كان طريق الحرير القديم جسرا يربط الصين والعالم العربي في الماضي. أما الآن، فأصبح منتدى التعاون الصيني العربي ساحة جديدة لإجراء حوار وتعاون بين الصين والدول العربية. ويسرنا أن نخبر مستمعينا الكرام أن الدورة الأولى لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب في إطار المنتدى قد بدأت أعمالها مؤخرا في بكين. ويعتبر هذا المؤتمر الأول من نوعه من حيث النطاق وعدد المشاركين في تاريخ التبادلات التجارية بين الصين والدول العربية الاثنتين والعشرين وفرصة نادرة للقاء الأول لممثلي الأوساط الاقتصادية من الجانبين ويتحلى بمغزى هام لتعميق المعرفة المشتركة التي توصل اليها قادة الجانبين كما سيفتح مجالات أوسع لتطور العلاقات التجارية بين الجانبين في المستقبل. وفي الحلقتين المتتالية، سوق نزودكم بكلمات ألقاها كبار المسؤولين الصينين وأيضا العرب وبالعقود التجارية بين المؤسسات الصينية والعربية التي تم توقيعها خلال المؤتمر ونعرفكم أيضا برجال الأعمال المشاركين ومشاريعهم ورؤاهم حول هذا المؤتمر.
أعزائي المستمعين، تستمعون الآن إلى إعلان رئيس اللجنة الصينية لتنمية التجارة الخارجية السيد وان جي في افتتاح مؤتمر رجال الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي. وهذا المؤتمر عقد في بكين على مدى يومين بدأ من الثاني عشر حتى الثالث عشر من الشهر الحالي تحت إشراف اللجنة الصينية للتجارة الخارجية ووزارتي التجارة والخارجية. وشارك في هذا المؤتمر نحو 2000 من رجال الأعمال من الصين والدول العربية ال22. وشعار هذا المؤتمر هو "زيادة المعرفة وتعزيز التعاون" وموضوعه الرئيسي هو "الوضع الحالي والأفاق المستقبلية للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية". وخلال هذا المؤتمر وجه كبار المسؤولين الصينيين والعرب كلمات حول سياسات حكوماتهم المعنية بدفع التعاون الاقتصادي والتجاري وعقدت ندوات خاصة حيث أجرى ممثلو الحكومات والمؤسسات والعلماء الصينيين والعرب مناقشات حول إمكانية التعاون بين الجانبين الصيني والعربي في بعض المجالات المحددة وجرت محادثات بين بعض المؤسسات الصينية والعربية حول مشاريع تعاونهما.
وفي الاجتماع الرفيع المستوى للمؤتمر، كانت هناك كلمات لرئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني السيد جيا تشينغ لين ورئيس اللجنة الصينية للتجارة الخارجية السيد وان جي في ووزير التجارة الصيني السيد بو شي لاى ووزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ ووزير الدولة للمالية والاقتصاد السوداني الدكتور أحمد مجذوب أحمد ورئيس مجلس السفراء العرب السفير القطري السيد صالح عبد الله البوعينين.
قال السيد جيا تشينغ لين رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني في كلمته:
"في ظل الجهود الصينية والعربية المشتركة، بدأت اليوم أعمال الدورة الأولى لمؤتمر رجال الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين، يعد هذا المتلقى الهام الذي يعقب انشاء منتدى التعاون الصيني العربي في العام الماضي انجازا كبيرا للصين والعالم العربي في سبيل تعزيز الحوار والتعاون الجماعي بينهما لما له من دلالات إيجابية في تعزيز التفاهم بين الأوساط الاقتصادية للجانبين وتفعيل التعاون المتميز بالمنفعة المتبادلة بينهما. فيطيب لي أن أعرب نيابة عن حكومة الصين عن أحر التهاني لهذا المؤتمر! "
وأشار السيد جيا تشينغ لين إلى أن التنمية الصينية لن تنفصل عن العالم، كما حجتاج التنمية العالمية إلى الصين، وتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية ليس حاجة مشتركة للجانبين فقط، بل اسهام كبير من كلا الجانبين في قضية السلام والتنمية في العالم، مؤكدا أن تعزيز الصداقة والتعاون مع الدول العربية بشكل شامل هو سياسة مقررة لحكومة الصين، وبغض النظر عن تقلبات الأوضاع الدولية ستبقى الصين والدول العربية كشركين وصديقين حميمين.
