أقرت القمة العربية فى الجزائر الاربعاء بعض الاصلاحات الخاصة بالجامعة العربية ، فى وقت وصف الزعيم الليبي معمر القذافي الفلسطينيين بالغباء .
فقد اختتمت القمة العربية ال17 اعمالها بعد ظهر الاربعاء واصدرت -اعلان الجزائر- ومقرراتها التي تضمنت خصوصا تفعيلا لمبادرة السلام العربية مع بعض الاصلاحات الخاصة بالجامعة العربية.
واذا كانت اجتماعات وزراء الخارجية العرب قد شهدت سخونة على خلفية الاقتراح الاردني لتفعيل مبادرة السلام العربية التي اقرتها قمة بيروت عام 2002، فان القادة العرب وافقوا من دون جدال على الصيغة التوافقية التي تم التوصل اليها لتفعيل هذه المبادرة.
وتستعيد الصيغة التوافقية مبادرة بيروت من دون اغفال اي بند فيها، بينما كان الاقتراح الاردني لا يشير مباشرة الى الشروط التي على اسرائيل ان تنفذها بل يتطرق اليها بشكل عام.
وشدد رئيس القمة عبد العزيز بوتفليقة على اهمية هذه المبادرة كما اعتبر ان خارطة الطريق التي -زكاها المجتمع الدولي تكرس قيام دولة فلسطينية مستقلة واخرى اسرائيلية تتعايشان تعايشا سلميا-.
وشدد بوتفليقة على اهمية انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية خصوصا في فلسطين موضحا ان -نهوض العالم العربي يتوقف على اقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس واسترجاع سوريا ولبنان لكافة اراضيهما المحتلة وهما شرطان يتوقف عليهما نهوض العالم العربي من كبوته-.
بالنسبة الى اصلاح الجامعة العربية لم تكن هناك من مفاجآت وتم اقرار ما تم التوصل اليه اصلا خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في الثالث من الشهر الجاري.
فقد تم الاتفاق على ادخال ثلاثة تعديلات على ميثاق الجامعة العربية: الاول لانشاء برلمان عربي، والثاني يتيح تغيير قواعد التصويت على اتخاذ القرارات لتصبح اكثرية الثلثين للقرارات الموضوعية والاكثرية العادية للقرارات الاجرائية، على ان يتم لاحقا تحديد المواضيع الخاصة بكل نوع من القرارات.
اما التعديل الثالث فهو يتيح انشاء هيئة متابعة لتنفيذ القرارات والالتزامات الصادرة عن القمم العربية.
واقتصرت الجلسة العلنية الثانية للقمة العربية التي جرت قبل الظهر على القاء كلمتين لامين عام الامم المتحدة كوفي انان والزعيم الليبي معمر القذافي.
واعتبر انان في كلمته انه -قد يكون من الضروري اجراء تحقيق اشمل- حول -جريمة القتل النكراء- التي استهدفت رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
من جهته كرر الزعيم الليبي دعوته الى قيام دولة واحدة تضم اسرائيل وفلسطين. واعتبر ان -الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء اغبياء-، متسائلا -لماذا لم يقم الفلسطينيون دولة لهم في الضفة الغربية وغزة- بين 1948 و1967.
وشهدت الجلسة العلنية الختامية جدلا بين القادة العرب اثاره اقتراح للرئيس السوري بشار الاسد بتوسيع اللجنة الثلاثية المكلفة بملاحقة تنفيذ مبادرة السلام العربية بشكل خاص.
فقد طالب الرئيس السوري بان يتم توسيع اللجنة الثلاثية التي تتالف من تونس والجزائر والسودان اي الدولة التي تتراس القمة حاليا مع الدولة السابقة واللاحقة لتنضم اليها كل من سورية ولبنان.
وقد تحفظ الرئيس مبارك على الاقتراح السوري معتبرا ان -ممثلي اللجنة الثلاثية بغياب سورية ولبنان يكونون اقوى في دفاعهم عن القضايا العربية ومن دون حرج-.
ودافع وزير الخارجية اللبناني محمود حمود عن الاقتراح السوري.
بينما دعا رؤساء دول ورؤساء وفود اخرون الى ترك الامر الى رئيس القمة عبد العزيز بوتفليقة وهذا ما حصل.
وبعد تلاوة -اعلان الجزائر- طلب وزير الخارجية الليبي عبد العزيز شلقم الكلام وطالب بتعديل تعابير واردة في اعلان الجزائر حول -حل مسالة اللاجئين- و استخدام تعبير -القدس الشريف- او -القدس الشرقية- الا ان الرئيس الجزائري رفض الاقتراح معتبرا ان القمة قد اقرت النص.
وقبل اختتام اعمال القمة اعرب الرئيس الجزائري عن -الارتياح للنتائج التي تحققت ولتعزيز تلاحمنا بمواجهة التحديات-.
واعتبر -ان ما حققناه من تقدم وما ورد في اعلان الجزائر والقرارات التي اتخذناها هي سبيل لارساء العمل العربي- مؤكدا ان -السلام هو خيار استراتيجي للعرب بناء على مبادرة بيروت-.
وباشر عدد من القادة المغادرة على الفور وكان الرئيس السوري بشار الاسد من اوائل المغادرين.
وتقرر عقد القمة المقبلة في الخرطوم في ربيع عام 2006.
القناة-السودان
24-3-2005