يرتبط الأناناس بالثقافة الكوبية ارتباطا وثيقا، وللكثير من الكوبيين شعور خاص تجاه الأناناس.
حسب السجل التاريخي، نزل الملاح والرائد الكبير كولومبس مع رفاقه في جزيرة قواديلوبي Guadeloupe من جزر أرخبيل أنتيليس Antilles الجميل يوما ما في عام 1493 أى العام التالي لاكتشاف القارة الأمريكية. وكان الجو حارا جدا، وعلى السهول الخضراء الواسعة وجدوا فاكهة صفراء ذات رائحة ذكية جدا، وتذوقوها لازالة العطش رغم خوفهم من التسمّم بها. وفاجأتهم الفاكهة بطعمها اللذيذ والمميز، وفرحوا كثيرا باكتشافها. وكانت هذه الفاكهة هى الأناناس.
وبعد 43 سنة من ذلك عرّف المؤرخ الاسباني المشهور فيرناندس ديوفيدو باردس الذي كان رافق كولومبس في رحلته البحرية القراء الأوربين لأول مرة بالأناناس من خلال الكتابة والرسم. حيث وصف الأناناس ب"ملك الفواكه". وبعد ذلك بدأت صورة الأناناس تدخل الثقافة الجديدة على القارة الأمريكية.
ودائما يصف بعض الكتّاب الكوبيين الكلاسيكيين ولا سيما الشعراء في أعمالهم الأدبية يصفون الأناناس بالفاكهة السحرية. حيث وصف الشاعر الكوبي الأكبر الموهوب والمشهور في أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19 في كوبا وهو ممثّل الأدب الكوبي الكلاسيكي الحديث مانويل ديسكرايلانغو وصف الأناناس في قصائده بأنها فاكهة سحرية نبتت في جبال أولمبيس الإغريقية، وأجمل ما في كيس الفواكه لآلهة البيوت الرومانية فيستاي.
ومنذ بضعة قرون أوحي الأناناس الى الشعراء الكوبين بإلهام الإبداع، وفي نفس الوقت استوحى الفنانون المعماريون والنحاتون الكوبيون هذه الفاكهة. حيث تجذب ستة تماثيل أناناس برونزية ما زال لونها زاهيا بعد مرور أكثر من قرن ومنحوتة على أعمدة من الطراز الإغريقي في كنيسة بنيت عام 1828 على ساحل هافانا عاصمة كوبا تجذب السياح الكثيرين القادمين من كندا ودول أوربا كل سنة.
وفي أواخر القرن 18 كانت هافانا مدينة مستعمرة مملّة غير مهمة. وحتى أوائل القرن 19 تطورت بسرعة وأصبحت مدينة تجارية مزدهرة، وبنيت مجموعات من المباني الشامخة والحديثة. وما يلفت أنظار الناس هو رسوم الأناناس التي تزين أبواب المباني والأثاث بداخلها حتى الأكواب والصحون. ونحت نحّات مشهور تمثال أناناس في مكان ملحوظ على تمثال ضخم يرمز الى مدينة هافانا.
وفي القرن العشرين ظهر الكثير من الفنانين الذين أخذوا الأناناس كموضوع لإبداعهم، وقد تخلصوا من سحر الأناناس وجعلوها فاكهة طبيعية متميزة بخصائص المحلية في كوبا. ويمكننا أن نجد أعمالهم الفنية من رسوم الأناناس في أثاث البيوت الكوبية دائما.