى لان الموارد الطبيعية مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعى كل على حدة تشكل 40% و30% و34% بالمائة من اجمالى الاحتياطي الوطني . ذلك تتركز تنمية منطقة شينجيانغ فى المستقبل على تحويل تفوق الموارد الطبيعية الى تفوق صناعى واقتصادى. " وحسبما تتوقعه الهيئات المعنية ان هذا المشروع يزيد بضعة مليارات يوان صينى من الدخول المالية بعد تشغيله .
واشار الخبراء الى ان مشروع نقل امدادات الطاقة من غرب الصين الى شرقها لا يخدم دفع التنمية الاقتصادية فى المناطق الغربية والشرقية فى آن واحد فحسب، بل يفيد تحسين البيئة الاحيائية وتخفيف التلوث الجوى وتحقيق التنمية المستدامة فى المناطق الشرقية والوسطى ايضا.
وقال مدير مصلحة الطاقة التابعة للجنة الوطنية الصينية للتنمية والاصلاح شيو دينغ مينغ لمراسل اذاعتنا ان التشغيل التجارى لهذا المشروع يرمز الى عصر التطوير السريع لصناعة الغاز الطبيعى فى الصين. اذ قال :" ان الاحتياطي الصيني من الغاز الطبيعي وافر نسبيا. وتمر صناعة الغاز الطبيعى حاليا بمرحلة تطورد . ويشكل استهلاك الغاز الطبيعى 2.8% او 3% من اجمالى حجم استهلاك الطاقة . ونتوقع ان تصل هذه النسبة الى 10% حتى عام 2020 . "
واضاف هذا المسؤول ان مشروع نقل امدادات الطاقة من غرب الصين الى شرقها سيسهم فى تخفيف حدة نقصان الطاقة والكهرباء وزيادة امدادات الطاقات الصديقة للبيئة وتعديل الهياكل فى مجال الطاقة مع التنمية الاقتصادية السريعة وزيادة الطلب على الغاز الطبيعى.