بيروت-الاتحاد:
واصل المبعوث الدولي الخاص تيري رود لارسن محادثاته في بيروت امس لليوم الثاني على التوالي حيث التقى وزيري الداخلية سليمان فرنجية والدفاع عبدالرحيم مراد، وقال انه بحث معهما في الجوانب التقنية التي يجب ان يسلكها تطبيق القرار الدولي 1559 بدقة، واضاف: ''لن اتحدث عن أي أمر آخر سوى ان اللقاءين كانا جيدين جداً''، رافضاً الاجابة على اسئلة الصحافيين وواعداً بالحديث اليوم الاربعاء عن مجمل نتائج زيارته الى كل من بيروت ودمشق•
لكن ''الاتحاد'' علمت ان لارسن اثار مع الوزيرين فرنجية ومراد امكانية قيام فريق عمل بالتحقق من انجاز الانسحاب السوري الكامل من لبنان عبر زيارة المواقع التي اخليت طبقاً للقرار 1559 بالتعاون مع القوى الامنية اللبنانية، وابلغ الموفد الدولي المسؤولين بانه سيضمن تقريره الى الامين العام مشاهدات ميدانية للانسحاب مع تعهد سوري بمغادرة آخر جندي الاراضي اللبنانية في حد اقصاه 22 ابريل الحالي، وألمح الى امكانية تأجيل رفع تقريره الى عنان الى 23 ابريل بدلاً من 15 الجاري ليتأكد من ان الانسحاب السوري تم فعلاً ووفقاً لما نص عليه القرار ،1559 لافتاً الى ان فريقه سيكون شاهداً على ذلك•
وجال لارسن وفريقه فعليا في المواقع السابقة للجيش ومقار اجهزة الاستخبارات السورية في بيروت لا سيما البوريفاج على ان يستأنف جولته التفقدية اليوم ويلتقي عددا من اقطاب المعارضة• في وقت نفى مصدر رسمي في الامم المتحدة بشكل قاطع اي لقاء محتمل بين لارسن والامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصر الله• وأكد مراد على لبنانية مزارع شبعا التي كان لارسن قال انها سورية مشيرا الى ان اعلان سوريا اكثر من مرة بأن مزارع شبعا لبنانية وذلك كاف• في وقت قوبلت تصريحات المبعوث الدولي التي اعتبر فيها ان قضية مزارع شبعا حسمت قبل خمس سنوات وهي سورية بحملة احتجاجات واسعة في لبنان، حيث نظمت التنظيمات الطلابية والروابط الجامعية التابعة للقوى والاحزاب الوطنية مسيرة حاشدة الى مقر السفارة الاميركية في عوكر انتهت باعتصام حاشد على بعد حوالي مئة متر من مقر السفارة، كما شجب اهالي شعبا وباقي قرى العرقوب تصريحات لارسن حول المزارع•
وواصلت القوات السورية امس انسحاباتها بوتيرة سريعة من سهل البقاع وذلك غداة اجتماع اللجنة العسكرية اللبنانية السورية، حيث شاهد مراسل ''فرانس برس'' 35 شاحنة عسكرية تنقل مدافع وذخائر واعتدة وجنودا تغادر موقعين للجيش السوري في منطقة راشيا وتعودان الى الاراضي السورية، لكن عناصر اخرى ما زالت تتواجد في هذين الموقعين، كما شاهد المراسل جنودا سوريين يعملون على حزم امتعتهم في جنوب بحيرة القرعون•
الى ذلك، اكد رئيس الوزراء المكلف عمر كرامي امس ان حكومته الجديدة ستبصر النور في نهاية الاسبوع الجاري، وأكد ان الحكومة ستنجز بسرعة مشروعا للقانون الانتخابي بدون ان يتطرق الى تاريخ الانتخابات وما اذا كانت ستتم خلال المهل الدستورية• وذكرت مصادر نيابية مقربة من رئيس البرلمان نبيه بري ان الرؤساء الثلاثة سيدرسون خلال رحلة التعزية الى الفاتيكان التشكيلات التي اعدها كرامي بشأن الحكومة والتي لا زالت المعارضة ترفض المشاركة فيها، كما ترفض اعتماد المحافظة دائرة انتخابية•
ولفتت المصادر الى ان فرنجية ابلغ كرامي عزوفه عن المشاركة في الحكومة الجديدة تسهيلاً لعمله في تأليف حكومة لا تعتبرها المعارضة استفزازية مع تأكيده على دعم مهمة الحكومة الجديدة ومنحها الثقة، ورجحت المصادر ان تسند حقيبة الداخلية الى اللواء المتقاعد احمد الحاج او الى نائب رئيس البرلمان ميشال المر في حال توافق الرؤساء الثلاثة على ان يتولى حقيبة وزارة العدل شخص مقرب من عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وربما بهيج طبارة•
وأكد كرامي ان اولويات مهمة الحكومة الجديدة استعادة مشروع قانون الانتخاب من البرلمان لاستبداله بمشروع آخر يعتمد المحافظة دائرة انتخابية مع احتساب النسبية• فيما ردت المعارضة بشن حملة اتهامات للحكم والحكومة بالعمل في السر والعلن على نسف موعد الاستحقاق الدستوري للانتخابات، وأكدت ان الحديث عن النسبية في القانون الذي يتم تداوله هدفه اطاحة المهلة الدستورية•
واعلن نواب المعارضة الذين عقدوا اجتماعاً عاجلاً في مقر البرلمان تمسكهم بالمشروع الذي احالته الحكومة السابقة الى البرلمان ويعتمد القضاء دائرة انتخابية، وقال النائب بطرس حرب بعد الاجتماع: ان نواب المعارضة يرفضون بالاجماع ما تروجه اوساط كرامي حول امكانية استرداد مشروع قانون الانتخابات من البرلمان لاستبداله بمشروع يعتمد المحافظة دائرة انتخابية مع احتساب النسبية، واضاف ان تأخير اعلان تشكيل الحكومة الى ما بعد عودة الوفد الرئاسي اللبناني من الفاتيكان هو محاولة اضافية لتأجيل الانتخابات وضرب الاستحقاق الديمقراطي•
الاتحاد-الامارات
6-4-2005