وقال أمين عام جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى في كلمته إن العالم العربي بحاجة إلى إقامة علاقات وثيقة ومتنامية مع كل القوى الدولية، ولا سيما الصين التي تنال نهضتها إعجاب الجميع، حيث تشكل الصين أحد أكبر الأسواق العالمية استيرادا وتصديرا وتشكل سوقا رئيسية لاستيراد النفط والغاز لا سيما من المنطقة العربية التي من المنتظر أن تظل حتى منتصف هذا القرن المصدر الرئيسي لإمداد العالم بهاتين السلعتين.
وقال وزير التجارة الصيني السيد بو شي لاى في كلمته أمام المؤتمر:
إن الطلب في السوق الصينية على البترول والمنتجات البتروكيماوية المستوردة من الدول العربية كبير ودائم. اما أجهزة وتقنيات الصين، فهي تتطابق مع متطلبات الدول العربية وأسعارها معقولة. وخلال السنوات الخمس الماضية، بلغ إجمالي واردات الصين من بترول الدول العربية 200 مليون طن مشكلا نحو نصف إجمالي وارداتها من البترول في العالم. وفي الوقت نفسه، استوردت الدول العربية بضائع صينية قيمتها 54 مليار دولار أمريكي. ونأمل في أن يعزز رجال الأعمال من الجانبين التبادلات والصداقة وتهيئة المزيد من الفرص التجارية ليرفعوا حجم التبادل التجاري الصيني العربي السنوي إلى 100 مليار دولار أمريكي خلال سنوات الخمس المقبلة.
وأشار السيد بو شي لاى إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية الاثنتين والعشرين خلال عام 2004 بلغ 36.7 مليار دولار أمريكي بما فيها 17.6 مليار دولار أمريكي صادرات صينية و19.1 مليار دولار أمريكي صادرات عربية. ولكن هذا الحجم يحتل أقل من 4% من إجمالي حجم التجارة الخارجية الصينية ويحتل 8% فقط من إجمالي حجم التجارة الخارجية للدول العربية، لذلك، هناك مجالات واسعة جدا لممارسة التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية.
وقد حضر المؤتمر خصيصا معالي وزير الدولة للمالية والاقتصاد السوداني الدكتور أحمد محذوب أحمد، قال في كلمته: ---------
وأشار الدكتور أحمد محذوب أحمد وزير الدولة للمالية والاقتصاد السوداني إلى أن السودان شهد برغم الظروف الاستثنائية التي عاشها تقدما اقتصاديا ملحوظا حيث تضاعف ناتجه المحلي الإجمالي خلال الفترة ما بين عام 1992 وعام 2004 بأكثر من أربع مرات وتضاعفت الصادرات باكثر من 7 مرات ونصف منذ بداية التسعينات مما مكننا من زيادة وارداتنا من السلع الاستهلاكية. وانتقلت السودان من مستورد كامل للبترول ومشتقاته إلى مصدر للبترول الأمر الذي أسهم في زيادة معدل النمو الاقتصادي والذي يتوقع له ان يحقق حوالي 7.5% هذا العام.
أعزائي، إن ما استمعتم إليه قبل قليل هو كلمة ألقاها السيد تشن تونغ هاى المدير العام لمجموعات الصين للصناعة البتروكيماوية حيث عبر تشن تونغ هاى عن رضاء وسرور شركته ومجموعته باعتبارها أكبر مستهلك للبترول ومشتقاته وثاني منتج للبترول في الصين بالتعاون مع الدول العربية في الماضي ورغبتها الشديدة واستعدادها الكامل للتعاون المستقبلي مع الدول العربية في مجالات استكشاف واستخراج وبيع البترول والغاز الطبيعي وتكرير البترول وإنتاج وبيع وتخزين ونقل المنتجات البتروكيماوية ونقل البترول والغاز الطبيعي بالأنابيب وغيرها في كافة المجالات.
وفي ختام الاجتماع الرفيع المستوى لمؤتمر رجال الأعمال لمنتدى التعاون الصيني العربي، ألقى السيد صالح عبد الله البوعينين السفير القطري ورئيس مجلس السفراء العرب لدى الصين كلمة حيث قال: ------------
وجدير بالذكر أن الجانبين الصيني والعربي قد وقعا خلال هذا المؤتمر على سبع اتفاقيات بما فيها اتفاقية التعاون بين اللجنة الصينية لتنمية التجارة الخارجية واتفاقية توزيع رؤوس الأموال بين منطقة الخليج والصين واتفاقيات تعاون بين الشركات الصينية والسودانية في مجالات الرى وتزويد المياه وغيرها التي بلغت قيمتها أكثر من 479 مليون دولار أمريكي.