فكرة جف بيزوس لبيع الكتب على الانترنت الحالمة تحولت الى مشروع يدر الملايين ويقدم كل شيء لزبائنه.
بقلم: علي المرهون
لم تعد مفردة "أمازون" تختص بذلك النهر العظيم الذي يقطع القارة الأمريكية الجنوبية طولاً، عابراً حدود بلادها بلا جواز سفر، فهذه صارت تعني قصة إبداع وتميز خلقها موظف بسيط يدعى "جِف بِزوس". كان جف مولعاً بتتبع أخبار الانترنت وإحصائيات انتشارها حين اعترته الدهشة للنسبة التي ينمو بها استخدام الانترنت في الولايات المتحدة، فالإحصائيات ذكرت أن العام 1994م شهد قفزة في تاريخ استخدام الشبكة العالمية وصل إلى 2300%.
كان جف يؤمن أن استخدام الانترنت لن يتوقف عند حد وأن الأيام ستكشف تطبيقات عديدة لهذه الشبكة العالمية، فومضت في مخيلته فكرة بيع الكتب عبر الانترنت، لم تكن هذه فكرة عابرة بل أنه صمم على تنفيذها حتى وصل به الأمر إلى أن قدّم استقالته من وظيفته وانتقل من نيويورك إلى سياتل في خطوة عدها معارفه ضرباً من الجنون.
أيام تلت انتقاله إلى سياتل حين اتصل جف بوالديه قائلاً أنه يريد بيع الكتب على الانترنت، فرد والده: انترنت!! ماذا تعني؟!! لم يُعر جف سؤال والده الكثير من الاهتمام بل طلب منه مبلغ 300 ألف دولار ليستثمر في الأمازون.
في غرفتيّ منزله المتواضع في سياتل بدأ جف وزوجته وبعض الأصدقاء المقربين رحلة أمازون العالمية، ففي منتصف العام 1995م افتتح جف موقعه على الشبكة العالمية لتسويق وبيع الكتب، وفي غضون 30 يوماً كانت مبيعات أمازون قد وصلت 50 ولاية أمريكية و45 دولة حول العالم، والآن صارت الأمازون تبيع ما يربو على الـ20 مليون منتج مابين كتاب وبرامج كمبيوتر وأقراص مضغوطة تشكل مخزونات تسعة مخازن ضخمة.
يقول جف أن العمل في أمازون يتطلب مواصفات خاصة فالعمل الدؤوب وحب الابتكار أهم ما يجب أن يملكه طالب الوظيفة في أمازون، أما أولئك الذين لا يملكون الدافع النفسي للتميز ففرصهم للاستمرار في أمازون معدومة.
يدير جف اليوم شركته بأسلوب فريد فهو يتفقد المخازن يومياً ويتحدث مع الموظفين بأسمائهم ليخلق محيطاً من المودة ويبدأ يومه دائماً بمقولة "أفقت هذا الصباح قلِقاً، لا من منافسة الآخرين، بل على رغبات زبائننا".
أمازون "دوت كوم" باتت اليوم حكاية فكرة نمت في عقل جف، رواها بالعمل والعزيمة حتى أثمرت وآتت أُكلاً لا يقدر بأرباحها المليونية فحسب.
ميدل ايست اونلاين
2005-4-4