<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-03-21 15:15:52
نظرة علي التعديلات الدستورية في اليابان

cri

رسالة طوكيو : كمال جاب الله

بالضبط كما يحدث في بلادنا‏,‏ حيث دخل عام‏2005‏ التاريخ‏,‏ من أوسع الأبواب وتجري الاستعدادات فيه‏,‏ علي قدم وساق‏,‏ للاستفتاء علي تعديل المادة‏76‏ من الدستور‏,‏ للسماح للناخب المصري بانتخاب رئيس الجمهورية من بين أكثر من مرشح‏,‏ فقد فجر اعتزام الائتلاف الحاكم في اليابان التقدم إلي البرلمان بمشروع تشريع خاص بإجراء استفتاء علي تغييرات دستورية جريئة‏,‏ تتعلق بالمادة‏96,‏ يســمح أولها للإناث بتولي العرش الامبراطوري‏,‏ في حين ينص ثانيها علي الاعتراف بقوات الدفاع الذاتي كجيش للأمة‏.‏

نقول إن هذه التعديلات في الدستور الياباني فجرت حالة من الحيوية والحوارات والمناقشات والمناورات‏,‏ غير المسبوقة‏,‏ في الحياة السياسية اليابانية‏,‏ مما جعل الحكومة والمعارضة‏,‏ وجها لوجه‏,‏ امام اتخاذ قرارات مصيرية وتاريخية‏,‏ والحكم علي هذه التغييرات سوف يأتي بطبيعة الحال عبر صندوق الاقتراع السري المباشر‏,‏ وبإرادة الشعب‏.‏

بالنسبة لليابان‏,‏ فإن عام‏2005‏ يصادف ذكري مرور‏60‏ عاما علي إعلان الهزيمة وانتهاء الحرب العالمية الثانية‏,‏ وقد لاحظ المراقبون ان التطورات السياسية اليابانية دخلت منعطفا جديدا وواضحا‏,‏ مع بدء الدورة البرلمانية الجديدة‏,‏ في اوائل العام الحالي‏,‏ وذلك بظهور الرغبة في التغيير‏,‏ وفرضها فرضا‏,‏ علي الأجندة السياسية اليابانية‏,‏ لأول مرة وذلك مثلا بمطالبة اللجان المكلفة منذ خمس سنوات بدراسة للتعديلات الدستورية علي المادة‏96‏ بتقديم تقريرها النهائي إلي البرلمان اما في شهر ابريل أو في شهر مايو المقبلين‏,‏ علي أكثر تقدير‏.‏

أكثر القضايا حساسية

التقرير النهائي سوف يتطرق‏,‏ بكل تأكيد‏,‏ إلي أكثر القضايا حساسية وإثارة‏,‏ وهي القضية‏,‏ التي تتعلق بما إذا كان قد آن الأوان في اليابان للاعتراف بقوات الدفاع الذاتي كجيش للأمة‏,‏ وما إذا كان ينبغي لليابان ممارسة حق الدفاع الذاتي الجماعي أم لا‏,‏ علما بأن البند الأول من المادة التاسعة من الدستور الحالي‏,‏ الذي صاغته الولايات المتحدة عام‏1947,‏ بعد استسلام اليابان‏,‏ ينص علي نبذ اللجوء للحرب كوسيلة لحل النزاعات الدولية‏,‏ ويحظر البند الثاني وجود جيش في اليابان‏.‏

رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي أعلن امام البرلمان‏,‏ انه ينبغي تعديل الدستور ليسمح لليابان باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن نفسها‏,‏ وللتعاون مع قوات الدول الأخري في الدفاع الجماعي‏,‏ وتزامنت تصريحات كويزومي مع اقرار تشريع جديد يسمح لرئيس وكالة الدفاع الذاتي اليابانية ـ وزير الدفاع ـ بإصدار الأوامر السريعة لاعتراض أي هجوم بصاروخ باليستي محتمل ضد اليابان‏,‏ بدون انتظار موافقة الحكومة ورئيسها‏,‏ كما تزامنت التصريحات مع إقرار الجانبين الياباني والأمريكي علي استراتيجية أمنية ودفاعية مشتركة‏,‏ وذلك في ضوء خطة الولايات المتحدة لإعادة نشر قواتها في شرق آسيا‏,‏ فضلا عن استمرار المهمة غير القتالية التي يقوم بها نحو‏550‏ فردا من القوات اليابانية‏,‏ في جنوب العراق بل وإعلان اليابان من استعدادها للمساعدة في عمليات حفظ السلام في السودان‏.‏

إعتلاء الإناث للعرش

القضية المحورية الأخري‏,‏ التي سوف تتطرق إليها التعديلات الدستورية‏,‏ وتحظي‏,‏ هي الأخري‏,‏ باهتمام غير مسبوق‏,‏ من الرأي العام الياباني‏,‏ هي قضية ما إذا كان ينبغي السماح للاناث باعتلاء العرش في اليابان‏,‏ خاصة‏,‏ بعد أن عينت الحكومة مجلسا للحكماء يضم‏10‏ شخصيات بارزة لدراسة وضع البلاط الامبراطوري وسبل وراثة العرش‏,‏ وسط جدل واسع النطاق‏,‏ تسبب فيه عدم انجاب ذكور في أي من فروع العائلة الامبراطورية طوال‏40‏ عاما‏,‏ فضلا عن الحقيقة المرة بأن المواليد التسعة من العائلة الامبراطورية‏,‏ الذين جاءوا إلي الحياة منذ عام‏1965,‏ كانوا جميعهم من الاناث‏.‏

مجلس الحكماء‏,‏ الذي لايضم في عضويته ايا من المنتمين إلي الحكومة‏,‏ بدأ مداولاته الرسمية‏,‏ بالفعل‏,‏ في يوم‏25‏ يناير الماضي‏,‏ وينتظر ان ينتهي من اعداد تقريره في الخريف المقبل‏,‏ وسط سيل من استطلاعات الرأي التي تشيرا إلي أن‏85%‏ من الشعب الياباني مستعدون لقبول فكرة إعتلاء الأميرة الصغيرة إيكو ابنة ولي العهد ناروهيتو عرش اليابان‏,‏ المؤيدون لهذه الفكرة يؤكدون حرصهم ضرورة استمرار السلالة الامبراطورية الممتدة عبر أكثر من‏2500‏ سنة‏,‏ حتي في حالة عدم ولادة الذكور‏,‏ كما يستندون إلي أن التاريخ الياباني شهد تولي الاناث للعرش‏8‏ مرات في الماضي‏.‏

المعارضون بدورهم يؤكدون ضرورة احترام التقاليد المعمول بها بقصر العرش الياباني علي الذكور‏,‏ وإذا كانت الضرورات التاريخية قد حتمت اعتلاء‏8‏ امبراطورات للعرش في الماضي‏,‏ فإنهن‏,‏ جميعا‏,‏ لم تتزوجن طوال فترة بقائهن في العرش‏,‏ وكان تنصيبهن‏,‏ من الناحية الفعلية‏,‏ مجرد سد فراغ‏,‏ عند غياب الأباطرة الذكور‏.‏

مهمة صعبة للغاية

وحتي تستوفي التغييرات الدستورية الهدف المرجو منها تجاه قضية سيادية علي هذه الدرجة من الأهمية‏,‏ فقد أتيحت الفرصة لكل الفئات والتيارات‏,‏ اليابانية‏,‏ بان تدلي بدلوها بدون مصادرة لاي رأي مهما كان‏.‏

