توصف الهند القديمة بانها الوردة الاجمل في الحضارات القديمة في العالم، وتتمتع بالشواطئ والغابات والهضاب والصحاري بمختلف الانواع، وخلق ابناء الهند ثقافات اجتماعية مختلفة استنادا الى الظروف الخاصة، وتضيف ولاية راجاستان الملقبة بواحة الصحراء التى تعتبر شريان المواصلات بين الشرق والغرب لمعانا الى الحضارة الهندية.
واذا ذكرنا الصحراء، يخطر على بال معظم الناس الرمال الصفراء الجافة الممتدة الى ما لا نهاية بلا شجر ولا ثمر ولا ماء ولا حياة، لكن الامر مختلف تماما في ولاية راجاستان حيث يمكن للسياح ان يجدوا الثقافات المتنوعة والمباني العظيمة والفنون الجميلة مما يغير انطباعات معظم الناس بشكل تام عن الصحراء.
ها هى راجاستان، مدينة عجيبة نشأت في ارض الرمال الصفراء، واجمل واروع وردة صحراوية في الهند تجذب عددا كبيرا من السياح كل سنة.
تقع ولاية راجاستان في منطقة وسط شمالي الهند وهى منطقة صحراوية، وتحتل الاراضي الصحراوية الجافة اكثر من نصف اراضي الولاية، وفي ظل هذه الظروف، اصبحت الجمال والحمير وسائل النقل الاكثر استخداما، وحتى اليوم يمكننا رؤية الجمال والحمير تسير في الشوارع.
يمكن للزوار رؤية المبانى الرمادية التى تبرز بين الشجيرات القصيرة في المنطقة الصحراوية بولاية راجاستان، وهى ليست مساكن او مبانى عامة، بل ابراج مياه اصبح معظمها قديما جدا بسبب تاريخها الطويل، وذلك دليل على ان سكان ولاية راجستان يعيشون في ظروف سيئة منذ زمن طويل.
رغم ان ولاية راجستان الحارة والجافة لا تناسب الحياة المعاصرة، لكن السجلات التاريخية واستطلاعات علماء الآثار اظهرت ان حضارة نهر الهند تنبع من شمال ولاية راجستان في حقيقة الامر، وفي عام 1400 قبل الميلاد دخل ابناء اريان (aryan) الهند من الشمال، وطردوا السكان المحليين الى شرق وجنوب البلاد، ثم اقاموا في ولاية راجاستان وبهذا اصبحوا اسلاف ابناء راجستان اليوم.
ظل اهل راجستان يعيشون في هذه المنطقة منذ القدم رغم انها لا تناسب الحياة حيث قد احتل ابناء اريان هذه المنطقة، ثم تنازع البوذيون عليها في القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد، وبعد ذلك، احتلها الافغان والاكراد والفرس والمسلمون على التوالي.
تجذب اثار الهند القديمة الكثير من السياح الذين يحرصون على زيارة اجمل بلدتين صحراويتين هما شيد هاواتي وناوال غاره تتميزان بفنون معمارية صحراوية في الرسوم الجدارية الملونة على الجدران الخارجية للمساكن الشعبية، وهناك قليل جدا من البلدات الصغيرة في الهند تستطيع التأثير على مشاعر الناس مثل شيد هاواتى وناوال غاره وهما وردتان ساحرتان تتفتحان في الصحراء المقفرة، ليس المهم من ابدع هذه التحف المعمارية والاهم هو ما جعلهما قبلة للسياح ومحبي الجمال الطبيعي.