فى اوائل ثمانينات القرن الماضى بدأت الصين تؤسس المناطق الاستثمارية الخاصة المحلية فى بعض مدنها المفتوحة للخارج لجذب المزيد من الاموال الاجنبية واستخدامها فى بناء المشروعات المحلية . وحتى الان قد بلغ عدد هذه المناطق الاستثمارية على مستوى الدولة اكثر من خمسين فى كل البلاد، بما فيها المنطقة الاستثمارية الخاصة بمدينة تيانجينغ التى تم انشاؤها فى وقت مبكر ومفعمة بحيوية اكثر فى شمال الصين. نعرفكم بها الان باختصار
تقع المنطقة الاستثمارية الخاصة بمدينة تيانجينغ بضاحية المدينة الشرقية وتبلغ مساحتها اكثر من ثلاثين كيلومترا مربعا وهى قريبة من ميناء تياجين اكبر الموانىء بشمال الصين، كما ان المسافة بينها ومدينة بكين لاتتجاوز 140 كيلومترا . وتجدر الاشارة الى ان هذه المنطقة كانت ارضا جرداء قلوية لا تنمو فيها شجرة واحدة . وبعد ان مضت اكثر من عشرين سنة، اصبحت هذه المنطقة جميلة جدا وتوجد فيها مصانع حديثة مع حدائق بستانية ظريفة .
وقال كنيت أف بيرينيز المدير التنفيذى لشركة كابوت الكيماوية المحدودة الامريكية التى قد استثمرت مع شركة امريكية اخرى فى يناير الماضى 28 مليون دولار امريكى لبناء مصنع كيماوى ضخم لانتاج الكربون فى المنطقة الاستثمارية بمدينة تيانجينغ، قال للمراسل :
" يسرنا بالغ السرور استثمار اموال ضخمة فى هذه المنطقة، لانها منطقة تتمتع بتفوق جغرافى جيد لقربها من ميناء تيانجين العميق المياه ، وتمتلك منشآت البنية الاساسية المناسبة، ونأمل فى ان يكون مصنعنا الجديد اكبر واحدث مصنع من نوعه فى العالم ."
وحسب تعريف السيد بيرنيز ان الصين هى ثانى دولة فى العالم من حيث استهلاك الكربون، وذلك بعد الولايات المتحدة. لذا، فهى سوق ضخمة تحتاج الى هذه المادة الكيماوية، ووفقا لخطة مستقبلية لشركة كابوت الامريكية ان المنطقة الاستثمارية بمدينة تيانجينغ ستصبح اكبر قاعدة لانتاج الكربون فى العالم قبل نهاية عام 2010 .
وبالاضافة الى ذلك، إن توفير افضل الخدمات المحلية للمؤسات الاجنبية التمويل هو سمة واضحة اخرى لاعمال المنطقة الاستثمارية بمدينة تيانجينغ، حيث تجمعت الدوائر الحكومية والهيئات الصناعية والتجارية والجمركية فى حى واحد بالمنطقة وتعمل بسرعة وجدية على اكمال المعاملات اللازمة المختلفة . وقال السيد تشين لاى المسؤول بادارة الشؤون الخارجية لشركة موتورولا الالكترونية المحدودة بالصين للمراسل :
" يعمل المسؤولون بالمنطقة الاستثمارية دائما انطلاقا من خدمة المستثمرين الاجانب ومساعدتهم على اتمام تلك الاجراءات اللازمة لاسراع خطوات تنفيذ مشروعاتهم فى الصين، وذلك يوفر منصة تعاون ممتازة بين الادارة الحكومية المحلية والمؤسسات الاجنبية التمويل والمستثمرين الاجانب ."
وبعد ان دخلت شركة موتورولا الالكترونية المحدودة المنطقة الاستثمارية بمدينة تيانجينغ قبل اكثر من عشر سنوات، اسرعت خطوات تطورها فى الصين بصورة ملحوظة وقد وصل مجمل استثماراتها فى المنطقة الاستثمارية الى حوالى ثلاثة مليارات دولار امريكى وتمتلك الشركة الان خمسة مصانع يعمل فيها اكثر من عشرة آلاف عامل وموظف، واصبحت المنطقة الاستثمارية بمدينة تيانجينغ حاليا مركزا صناعيا عالميا لانتاج هواتف موتورولا المحمولة ، وذكر ان هناك 50 نوعا من المنتجات الجديدة ستنتج من هنا فى هذه السنة .
والان، بدأ يختار المزيد من المؤسسات الاجنبية التمويل المنطقة الاستثمارية بمدينة تيانجينغ للاستثمار، وقد بلغ حجم العقود الاستثمارية الاجنبية فى المنطقة 20 مليار دولار امريكى. على هذا، فان المنطقة الاستثمارية بمدينة تيانجين قد حظيت بتقدير عال من قبل وزارة التجارة الصينية على مدى 8 سنوات متتالية، واصبحت افضل منطقة استثمارية تتصف بافضل بيئة استثمارية فى الصين. وقال السيد بى شين أمين اللجنة الادارية للمنطقة الاستثمارية للمراسل :
" ان اعمال المنطقة الاستثمارية فيما بعد، يجب ان تتركز على كيفية رفع مستوى الصناعات ودفع تطوير وتحسين الاقتصاد الاقليمى، ونحن على ثقة تامة بان لدينا قدرة كافية على بناء منطقة استثمارية موجهة للعالم وصالحة للاقامة فيها وللتنمية.