اكتشف العلماء الأثريون البريطانيون مؤخرا في نورتينهان بعض الرسومات الصخرية الجميلة الرائعة في كهف ويرجع تاريخها الى ما قبل 13000 سنة.
وتوجد هذه الرسومات في كهف يدعى "كهف الكنيسة" على جرف كريسويل، ويجسد بعض الرسومات على سقف الكهف صور الحيوانات مثل الأيائل والدببة والطيور، وبعضها الآخر صور نساء راقصات على الأرجح. واكتشف رسم ماعزة برية ذات القرنين التي كانت تعتبر غير موجودة في بريطانيا.
وأطلق العلماء الأثريون على هذا الكهف ب"كنيسة شيستين في العصر الجليدي"، لأن به أروع الرسومات الصخرية من العصر الحجري في العالم، والتي يبرهن اكتشافها أن الثقافة البدائية الموحدة قد انتشرت في العصر الجليدي في أوربا. وبالإضافة الى ذلك تدلل هذه الرسومات الصخرية الى أن الفنانين القدماء قد أجادوا فن ومهارة النحت السطحي.
وتحدث السيد سيغيوو ريبول خبير الفنون في العصر الجليدي في جامعة اسبانية عن عملية اكتشاف الرسومات الصخرية قائلا:"رأيت خطا أولا، ثم فاجأتني رؤية رأس حيوان، الذي برهن فيما بعد أنه رأس أيّل أحمر مرسوم على الصخور. تأثرت بهذا الاكتشاف تأثرا شديدا."
ويرى السيد باول بيتيت زميل سيغيوو أن هذه الرسومات المنحوتة في الكهف تنتمي الى الثقافة الأوربية في العصر الجليدي التي تلقب ب"ثقافة ماغدالينيان". ويحتمل أن الفنانين القدماء جاؤوا الى الكهف للاصطياف، وأصبحت الأيائل طعمهم الرئيسي. وبقوا على اتصال وتبادل مع الأوربيين القدماء الآخرين، حيث اتخذوا فن الرسومات الصخرية في "كهف الكنيسة" كوسيلة تبادل وتقاعل ثقافي بينهم.
ويرى السيد بيتيت أن رسومات النساء الراقصات تثبت أن حركات وأساليب الرقص والغناء القديمة في كريسويل كانت متشابهة لدى لأوربيين القدماء على برّ قارة أوربا الرئيسي.
وأعرب المؤرخون وخبراء الفنون البريطانيون عن تعجبهم واندهاشهم لهذا الاكتشاف المهم ولقبوه "بأهم اكتشاف في تاريخ بحوث العصر الحجري القديم البريطاني منذ التسعينات من القرن العشرين".
وقال المراقب جون هانب بمنظمة حماية الآثار القديمة البريطانية:"دائما يكتب في الكتب الدراسية البريطانية أن بريطانيا ليس لها فن كهفي. والآن يجب أن نعيد تأليف هذه الكتب لأن أسلافنا قد رسموا هذه الرسومات الصخرية على جدران الكهف قبل 500 جيل لتجسيد العالم الذي كانوا يعرفونه. إنه واقع يستحق اهتمامنا به."
وسوف يبنى العلماء والباحثون متحفا ومركزا تعليميا في كريسويل.