نشأت مباريات كأس أمريكا للسفن الشراعية ( The America's Cup Match)في عام 1851، وتعتبر مباريات هذه الرياضة على أعلى مستوى في العالم، وأصبحت إحدى المباريات الرياضية التى تلقى أشد ترحيب في أوروبا وأمريكا، وتعادلت نسبة مشاهدة برامجها التلفزيونية مع نظيرتها لكل من دورات الأولمبياد (The Olympic Games)ومباريات كأس العالم لكرة القدم(FIFA World Cup). وستقام الدورة الثانية والثلاثون لمباريات كأس أمريكا للسفن الشراعية بمدينة فالنسيا الساحلية الأسبانية في عام 2007، حيث سيشترك الرياضيون الصينيون لأول مرة في هذه المباريات التى تتمتع بشهرة عالمية.

واشترك السيد وانغ تشاو يونغ – المستثمر البكيني مع شركة فرنسية خاصة بالإدارة الرياضية في تمويل اثنين وثلاثين مليون يورو لتشكيل فريق سفن شراعية باسم "فريق الصين". وسيشترك هذا الفريق في مباريات كأس أمريكا للسفن الشراعية في عام 2007. وقال السيد وانغ تشاو يونغ إنه عندما عمل في الولايات المتحدة في الثمانينات من القرن الماضي، اشترك لأول مرة في تدريبات على سباق السفن

الشراعية، وأولع به ولعا شديدا على الفور. وبعد عودته الى الوطن، لم تتح له فرصة للاشتراك في مباريات السفن الشراعية، ولكنه ظل يتذكر الأمر جيدا. وفي العام الماضي، اشترك السيد وانغ تشاو يونغ في إحدى المباريات التمهيدية لمباريات كأس أمريكا للسفن الشراعية التى أقيمت في مدينة مرسيليا الفرنسية، حيث تعرف على شركة ليديفي للإدارة الرياضية – الشركة المالكة لفريق ليديفي الفرنسي لسباق السفن الشراعية، وسرعان ما توصل الجانبان الى اتفاقية تعاونية لتكوين فريق خاص بسباق السفن الشراعية. وتحدث السيد وانغ تشاو يونغ عن مغزى مباريات كأس أمريكا للسفن الشراعية قائلا:

" تتميز مباريات كأس أمريكا بمغزى عميق لشحذ همم الرياضيين، وتثير في نفوسهم النخوة الوطنية للتنافس مع مختلف الفرق المشاركة، وتجسد هذه المباريات المفعمة بالتحديات العظيمة روح التحدي الحديثة. وبالنسبة الى رجال الأعمال، فإنهم يفضلون مواجهة التحديات، لأنها تلعب دورا كبيرا في توسيع سمعة المؤسسة وإذكاء حماسة العاملين فيها. "

نجح السيد وانغ تشاو يونغ في تحقيق أمنيته لتشكيل "فريق الصين" بفضل إمكانياته المالية الجيدة وتأييد معاونيه الأجانب في تقديم التكنولوجيا والمتخصصين. وعلى كل حال، تبقى مباريات السفن الشراعية رياضة لا يعرفها الكثيرون في الصين، ولا

توجد خبرات عن تشكيل فرق خاصة بهذه الرياضة. وأوضحت لجنة إدارة مباريات كأس أمريكا للسفن الشراعية مرارا أنها تأمل في اشتراك فريق صيني في هذه المباريات. وفي هذا الوقت المناسب، تم تشكيل " فريق الصين" بفضل التعاون بين السيد وانغ تشاو يونغ وفريق ليديفي الفرنسي من أجل سدّ هذه الثغرة في مجال مباريات السفن الشراعية. وتحدث السيد نيكولاس أياكس – ممثل شركة ليديفي الفرنسية للإدارة الرياضية في الصين عن دافع شركته للتعاون مع وانغ تشاو يونغ قائلا:

" من وجهة نظر الدول الغربية، تتطور الصين اقتصاديا ورياضيا بسرعة فائقة. وحققت بطولة فورميلا واحد لسباق السيارات ( Formula One World Championships)ومباريات التنس (The Davis Cup)وكرة السلة وغيرها من الألعاب الرياضية تطورا ناجحا في الصين، مما ألهب حماستنا جميعا. فبدأنا نفكر في أي لعبة جديدة تستطيع إثارة حماسة عموم الصينيين. ونأمل في أن يلقى سباق السفن الشراعية إقبالا تدريجيا لدى الجماهير الصينية."

وأختيرت مدينة تشينغ داو – الميناء الواقع شرقي الصين لبناء السفن الشراعية ل"فريق الصين". ووفقا للنظام الخاص بمباريات كأس أمريكا للسفن الشراعية، يتعين على هذا الفريق أن يسجل إسمه في الصين، ويرسم العلم الوطني في مكان بارز على شراع السفينة. كما حددت مدينة تشينغ داو مقرا تدريبيا دائما ل"فريق الصين".

وتتمتع مدينة تشينغ داو بمنشآت ممتازة كميناء معروف، وستستضيف مباريات السفن الشراعية في دورة بكين الأولمبية في عام 2008. وتتشاور لجنة إدارة مباريات كأس أمريكا مع الأجهزة المعنية بمدينة تشينغ داو حاليا آملة في أن تستضيف تشينغ داو مباريات تمهيدية لمباريات كأس أمريكا في العام المقبل بقصد جمع الخبرات الخاصة بإقامة مباريات السفن الشراعية الأولمبية.

وأكدت شركة ليديفي الفرنسية والسيد وانغ تشاو يونغ أنهما يسعيان الى جعل "فريق الصين" فريقا ناجحا من الدرجة المتوسطة للسفن الشراعية حتى يحقق نتيجة جيدة في مباريات كأس أمريكا في عام 2007 سعيا وراء زيادة حماسة الجماهير الصينية إزاء "فريق الصين" ورياضة سباق السفن الشراعية حتى يتم تعميمها في الصين تدريجيا. إذ قال السيد وانغ تشاو يونغ متفائلا:

" تتمتع الصين بسواحل طويلة جدا، وتتطور مدن الموانئ الساحلية اقتصاديا واجتماعيا بمستوى عال. ومن المؤكد ظهور مجموعة من عشاق الرياضة الملاحية بعد هذه المباريات، وبإمكان الملاحين الأجانب مساعدتنا على إنشاء بعض المدارس الملاحية وصناعة الأدوات الخاصة بالسفن الشراعية، الأمر الذي يجعل سباق السفن الشراعية رياضة جماهيرية تدريجيا. "

ويعترف السيد وانغ تشاو يونغ بأن سباق السفن الشراعية بدأ يتطور الآن في

الصين على أساس ضعيف. ويكثف جهوده حاليا في تحقيق أحلامه انطلاقا من هواياته واعتمادا على قدراته المالية الذاتية، وهكذا، يقدم مساهماته في تطور المجتمع. ويتوقع أن يشق " فريق الصين" طريقه للاشتراك في مباريات كأس أمريكا للسفن الشراعية ويشجع المزيد من الصينيين للاشتراك فيها.