بغداد - وسام سعد:

ادى الحريق الذي نشب نتيجة تماس كهربائي مساء يوم الخميس الماضي في سوق الشورجة وهو من اهم الاسواق التجارية الرئيسية العراقية الى افلاس عشرات التجار ممن تعرضت بضائعهم الى التلف نتيجة تعرض المخازن الموجودة في السوق الى الدمار بصورة كاملة، حيث قدرت قيمة هذه البضائع بملايين الدولارات فيما توقع الخبراء الاقتصاديون ان يؤدي هذا الحريق بدوره الى ارتفاع اسعار صرف الدولار واسعار البضائع التي كانت موجودة في السوق وتعرضت للتلف نتيجة الحريق.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور فوزي العامري: "إن حريق سوق الشورجة يعد خسارة كبيرة للاقتصاد العراقي حيث ان قيمة الخسائر تبلغ الملايين من الدولارات، والبضائع التي اصابها الحريق قد تعرضت الى التلف الكامل واغلبها مستوردة من الخارج بالعملات الاجنبية ومن مناشئ ومصادر متعددة وهي تمثل رؤوس اموال التجار العراقيين الذين نعدهم اساس التجارة العراقية في البضائع المحترقة".

واضاف: "ان هذا الحادث سيلقي بظلاله على حركة التجارة في العراق لأن فقدان الكم الكبير من رأس المال سيعرض التجار الى صدمة كبيرة وتضعف امكانياتهم المالية في توفير احتياجات العراق من تلك البضائع والتي ابرزها الملابس بأنواعها والعطور والاكسسوارات وأدوات المنزل، كما ان تعرض الابنية الى هذا المستوى الكبير من الخراب الذي احدثه الحريق سيحول دون ممارسة المنطقة الأعمال التجارية خلال الفترة المقبلة إذ تعرضت اغلب الابنية الى التدمير شبه الكامل كما ان ما تبقى منها اصبح هشاً ويمثل خطورة عند الاستعمال وسوف لايجد التجار من يعوضهم لان اغلب تجارنا لايميلون الى التأمين على بضائعهم إما من باب الاقتصاد في التكاليف او من باب قلة الوعي التأميني في العراق، كما ان اسلوب تخزين البضائع من قبل التجار في اماكن البيع بالجملة اسهم في زيادة الخسائر ولم يسلم جزء منها الا من اتخذ مخازن له في المناطق البعيدة عن منطقة الشورجة حيث اخذ بعضهم يميل لاستئجار منازل ومواقع في مناطق سكنية لغرض التخزين وذلك ليتجنب السرقات في المناطق التجارية".

أما تاجر الجملة محمد هاشم فقال: "إن تلف كميات كبيرة من البضائع سيؤدي الى ارتفاعها بنسبة كبيرة جداً في المستقبل القريب وهو ارتفاع ستقرر حدوثه او عدم حدوثه معرفة حجم الخسائر التي تكبدها تجار الشورجة".

وقال أحد اصحاب شركات الصيرفة وهو هشام راضي: "إن هذه الخسائر تعد عملاً مؤثراً في ظهور انتكاسة من حيث التعامل داخل السوق المحلي محتمل ان تؤدي هذه الانتكاسة الى ارتفاع طفيف في الاسعار". وأضاف: "إن تبعات حادث الحريق ستكون مستقبلية، وان قيمة صرف الدولار تعتمد على اساس العرض والطلب وهذه سياسة ثابتة للسوق العراقية لكنه توقع ان الايام المقبلة ستشهد ارتفاعاً نسبياً في قيمة صرف الدولار حسب دلائل تؤشر على ذلك".

وقال الخبير المالي فرحان سالم: "إن الحريق ادى الى افلاس العشرات من التجار العراقيين الذين تعتمد عليهم التجارة العراقية بصورة مباشرة، ولا توجد حتى الان احصائية دقيقة لعدد التجار المتضررين الا انهم قدروا بالعشرات".

وأضاف: "إن حركة السوق مازالت طبيعية لم تتأثر حتى الآن بحادث حريق الشورجة، وان عملية بيع وشراء السندات والاوراق المالية في السوق ظلت ثابتة فلا ارتفاع في الاسعار ولاانخفاض".

واوضح ان "حادث حريق الشورجة سيؤثر في سعر صرف الدولار وذلك لان الطلب على شراء الدولار سيكون كبيراً وذلك لاقبال التجار المتضررين على شراء عملة صعبة بصورة كثيفة جداً وهو مايعني ان نيران الشورجة التي حرقت محال البضائع العراقية ستحرق اسعار الدولار الامريكي".

الخليج-الامارات

19-4-2005