قال مصرف لبنان المركزي أمس، ان اجمالي احتياطيات لبنان من العملات الاجنبية تراجع الى ما يعادل 9.54 مليار دولار في النصف الثاني من مارس (اذار) من 10.03 مليار دولار في منتصف الشهر. واضاف البنك المركزي في بيان ان احتياطيات العملات الاجنبية بلغت 14.389 تريليون ليرة لبنانية في 31 مارس مقارنة مع 15.116 تريليون ليرة في 15 مارس. واحتياطيات مصرف لبنان المركزي من العملات الاجنبية في تراجع منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) الذي أدت وفاته الى زيادة الضغوط على الليرة، مما اضطر البنك المركزي الى الدفاع عن العملة. وفي منتصف فبراير قبل بدء الضغوط على الليرة كانت الاحتياطيات تعادل 11.4 مليار دولار مما يشير الى ان المصرف انفق نحو ملياري دولار من احتياطياته منذ ذلك الحين. وتعهد مصرف لبنان المركزي بالإبقاء على نطاق تدخله السعري عند 1501-1514 ليرة للدولار. ويقول التجار ان معظم الضغوط على الليرة ظهرت عقب اغتيال الحريري، لكنهم اشاروا الى انها تراجعت في الآونة الاخيرة. وفي صدى لتصريحات مصرفيين آخرين قال احد المتعاملين «تقلصت الضغوط على الليرة اللبنانية بدرجة كبيرة. لم تجر عمليات بيع كبيرة في الاسبوع او الايام العشرة الاخيرة». ويقول المتعاملون ان الراغبين في التحول الى الدولار قد فعلوا ذلك بالفعل. وان معظم المستثمرين ينتظرون لرؤية إن كانت القلاقل السياسية بدأت في التراجع. غير ان التراجع الاخير في الاحتياطيات يشير الى ان مصرف لبنان المركزي تعين عليه التدخل لدعم الليرة في الاسبوعين الاخيرين. ويشمل رقم الاحتياطيات ودائع البنوك التجارية لدى البنك المركزي الذي لا يكشف عن صافي الاحتياطيات التي يعتقد انها اقل بكثير. واستخدم لبنان احتياطيات العملات الاجنبية كثيرا للدفاع عن الليرة في فترات القلاقل السياسية وعدم اليقين بشأن قدرته على خدمة دين عام من بين اضخم الديون في العالم عند نحو 185 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي. ويحاول رئيس الوزراء اللبناني المكلف عمر كرامي تشكيل حكومة جديدة بعد انهيار حكومته السابقة بعد احتجاجات شعبية اعقبت اغتيال الحريري. وأثار تأخر تشكيل الحكومة مخاوف من احتمال تأجيل الانتخابات المقررة في مايو (ايار).
الشرق الاوسط
5-4-2005