لا يعتبر الأولمبياد الصيفي الذي تقام دوراته كل أربع سنوات مهرجانا رياضيا ضخما فحسب، بل يعدّ مهرجانا ثقافيا فخما أيضا. وتغتنم كل الدول المستضيفة لمختلف دورات الأولمبياد حفل الافتتاح باعتباره مناسبة رائعة للغاية لإظهار ثقافتها المتميزة بصورة شاملة وتعزيز التبادلات الثقافية مع مختلف دول العالم. وانتهزت اليونان هذه الفرصة في دورة أثينا الأولمبية، وستنتهزها بكين أيضا في الدورة الأولمبية القادمة عام 2008. ومن أجل أن يكون حفل الافتتاح مميزا، أعلنت اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين في مطلع مارس الحالي عن بدء استقبال البرامج المميزة المقترحة من كل أنحاء العالم لحفلي افتتاح واختتام أولمبياد عام 2008.
ويعتبر حفلا الافتتاح والاختتام للأولمبياد أهمّ نشاط ثقافي يجذب أنظار الناس خلال كل دورة أولمبية. لذا، تهدف بكين الى جعله مناسبة تجسّد التاريخ العريق والثقافة الباهرة للأمة الصينية وما وصلت اليه الصين في عصرنا، وذلك يتمتع بمغزى هام لإقامة دورة أولمبية متميزة على مستوى رفيع. وعبّر السيد جيانغ شياو يو – نائب رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين عن أمله في أن تطرح دوائر التصاميم والأكفاء المتخصصون من كل العالم الأفكار المتميزة والبرامج البديعة لدورة بكين الأولمبية. إذ قال:
" نهدف الى استدعاء الأجهزة المتخصصة والأكفاء الممتازين لتقديم المساهمات بذكائهم وجهودهم من أجل جعل حفلي افتتاح واختتام دورة بكين رائعين بمعنى الكلمة. ونرحب بجميع المتخصصين للمشاركة في هذا النشاط على أساس المساواة بدون تمييز. "
وتطالب اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين بأن تكون الخطط والبرامج المقترحة لحفلي الافتتاح والاختتام لأولمبياد عام 2008 مجسدة للروح الأولمبية ومفعمة بالفرح والنشاط والصداقة والمضامين الخاصة بأولمبياد بكين وتعريف العالم أكثر بأحوال الصين، وأن تكون حديثة ومتجددة بأساليب تكنولوجية رفيعة تجعل الجميع يشعرون بروعة احتفالات أولمبياد بكين وخصوصيتها. وسيكون آخر موعد لاستلام الخطط والبرامج المقترحة في نهاية يوليو المقبل.
وحول البرنامج الخاص بحفل افتتاح أولمبياد بكين، قال السيد شيا يو تسه – المصمم المتخصص المشهور بمعهد الفنون والصناعات الفنية الصيني:
" مهما يكن التصميم الخاص بحفل الافتتاح أو سيناريو العروض الفنية، أرى أنه لا يمكن إبداعه من قبل شخص واحد أو تحقيقه بخطة مطروحة واحدة فقط. وإذا وجدت اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين خطة مبدعة لشخص معين تستوفي مختلف الطلبات وخالية من العيوب، فسيكون ذلك رائعا بالطبع. ولكن، يجب أن تتكامل الخطة المصممة بجميع عروضها الفنية الضخمة وتبرز الكثير من الإبداعات المبتكرة بصورة منسجمة، ومن الأفضل أن يتم إبداع هذه الخطة بشكل جماعي."
سيقام حفل افتتاح الدورة الأولمبية التاسعة والعشرين في الملعب الوطني الأولمبي ببكين مساء الثامن من أغسطس عام 2008. ويتضمن مراسم دخول الرياضيين الى ساحة الملعب وإلقاء كل من رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية خطابا وإعلان أحد القادة الصينيين افتتاح دورة بكين الأولمبية ومراسم رفع العلم الأولمبي وأداء النشيد الأولمبي وإشعال الشعلة الأولمبية وإطلاق الحمام الأبيض باعتباره رمزا للسلام وأداء القسم الممثلين لجميع اللاعبين واللاعبات والحكام وعزف النشيد الوطني الصيني وتقديم عروض فنية وغيرها، وسيستغرق حفل الافتتاح ما بين ثلاث وأربع ساعات تقريبا. وسيقام حفل اختتام الأولمبياد في الملعب الوطني الأولمبي بالعاصمة بكين مساء الرابع والعشرين من أغسطس عام 2008. ويمكن أن يعدل المسؤولون عن الحفل بعض ترتيبات المراسم بصورة مناسبة عند وضع الخطة الكاملة الخاصة بحفل الاختتام وفقا لحاجات إبداعاتهم الفنية.
وإذا تمكنت اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين من الحصول على برامج بديعة لهاذين الحدثين خلال هذا النشاط، فستبقى أمامها مشكلة المخصصات المالية الكبيرة للإعداد لاحتفالي افتتاح واختتام الدورة الأولمبية القادمة. وفي العام الماضي، كان حفلا الافتتاح والاختتام لدورة أثينا الأولمبية قد تميزا بالخصائص الحديثة والفريدة والمفعمة بالجاذبية والخيال والجمال، وتركت انطباعات عميقة في قلوب الجميع، ولكن اللجنة المنظمة لأولمبياد أثينا أنفقت أموالا هائلة بلغت نحو واحد وثمانين مليون يورو في هذا الصدد، وهو أعلى رقم قياسي في التاريخ لقيمة التمويل الخاص بحفل افتتاح أولمبياد. لذا، أكد السيد تشانغ تشنغ قانغ – المسؤول بقسم الأنشطة الثقافية للجنة المنظمة لأولمبياد بكين قائلا:
" تستطيع اللجنة المنظمة لأولمبياد بكين توفير النفقات الكافية لحفلي الافتتاح والاختتام للدورة الأولمبية القادمة في عام 2008، ولكن ميزانيتها المالية لن تتجاوز أبدا ما أنفقته اللجنة المنظمة لأولمبياد أثينا في العام الماضي. لا تريد بكين التنافس مع غيرها من حيث قيمة الإنفاق، بل تهتم بإبراز ميزاتها الفريدة."