بدأت تلوح في الفترة الأخيرة صراعات داخلية في قصر الحكم »الوثبة« بقطر ، في وقت توالت عمليات الاعتقال داخل الجيش الى جانب إقالة عدد من الوزراء ، ..والتي كان أخرها القرار الذي أصدره منذ أيام الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني بإعفاء رئيس الديوان الأميري ووزيرين في الحكومة .
فعلى خلفية تورطهم في نشاطات غير مشروعة وفي ظل بروز صراعات على خلافته ، أصدر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قرارا بإقالة الوزراء الثلاثة وهم رئيس الديوان الأميري الشيخ عبد الله بن محمد بن سعود آل ثاني ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد بن عيسى المهندي ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية محمد عبد اللطيف المانع ، فيما أكدت بعض التقارير قبل أيام استدعاءهم من قبل المدعي العام، لاتهامهم باستثمار أموال في سوق الدوحة للأوراق المالية بطريقة غير قانونية.
ولم يكن مستغربا ان يصدر أمير قطر قرارا بإقالة هؤلاء الوزراء ، أو ان يصدر قرارات لاحقة بإقالة آخرين ، حيث بدأت تظهر جليا مدى الخلافات والانقسامات التي تعصف بالأسرة الحاكمة في قطر في ظل عمليات التفجير وقضايا إسقاط الجنسية خلال الفترة الأخيرة .
ويبدو أن صيف قطر القادم سيكون أكثر سخونة من سابقيه فى ظل نضج عدة تيارات متصارعة داخل الإمارة، وبدأت كل منها فى إظهار قوتها على الساحة خاصة فى ظل أنباء غير مؤكدة عن تدهور صحة أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى الذى تعرض لعملية زراعة كلى قبل سنوات .
وطبقا لتقرير أعده مركز دراسات تابع لأحد أجهزة المخابرات الغربية الشهيرة واطلعت على فقرات محدودة منه فإن الدوحة التى أنشأت قناة »الجزيرة« التى حصلت على حرية غير مسبوقة فى مناقشة القضايا العربية باستثناء القطرية منها بالطبع وما زال إعلامها الداخلي يعانى من قيود شديدة فى التغطيات الصحفية وتحكمه قواعد صارمة قد تصل إلى السجن فى معظم الأحيان فى حال تجاوزها مثلما حدث مع عبدالرحمن النعيمى الذى قبع فى السجن سنوات طويلة بسبب مقال وكذلك إغلاق صحيفة الشرق ثلاثة أشهر بسبب مقال أيضا فى وقت كانت فيه قناة الجزيرة تهاجم الجميع ، قد بدأت بالفعل فى دفع تكلفة أخطار الماضى من خلال اللعب على كل الأطراف والتناقض الشديد فى سياستها متناسية التوازنات السياسية والتكوين الديمجرافى لها وهى العوامل التى طالما حددت قوة كل دولة ومكانتها الدولية بصرف النظر عن دخل الفرد بها وإلا لكانت دولة مثل بروناى مثلا تتجاوز قدرات جارتها الصين على الرغم من الفارق الشديد فى دخل الفرد بين الدولتين.
ويشير التقرير ذاته إلى أن العديد من الصراعات قد تفجرت على الساحة القطرية مؤخرا بين تيارات ترى أنها أحق بالحكم أو أخرى ترى أنها غبنت على مدى تاريخى، وثالثة تستمد مشروعيتها من الدين وترى أنها الأحق بإقامة دولة إسلامية فى تلك الإمارة التى منّ عليها الله بالغاز والنفط
القناة-السودان
12-4-2005