أفلحت <<دبلوماسية الكريكت>> مجددا في تحقيق تقارب بين الهند وباكستان تجلى يوم أمس في قمة مشتركة بين البلدين جرت في أجواء <<ودية جدا>> وتقرر خلالها المزيد من <<إجراءات الثقة>> وإن كان أي تقدم لم يتحقق في ما يتعلق بالقضية الخلافية المركزي: كشمير.
ولم يسبق أن أبدى الطرفان هذا القدر من الارتياح في ختام محادثات قمة بينهما. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الهندي، سنجايا بارو، إن المحادثات بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ <<جرت في جو ودي جدا>>، فيما أعلنت وزارة الخارجية الهندية ان سينغ قبل دعوة من مشرف لزيارة باكستان. كما دعا مشرف رئيسة حزب المؤتمر الذي يقود الائتلاف الحاكم في الهند، سونيا غاندي لزيارة باكستان.
وتحدث مشرف، الذي بدأ أمس الأول زيارة تستمر ثلاثة أيام إلى الهند، عن <<أجواء ودية جدا جدا>>، مشيرا الى انه تم بحث العديد من المواضيع من جملتها منطقة كشمير المتنازع عليها بين البلدين منذ الاستقلال في العام 1947 وقال <<أود أن أبدي سعادتي لان المحادثات جرت في أجواء ايجابية ومبشرة. ومن وجهة نظري أعتقد أن تقدما أحرز>>.
وبحث سينغ ومشرف، اللذان التقيا ثلاث مرات خلال اليومين الماضيين، على مدى أكثر من ساعتين أمس سبل دفع عملية السلام التي أطلقت في كانون الثاني 2004 بين البلدين بعد ان ادت الخلافات بينهما في الماضي الى نشوب ثلاث حروب وكادت تقود إلى حرب رابعة في ربيع 2002.
ولم يتحقق أي تقدم ملموس خلال المحادثات غير ان الطرفين قررا اتخاذ <<اجراءات ثقة>> جديدة تضاف الى تلك التي اتخذت تدريجيا بينهما منذ 15 شهرا خلال اجتماعات قمة او اجتماعات مسؤولين وباتت ترسخ التقارب بين البلدين. وأكد سينغ خلال المباحثات أن الهند لن توافق على إعادة ترسيم الحدود وقاوم فكرة تحديد مهلة زمنية لحل النزاع <<المعقد>>.
واوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الهندية <<ثمة اعتراف بان (كشمير) موضوع يتحتم على البلدين معالجته. لكنها مشكلة معقدة وقد تستغرق تسويتها وقتا>>. لكنه أكد أن الهند وباكستان <<عازمتان>> على تسهيل حياة السكان في شطري كشمير.
وتقرر من اجل ذلك تشكيل لجنة لزيادة المبادلات التجارية الثنائية. وقال سينغ <<نريد تشجيع المبادلات وسنعالج بالتأكيد جميع المشكلات التي ستطرح>>.
وحصل مشرف على تعهد بأن ترفع نيودلهي الحواجز التجارية أمام البضائع الباكستانية. كما تقرر إطلاق خط قطار في كانون الأول بين موناباو في ولاية راجستان غربي الهند وخوكرابار في ولاية السند جنوبي باكستان.
وكان مشرف وسينغ مهدا لمحادثاتهما صباحا بحضور بداية مباراة كريكت حيث ظهرا باسمين يتبادلان المزاح. وعرض الرئيس الباكستاني على رئيس الوزراء الهندي درسا مقتضبا في اصول هذه الرياضة معلقا على بعض الضربات.
وعلقت المباراة بعد القاء الجمهور الهندي مقذوفات على اللاعبين الباكستانيين لتستأنف بعدها وتنتهي بهزيمة الفريق الهندي. وتلقى مشرف أساسا دعوة إلى الهند لحضور المباراة قبل أن تتحول زيارته، وهي الأولى لهذا البلد منذ أربع سنوات، إلى قمة حقيقية.
السفير-لبنان
18-4-2005