تتميز العاصمة الصينية بكين بكونها مدينة سياحية مشهورة بتاريخها وتراثها المعمارى، ففيها العديد من المواقع التاريخية الرائعة منها على سبيل المثال لا الحصر سور الصين العظيمة والقصر الامبراطورى والقصر الصيفى حيث تعبق هذه المواقع جميعا برائحة التاريخ والثقافة واضافة الى هذه المزايا هناك مزايا اخرى تجعل بكين قبلة محببة للزوار من كل حدب وصوب، منها الاطعمة البكينية المتميزة وعلى رأسها بط بكين المشوى وغيرها من الاطباق الصينية اللذيذة. واذا اردتم شراء بعض التذكارات السياحية المحلية المتميزة او المنتوجات الحريرية ببكين، نقترح عليكم زيارة شارع مشهور معروف بشارع شيو شوى الذى يتمتع بشهرة عالية بين الزوار القادمين من الخارج والباحثين عن البضاعة الجيدة والسعر المناسب. وقبل وقت غير بعيد، انتقلت محلات هذا الشارع الى مبنى تجارى جديد يحمل نفس الاسم. واليوم نصحبكم فى زيارة لهذا المبنى الذى بدأت الاعمال التجارية الجديدة فيه فى مارس المنصرم.
عندما نتحدث عن مبنى شيو شوى الجديد، لا بد ان نذكر شارع شيو شوى القديم الذى يقع بالقرب من منطقة السفارات شرق بكين، والذى يجاور السفارة الامريكية فى بكين، كان هذا السوق فى اواسط ثمانينات القرن الماضى للازياء فقط، وكان زقاقا ضيقا فقط، يباع فيه مختلف المنسوجات الممتازة النوعية والرخيصة السعر. ودأب دبلوماسيون من الاتحاد السوفيتى السابق والزوار من الدول الاخرى على زيارته لشراء السلع. ومع مرور الايام، ذاعت شهرته وازدهرت تجارته تدريجيا، واصبح اخيرا شارعا تجاريا شعبيا تباع فيه بصورة رئيسية الملابس المصدرة الى الخارج والمنسوجات الحريرية والتذكارات السياحية.
كان الشارع عاديا جدا، لا يتميز بظروف تجارية مثلما فى المبانى التجارية، بل كان ضيقا. لكنه كان يستقبل كل يوم ما بين عشرين الفا الى ثلاثين الف زائر، معظمهم زوار اجانب.
يبلغ السيد وانغ قوه تشى الاربعين من عمره هذا العام، وهو من التجار الاوائل الذين بدأوا اعمالهم التجارية فى هذا الشارع. وقال ان اهم ما يميز هذا الشارع هو قدرة اصحاب المحلات الصغيرة على التكلم مع الزوار الاجانب باللغة الانجليزية: يستطيع كثير من التجار هنا التحدث بطلاقة باللغة الانجليزية، كما يستطيع بعضهم التحدث باللغتين اليابانية والروسية ايضا. فى البداية، لم اكن قادرا على التكلم باللغة الانجليزية، واتذكر ان اول جملة انجليزية قلتها كانت:This coulor, coulor, and coulor، وكان قصدى هو اخبار الزبائن ان الملابس هنا لها موديلات والوان متعددة.
كان الشارع يجذب كثيرا من الزوار، منهم نجوم مشاهير ودبلوماسيون واصدقاء اجانب، كانوا يزورون البسطات الضيقة فى هذا الشارع واحدة تلو الاخرى بحثا عن الملابس التى تعجبهم ويساومون على اسعارها مثل الناس العاديين. وقال الشاب الدنماركى جون غالاجز الذى يدرس اللغة الانجليزية فى جامعة صينية انه اشترى كثيرا من الاشياء الجميلة والرخيصة من هذا الشارع. اذ قال: زرت مبنى شيو شوى التجارى الجديد عدة مرات، لكننى احب شارع شيو شوى القديم اكثر. رغم ان وضع السوق كان رديئا نسبيا، لكننى اشعر بالحنين عندما اتذكره.
وقبل اسابيع، انتقل اصحاب المحلات الصغيرة فى السوق القديمة تباعا الى مبنى تجارى جديد واسع وعصرى يسمى بشيو شوى الجديد.
يقع مبنى شيو شوى التجارى الجديد بجانب شارع شيو شوى القديم، يتكون من سبعة طوابق، خمسة منها فوق الارض، واثنان آخران تحت الارض. وتباع فيه بضائع متنوعة من القبعات والشعر المستعار والحقائب الى الجوارب والاحذية، ومن المعاطف المحشوة السميكة الى الالبسة الحريرية الرقيقة وحتى الثياب الطويلة على طراز ملابس اسرة تشينغ الملكية ومنسوجات الصباغة بالشمع واعمال التطريز للاقليات القومية فى مقاطعة يوننان. وفضلا عن ذلك، يوفر المبنى خدمات الدليل الشرائى والمواد الغذائية، وستفتح فيه بعض المطاعم للمأكولات المحلية المتميزة. وقالت السيدة ليو لى جون البالغة من العمر 35 عاما، وهى احدى تجار هذا السوق انها تشعر بثقة تامة فى ازدهار تجارتها فى المبنى الجديد، حيث قالت: ان البيئة التجارية فى المبنى الجديد تحسنت كثيرا ولم تعد عرضة للتأثر بظروف الجو، وكانت تجارتنا فى شارع شيو شوى القديم تتعلق كثيرا بالظروف الجوية، فاذا هطلت الامطار او نزلت الثلوج، يقل عدد الزبائن كثيرا.
وقال مدير عام المبنى الجديد جى وى انه توجد حاليا اكثر من 1500 محل صغير فى المبنى الجديد، وسيتخذ المبنى اجراءات عديدة لجذب الزبائن، اذ قال: عزمنا على التعاون مع اكثر من عشرين وكالة سياحية ببكين لفتح خط سياحى جديد للزوار الاجانب، يشمل زيارة سور الصين العظيمة والتمتع ببط بكين المشوى وزيارة مبنى شيو شوى التجارى. كما سنطول فترة العمل اليومية لنسهل على الزوار شراء البضائع بعد انتهاء برامج زيارتهم.