جاء السائح الكندي سام ريدج إلى نيويورك مؤخرا وقد استعد للاعجاب بالمزارات السياحية المعتادة مثل المتاحف ومبنى الامبيرستيت أعلى مبنى في المدينة وتمثال الحرية.
ولكنه عندما غادر المدينة الامريكية الاسبوع الماضي كان أقوى ما حمله من الذكريات معه محل بقالة.
وبالطبع ليس هذا محل بقالة عادياً رغم انه قد يصبح مألوفا إذا نجحت إدارة متجر "هوول فوودز" في مواصلة زراعة المنتجات العضوية باهظة الثمن. ويمتد المحل على مساحة ستة آلاف متر مربع ويضم مجموعة مذهلة من منتجات الاغذية من أنحاء العالم والمعروفة بأنها عضوية وليس بها مواد حافظة أو مواد تلوين أو الدهون المكونة للكوليسترول.
ويقول مهندس بيانات: "لا أستطيع فهم ذلك. هذا نوع جديد من النمط الاستهلاكي الامريكي حيث يعرض خيارات من المنتجات الطازجة والصحية بدلا من المنتجات المعالجة والسيئة".
ويضم محل نيويورك الشهير الواقع في الدور الارضي لمبنى تايم وارنر الضخم أمام سنترال بارك منطقة طعام ضخمة. فالآلاف من السياح والسكان المحليين يتجاهلون يوميا العدد الكبير من المطاعم المحلية ليختاروا من بين مجموعة طازجة من الاغذية العالمية.
فمن طبق السوشي الياباني المطبوخ طازجا إلى الاطباق الهندية يتناولون كافة الاغذية الموضوعة بتصميم فني في مناطق تناول الطعام.
وقد توسع محل نيويورك بالفعل. فقد افتتحت الشركة التي يبلغ عمرها 27 عاما هذا الاسبوع محلا جديدا في مقرها في أوستن بولاية تكساس. وأشيد بهذا المحل البالغ مساحته 8 آلاف متر مربع باعتباره مستقبل صناعة البقالة التي تعاني بهدف إعادة الشرارة إلى التسوق في مجال الاغذية.
ووصفت مجلة يو أس أيه توداي مفهوم "التسوق كعرض مسرحي" بأن "البقالة تعادل عالم ديزني" وتوقعت أن يكون نفس التأثير على التسوق في محل البقالة مثل تأثير شركة ستاربكس على شرب القهوة. ويتعرض المتسوقون للاغراء بالبقاء في مناطق تقديم أنواع السلطات المخصوصة حيث وهم وسط أكوام الخضروات الملونة المثيرة يستطيعون التهام السلطات وزجاجة من النبيذ. وإذا كانوا يفضلون يمكنهم الاكل في سوق الاغذية البحرية ويطلبون أي نوع من 150 من مواد الاغذية البحرية المطهوة والمقطعة شرائح مدخنة أو مقلية للاكل السريع.
وتعرض منطقة العناية بالجسد عملية تدليك للخلايا لمدة 25 دقيقة مقابل 50 دولاراً بينما خارج المحل ملعب جميل يجذب العديد من الآباء الذين يأتون إلى المتجر من أجل أن يتمكن أبناؤهم من اللعب فيه. وفي حين أن ذلك يبدو غريبا على معظم المتسوقين في المتاجر العادية فإنه يعد تطورا طبيعيا تماما لمؤسس متجر "هوول فوودز" جون ماكي.
وقال "الامريكيون يحبون الاكل. والامريكيون يحبون التسوق. ولكننا لا نحب التسوق من أجل الغذاء.إنه عمل روتيني مثل غسل الملابس". وأضاف "إن هوول فوودز يعتقد أن التسوق يجب أن يكون متعة. وفي هذا المتجر نحن رواد في شكل جديد للحياه يمزج بين الصحة والمتعة".
ودفعت هذه الفلسفة الشركة إلى امتلاك سلسلة تضم 162 متجرا وتعتزم فتح 58 متجراً إضافياً في أنحاء البلاد في السنوات الاربع المقبلة وتوسع على المستوى الدولي يبدأ في بريطانيا في نهاية العام الحالي. ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أن الشركة تبدو أنها تقود وبكل نشاط موجة من الشهرة للمنتجات الزراعية العضوية.
وقد أصبحت المنتجات الزراعية العضوية جزءا من الوجبات الرئيسية الامريكية طبقا لرابطة التجارة في المنتجات الزراعية العضوية التي تمثل المئات من الاعمال في أمريكا الشمالية التي تنتج وتتعامل مع المنتجات الزراعية العضوية. وتوصلت الرابطة إلى أن المبيعات الاستهلاكية من المنتجات الزراعية العضوية في أنحاء البلاد قد تضاعفت منذ عام 1997 إلى 10 مليارات دولار سنويا.
وتمثل المنتجات الزراعية العضوية حوالي 2 في المائة من إجمالي مبيعات الاغذية الامريكية مرتفعة من 0.8 في المائة عام 1997 طبقا للرابطة. ويتضمن هذا زيادات سنوية في المبيعات من 17 إلى 21 في المائة بينما إجمالي مبيعات الاغذية زاد فقط من 2 إلى 4 في المائة سنويا في أنحاء البلاد. وتأتي هذه الزيادة من خلال زيادة الطلب على المنتجات الزراعية العضوية
من النباتيين إلى أمهات لاعبي الكرة الذين يرغبون في إنفاق مبالغ إضافية لضمان أن أطفالهم يتمتعون بخيارات صحية هذا دون ذكر شعور الوضع الاجتماعي. ويسمح الاختلاف في السعر لمتجر هوول فوودز بالعمل على هامش ربح يقارب نسبة 15 في المائة مقارنة بمتوسط حوالي 5 في المائة لباقي صناعة البقالة.
ويقول ماكي إن الامريكيين ينفقون نسبة صغيرة من دخولهم على الغذاء عن الناس في أي دولة أخرى وهم يستطيعون تحمل أكثر من ذلك.
وقال لمجلة نيوزويك مؤخرا "إذا أراد الامريكيون أكل نوعية ممتازة فإنهم يستطيعون دفع ثمنها".
الخليج-الامارات
23-3-2005