الجزائر - رابح هوادف:
جاءت الخطوة الجزائرية الأخيرة بإلغاء تأشيرة الدخول على المغاربة لتكرس سياق التقارب الحذر مع الرباط، والذي توج المشاركة النشطة للعاهل المغربي الملك محمد السادس في القمة العربية، وتمديد إقامته يوما كان بداية تذويب الجليد المزمن بين الجزائر والرباط، والملاحظ ان تطبيع العلاقات بين البلدين تم من دون وساطات، وفي زمن قياسي.
ويبدو أن القرار الذي تزامن مع عطلة نهاية الاسبوع في المغرب (السبت والأحد) قد حرم الرأي العام من استشراف حدود التحول الجديد في مسار العلاقات الثنائية مباشرة او في ملف الصحراء من منظور تحييده عن التواصل الجزائري - المغربي، وكان رجال اعمال مغاربة قد ألحوا منذ مدة على مبادرة جزائرية في هذا الاتجاه، كما ان هذه الخطوة طالما كانت في قلب المطالب المغربية، وخصوصا بعد مبادرة الرباط برفع شرط التأشيرة عن الرعايا الجزائريين الصيف الماضي.
ويبدو أن الاوساط التي هاجمت الجزائر لعدم التفاعل إيجابا مع المبادرة المغربية مضطرة للترحيب بالخطوة التي ينظر اليها على انها إشار حسن نية تجاه المغرب، وهو ما عبرت عنه صحيفة "المجاهد" التي تعبر عن الموقف الرسمي الجزائري. فقد كتبت ان إلغاء تأشيرة السفر محطة في مسار التهدئة الذي دشنه الرئيسان عبدالعزيز بوتفليفة والملك محمد السادس في الفترة القليلة الماضية.
وحسب الصحيفة، فإن ما حدث بين البلدين هو احدى ثمار القمة العربية، وكتبت "كانت للقمة العربية مساهمة كبيرة في إيجاد الاجواء الحالية، وهي لحظة رائعة انتصر فيها الحوار والتشاور على الحذر والتردد وتركة الماضي".
وأضافت: "في الجزائر، تم تبادل الحديث واستمعنا الى بعضنا، والنتائج الاولى لهذا الحوار واضحة، انها احدى فضائل قمة الجزائر التي مكنت من هذا، لقد حقق البلدان ما يصبوان اليه، والزعيمان الجزائري والمغربي لم يكونا في كل الاحوال في حاجة الى وسيط للالتقاء".
لكن القرار بإزالة شرط التأشيرة ليس إلا خطوة لإزالة الحواجز، وهناك مسار طويل للتطبيع بين البلدين، وفي ذلك كله تتواصل الضربات تحت الحزام، بسبب الخلاف حول تسوية الملف الصحراوي، ومن ذلك ان موقع وكالة الأنباء المغربية على الانترنت الذي نشر خبر رفع التأشيرة نشر خبرا ايضا يحمّل جبهة البوليساريو مقتل أحد اللاجئين في الحمادة، وبالموازاة يجري في الجزائر الاستعداد لاستقبال وزيرة خارجية جنوب افريقيا التي ستنتقل الى مخيمات الصحراويين في "الأراضي المحررة" وفي تندوف.
الخليج-الامارات
6-4-2005