<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-04-13 19:54:36
الأطباق الإسلامية الصينية

cri

منذ عهد أسرة تانغ الملكية دخل العديد من العرب إلى الصين واستوطنوا مختلف مناطقها. وفي منتصف القرن الثالث عشر تدفقت مجموعات كبيرة من المسلمين من مختلف الدول في وسط وغرب آسيا إلى أنحاء الصين مع القوات المنغولية فاستوطنوا في الصين لاستصلاح الأراضي البور وممارسة التجارة. وذلك أتاح فرصة لانتشار الإسلام في الصين. كما أصبح الاسلام دينا مشتركا لعشر أقليات قومية صينية، وأكبر هذه القوميات تعدادا وتأثيرا هي قومية هوي وقومية الويغور. وعلى الرغم من أن أبناء قومية هوي ينتشرون في كل أنحاء الصين إلا أن الدين الإسلامي جعلهم يتميزون بمأكولات خاصة حتى الوقت الحاضر. أما أبناء قومية الويغور والقوميات الأخرى الذين يسكنون في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم ومقاطعة تشينغهاي اللتين تعتبران منطقتين مكتظتين بالمسلمين فهم أكثر حفاظا على تقاليد المأكولات دون التأثر بقومية هان أكبر قومية صينية. وظل المسلمون من مختلف القوميات يحافظون على مأكولات متميزة في فترة حوالي ألف سنة وأعدوا أطباقا خاصة بهم تسمي بأطباق "تشينغتشن" التي تتميز بالعادات والتقاليد الإسلامية وثقافة الأطعمة الصينية في آن واحد. ولا يأكل المسلمون هذه الأطباق يوميا فحسب بل يفضلها العديد من أبناء القوميات الأخرى.

وحول تاريخ الأطعمة الاسلامية الصينية قال السيد ما تشينغ قوي العالم في مسجد ببكين إنه لم يوجد تكن هناك الكثير من السجلات المعنية بمأكولات المسلمين في أسرة تانغ الملكية، أما "موسوعة الحياة المنزلية" التي طبعت في عهد أسرة يوان الملكية فقد سجلت بعض المأكولات الاسلامية الصينية، ودل طبع هذه الموسوعة على أن عدد المسلمين الصينيين في ذلك الحين كان كبيرا. وأضاف قائلا:

"كان طباخ مسلم يعمل في جيش الانتفاضة الفلاحية وهو من أشهر الطباخين المسلمين في ذلك الحين. وخلال الحرب انتقل هذا الطباخ مع الأمير يان إلى شمال الصين وعمل طباخ في العاصمة حيث أظهر مهارته البارزة والعجيبة في مهنته وحظي بالثناء من قبل امبراطور أسرة يوان. واحتراما لعادات الضيوف المسلمين في الطعام قرر الامبراطور ادراج الأطعمة الإسلامية في قائمة أطعمة المآدب الامبراطورية حسب اقتراح من مدير عام الشؤون العامة في العائلة الامبراطورية. وكل هذا دفع تطور الأطعمة الاسلامية الصينية تطورا كبيرا."

وبفضل الاندماج الثقافي بين مختلف القوميات التي تعيش معا في مختلف المناطق الصينية حظيت أطعمة فومية هان باقبال واسع من المسلمين الصينيين والقوميات الأخرى. وتتميز أطباق تشينغتشن في مختلف المناطق الصينية بميزات مختلفة. وحول ذلك قال الطاهي إين بينغ في مطعم اسلامي ببكين:

"على صعيد الاقليم تنقسم أطباق تشينغتشن إلى ثلاثة أنواع. أولا: تعتبر أطباق تشينغتشن في شمال غربي الصين والأطباق المميزة بنكهات شينجيانغ أول نوع من الأطعمة الاسلامية الصينية. وتحافظ على مزايا الأطعمة الإسلامية التقليدية إلى حد كبير. ويحضر هذه الأطباق عادة من لحوم الابقار والاغنام واضافة إلى الجزر والبصل، وتعد عبر أساليب الشواء والقلي بصورة رئيسية وهذه الأطعمة لذيذة عموما. وثانيا، أطباق تشينغتشن ببكين والمناطق المحيطة بها وهي متأثرة بأطباق شاندونغ وأطباق هوايآن. وتتميز هذه الأطباق بالطبخ الدقيق والأنواع الكثيرة، وتحظى بالقبول لدى جميع المواطنين سواء من المسلمين أو من غير المسلمين. أما النوع الثالث فهو أطباق تشينغتشن في جنوب نهر اليانغتسي. وهذه الأطباق تحضر من الأحياء البحرية والمنتجات المائية بصورة رئيسية. وتتمثل مزاياها في جودة الطبخ وقلة اللحوم. وهي نوع فريد من الأطباق الاسلامية في الصين."

وخلال تمتد لحوالي ألف سنة بذل الطهاة المسلمون جهودهم لتطوير أطباق تشينغتشن وللحصول على المزيد من الفنون المفيدة والاندماج بين مختلف القوميات المسلمة الأمر الذي يمكنهم من اعداد مئات الأنواع من الأطعمة الإسلامية اللذيذة. وبفضل ذلك أصبحت أطباق تشينغتشن متميزة بالأساليب الخاصة والأنواع المتزايدة في الصين. حول ذلك قال إين بينغ:

"لا تشتمل الأطعمة الإسلامية الصينية أطباقا مشهورة مثل الشعريات المقلية ولحم الخروف المشوي والمقلي والمسلوق وغيرها من المأكولات التقليدية الأخرى فحسب بل تضم العديد من الأطعمة الخفيفية اللذيذة التي طورها الطهاة المسلمون خلال حوالي ألف سنة مضت مثل حلاوة الرز بالجواهر الثمانية وخبز التنور."

ولا تحضر مزايا الأطعمة الإسلامية الصينية في الألوان الجميلة والجودة الرائعة و المذاق اللذيذ فحسب، بل تتميز بالنظافة. وهذه الميزة معروفة لدى الصينيين سواء المسلمين أو غير المسلمين في مختلف المناطق داخل البلاد. وكل الوافدين الزائرين ببكين سواء أ كانوا صينيين أم أجانب يحبون تناول الأطعمة الاسلامية. والمطاعم الإسلامية منتشرة في كل أنحاء بكين. وحول ذلك قالت المسلمة المسنة وانغ يو رو:

"تعتبر مطاعم دونغلايشون ونانلايشون وهونغبينلو من المطاعم الإسلامية العريقة المعروفة لدى الجميع. قد فتح مطعم توربان المتميز بأطعمة شينجيانغ ويمكنه استقبال المئات من الزبائن في آن واحد. وبعد الاصلاح والانفتاح في الصين قد فتح معظم الفنادق الكبرى مطاعم إسلامية خاصة فيها لاستقبال الضيوف المسلمين."

رغم كثرة المطاعم الاسلامية ببكين إلا أنها تحافظ على التضامن والصداقة. وهذا يدل على أن الأطعمة الإسلامية تتمتع بأساس واحد هو الدين الاسلامي وتتمتع بأفاق واسعة للتطور والتقدم في المستقبل.