ولد الرسام تشي فنغ الذي كان اسمه الأصلي يينغ جي شو في مدينة جيو تشوان بمقاطعة قانسو عام 1949، ويسكن الآن في بكين. يشتهر برسم الجمال والحمير والخط الصيني، ويقدره الرسامون المشاهير في الصين تقديرا عاليا جدا ويلقبونه ب"أفضل رسام للجمال". ويتولى حاليا مناصب نائب رئيس لجنة الفنانين الصينيين للرسم والخط، ونائب مدير أكاديمية فنون الرسم والخط الصينية، ومدير أكاديمية شن تشو هان مو لفنون الرسم والخط ببكين.
قضى تشي فنغ كل طفولته في رياح الصحراء وسهول الهضبة في مقاطعة قانسو، وترك فقر الحياة ومشقتها لديه ذكريات لا تنسى، ودائما يتأثر بأعمال أبناء الصحراء الصعبة. بدأ تشي فنغ يرغب في تجسيد هذه المناظر والحياة الصعبة التي يعيشها أهل الصحاري بفرشاة الرسم، وللتعبير عن مشاعره الداخلية بشكل كامل.
لذلك أصبحت في رسومات تشي فنغ الرياح والرمال الصحراوية وقوافل الجمال والخيول والبقر والحمير رمزا الى الحياة على الهضبة تجسيدا لروح أبناء الهضبة وسعيهم المثابر الى حياة أفضل. وحصل على إلهامات وفيرة لإبداعه من المناظر المتميزة في الصحاري غرب الصين وشخصية السكان هناك القوية والمفعمة بالرجولة. فأدخل مشاعره الخاصة الى رسوماته للجمال والخيول والبقر والحمير، حيث لا توجد لغته الفنية في رسم الأشكال الموضوعية فقط بل تتعمق في تجسيد الروح القومية وشخصيتها بصورة دقيقة وملموسة.
إن تشي فنغ من مواطني جبل تشي ليان شان وأعطته الحياة في الجبل شخصية قوية ومثابرة، واستوحي لوحاته من الرياح الشديدة في طريق الحرير القديم وأصوات أجراس الجمال. يقال إن لغته الفنية شرارة الفن التي تندلع من تفكير الفنان الفلسفي العميق، وحبره وفرشاته تسعى الى حرية التعبير وحماسة المشاعر. فتتميز رسوماته الضخمة الحجم بفخامة وقوة تأثير، ورسوماته الصغيرة الحجم مفعمة بتفكير عميق وخيال واسع.
وتتنوع أعمال تشي فنغ الفنية، حيث يجيد نظم الشعر وفن الخط وحفر الأختام. وينظم قصائد مصاحبة للوحاته. يشتهر تشي فنغ في وسط الرسم الصيني بفضل خبراته الوفيرة في الحياة ومهارته العالية في الرسم. وفي عام 1996، نشرت صحيفة هونغ كونغية مقالة عن معرض تشي فينغ للرسم والخط المقام في مدينة شن تشن بعنوان:"أول رسام الجمال في العالم"، مما جعل سمعة رسم تشي فنغ للجمال منتشرة في أنحاء العالم.
وينشط تشي فنغ في الأعمال الخيرية، حيث سافر عام 1988 الى مدينة سينغافوره لإقامة معرض فني شخصي، وأهدى كل الدخل منه الى معهد الرسم بسينغافوره لمساعدته على نشر تعليم الفنون، وفي عام 1998 باع لوحاته وتبرع بالمال الى المناطق المصابة بكارثة الفيضان، وفي عام 2003 رسم وأهدى 50 لوحة الى حكومة بلدته. ففي قلب تشي فنغ، إن فن الرسم ثروة روحية له رغم أنه عمل يكسب زرقه به.