ومن الآراء المطروحة مثلا طبيعة الدور الذي يجب ان تقوم به العائلة الامبراطورية في المستقبل‏,‏ ومسألة المؤهلات المطلوبة في وراثة العرش‏,‏ وإذا تم اقرار حق الاناث في الوراثة فهل سيسمح لابنائهن بالخلافة‏,‏ وإذا أقر ذلك‏,‏ فلمن ستكون الأولوية‏,‏ هل الأكبر سنا مهما كان وضعه ذكرا أم انثي‏,‏ ايضا وفي ظل قانون البلاد الامبراطوري الحالي‏,‏ فإن الاناث من اعضاء الأسرة الامبراطورية اللائي تتزوجن من خارج الأسرة الحاكمة يحرمن الانتماء إليها‏,‏ فهل يعاد النظر في مثل هذا النص‏.‏

والسؤال الأكثر اثارة لامثالنا‏,‏ طبعا‏,‏ من المنتمين لدول العالم الثالث هو ما تأثير التعديلات الدستورية هذه علي الميزانية المخصصة‏,‏ والمعلنة‏,‏ والمحددة‏,‏ للعائلة الامبراطورية‏,‏ علي خزينة ثاني أكبر اقتصاد في العالم‏.‏

مهمة مجلس الحكماء في غاية الصعوبة‏,‏ غير أن الحكومة اليابانية قررت خوض هذه التجربة الصعبة‏,‏ في هذا التوقيت‏,‏ وعدم ترحيلها للاجيال المقبلة‏.‏

‏2007..‏ عام الحسم

ولأن الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم برئاسة كويزومي‏,‏ سوف يحتفل بمرور نصف قرن علي تأسيسه‏,‏ في منتصف شهر نوفمبر المقبل‏,‏ فإنه يتطلع إلي الافصاح عن ملامح التغييرات الدستورية في ذلك التوقيت‏,‏ أي في شهر نوفمبر‏,‏ ويفسح المجال امام كل التيارات السياسية لعرض أفكارها بخصوص التعديلات بحلول ربيع عام‏2006,‏ وهكذا‏..‏ وحسب ماهو متوقع‏,‏ ينتظر ان يجري كل من الحزب الياباني الحاكم‏,‏ والحزب الديمقراطي‏,‏ أكبر احزاب المعارضة‏,‏ انتخابات لاختيار رئيسيهما في شهر سبتمبر من عام‏2006,‏ ولن يحق لرئيس الوزراء كويزومي الترشيح لولاية اخري‏,‏ وسوف تجري انتخابات مجلسي النواب والشيوخ في عام‏2007,‏ وفي حالة فوز المؤيدين للتغييرات الدستورية بأكثر من ثلثي المقاعد في كلا المجلسين‏,‏ فسيكون بامكانهم إجراء الاستفتاء علي تغيير الدستور‏.‏

يبقي ان نشير إلي أن الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان‏,‏ وهو يقدم علي اعطاء دفعة‏,‏ لإجراء تعديلات دستورية يمكن وصفها بالثورية‏,‏ يخطط‏,‏ في الوقت ذاته لعصر ما بعد كويزومي الذي ستنتهي ولايته‏,‏ القياسية‏,5‏ سنوات‏,‏ وفقا للمقاييس اليابانية‏,‏ بالطبع‏,‏ في شهر سبتمبر من العام المقبل‏,‏ وإن كان الحزب الديمقراطي‏,‏ أكبر احزاب المعارضة‏,‏ يعد العدة‏,‏ هو الآخر‏,‏ لامكانية اجراء انتخابات نيابية مبكرة‏,‏ والزحف علي السلطة متسلحا باتساع قاعدته النيابية‏,‏ وفقا للمعطيات الانتخابية الأخيرة‏,‏ ومعتمدا‏,‏ كذلك‏,‏ علي اتساع نسبة تأييد الرأي العام له‏,‏ حسب آخر الاستطلاعات‏,‏ غير أن الاجواء السياسية‏,‏ عموما‏,‏ في اليابان اصبحت مشحونة ودبت فيها حالة غير تقليدية من الحركة والنشاط والفضل‏,‏ كل الفضل‏,‏ يعود بالتأكيد لصاحب القرار بإجراء التعديلات الدستورية‏.‏

الاهرام-مصر

21-3-2005