بلدة سوخه بلدة عريقة ذات مناظر جميلة وبيئة هادئة تجذب كثيرا من الناس لزيارتها أو للاقامة فيها. ورغم أن مدينة لي جيانغ القريبة من سوخه مدينة جميلة ومزدهرة غير أنها أقل هدوئا وأناقة في رأي بعض الناس من بلدة سوخه .
وبعد مغادرة مدينة لي جيانغ سيجد الزائر طريقا معبدا متوجها نحو جبل شامخ مكلل بالثلوج وبعد أن يقطع خمسة كيلومترات فيه سيشاهد مقطعا من طريق معبد بالحجارة طوله حوالى كيلومترين. وتقع في نهايته بلدة سوخه التي يطلق الناس عليها إسم موطن الينابيع العذبة وبلدة ينبوع التنين. وكانت البلدة في عهد أسرة تشينغ الامبراطورية الصينية بلدة تجارية هامة في منطقة لي جيانغ .
وأول مكان يجذب الزوار داخل بلدة سوخه هو الميدان المربع الذي يشبه الميدان المربع في مدينة لي جيانغ. وتبلغ مساحة هذا الميدان أكثر من مائتي متر مربع . وفي يوم أفتتاح السوق الشعبية التي تقام في وقت دوري محدد كل شهر يصبح الميدان مزدحما بالناس الذين يزورونه اليه لشراء مختلف البضائع. وتحيط بهذه السوق متاجر عريقة بنيت على الطراز المعماري المحلي القديم. وصنعت أبوابها من الاخشاب المطلية باللون الاحمر القاتم. ويربط هذه المتاجر طريق معرج ومعبد بالحجارة. والى جانب المتسوقين هناك شيوخ وعجائز يجلسون تحت أشعة الشمس يدخنون ويتمتعون بالراحة والهدوء. وجدير بالذكر أن الميدان المربع كان في فترة ما من التاريخ سوقا مهمة للمنتجات الجلدية في منطقة لي جيانغ كما هو موقع لأسرة موشي الملكية القديمة المشهورة في مناطق جنوب غربي الصين. ويمكن أن يجد الزائر بعض الاثار القديمة لهذه الاسرة الملكية كالمباني العريقة الباقية داخل البلدة. ولكن الشئ الاكثر جذبا للانظار لا يكمن في هذه الاثار العريقة بل ربما في احد المقاهي أو في مقطوعة موسيقية نيبالية تُبث منه وتدوي في شوارع البلدة .
بلدة سوخه بلدة مكتظة بأبناء قومية ناسي احدى الاقليات القومية في الصين ويحب أبناء هذه القومية الالوان الزاهية لتجميل وزخرفة ملابسهم. لذلك يخيطون ثيابهم وخاصة ثياب النساء من القماش الملون الجميل. ودائما ما تلبس نساء وفتيات هذه القومية نوعا من الصدرية الواسعة وعلى الكتفين فتحتان ترمزان الى الشمس والقمر. ويضعن فوق الصدرية شالا كبيرا باللونين الابيض والاسود دلالة على النهار والليل. ويطرّزن وسط الشال بسبعة نجوم ذهبية، حيث يصف الناس هذه الثياب مع الشال بعبارة: إرتداء النجوم واكتساء القمر .
يعشق أبناء قومية ناسي الغناء والرقص. ودائما ما يتجمع الناس في حشد جماهيري أيام الاعياد أو المناسبات الاحتفالية حتى بدون أية مناسبة وسبب ليغنوا يرقصوا في فرح وبهجة بمصابحة موسيقى ذات ألحان شجية وايقاعات واضحة. ها هى موسيقى قومية ناسي العريقة التي تجمع بين موسيقى عهود الاسر الامبراطورية الصينية القديمة وبين الموسيقى القومية المحلية. ويصف الخبراء المختصون هذه الموسيقى بأنها الموسيقى القديمة الحية في الصين .
تتميز بيوت أبناء قومية ناسي بطابع معماري خاص يتمثل في الانسجام الواضح بين الطبيعة والانسان. ويمكن أن يشاهد الزائر في بلدة سوخه بيوتا بنيت على الطراز القومي المحلي: في كل بيت باحة كبيرة وفي وسطها قاعة استقبال مواجهة للباب الرئيسي. وتزخرف الجدران والاعمدة بالنقوش والرسومات الجميلة الملونة. وتزرع داخل الباحة أشجار وأزهار مختلفة مشكّلة بذلك لوحة جميلة ترمز الى قمة التناغم بين الطبيعة والانسان .
من الافضل أن يزور السائح بلدة سوخه في أيام الربيع حيث الجو المعتدل والبيئة الجميلة والمناظر الرائعة والهواء المنعش .