بيروت-الاتحاد: باشرت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي مهامها سعيا لمعالجة العديد من القضايا الملحة وفي مقدمها الانتخابات النيابية وسط ترحيب لافت من جميع الاطراف التي وعدت بتسهيل عملها، وشكلت في جلستها الاولى امس لجنة لصياغة البيان الوزاري الذي سترفعه الى البرلمان لنيل الثقة على اساسه مطلع الاسبوع المقبل والمباشرة بترجمة ما تعهدت به على الارض•
وتوقعت مصادر مطلعة ان تقر الحكومة البيان الوزاري بعد غد السبت وترسله بصيغة ''المعجل المكرر'' الى البرلمان لمناقشته الاثنين على ان يتم طرح التصويت على الثقة الثلاثاء، مرجحة اقراره باكثر من 90 صوتاً من جانب المعارضة والموالاة، ومؤكدة ان الحكومة ستلتزم بالمهل الدستورية للانتخابات وتترك للبرلمان صاحب القرار الفصل بمهمة اعتماد مشروع القانون المناسب لذلك، لافتة الى ان البيان الوزاري قد يتضمن تلبية معظم مطالب المعارضة والموالاة معا•
ووصفت المصادر الحكومة الجديدة بانها بمثابة خشبة خلاص للازمة وتوقعت ان تقوم بعملها بحرية واسعة نظراً لعدم تشكيلها اي استفزاز لأحد• وكان وزير الداخلية الجديد خالد قباني استعجل امس تسلم مهام وزارته من سلفه سليمان فرنجية الذي جدد نصيحته لقادة الاجهزة الامنية بالاستقالة الطوعية، فيما ابدى قباني استعداده للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لكشف حقيقة اغتيال الحريري ووعد باتخاذ اجراءات امنية مشددة لحفظ الامن والتعاون مع جميع الاطراف لهذه الغاية والعمل ايضا لانجاح الانتخابات النيابية•
ورحب مجلس المطارنة الموارنة بتأليف الحكومة الجديدة على الرغم من بعض الملاحظات حول بعض اعضائها، وحذر في بيان بعد اجتماعه في بكركي برئاسة البطريرك نصرالله صفير من اهدار الوقت في البحث عن قانون انتخاب جديد، مؤكدا تمسكه بالقانون الموجود امام البرلمان والذي يعتمد القضاء دائرة انتخابية، ولفت الى ان المرحلة تقضي بتوحيد الكلمة لاخراج لبنان من ازماته المتلاحقة•
وكان ميقاتي جدد في حديث نشر امس دعوته قوى الموالاة والمعارضة الى التعاون مع الحكومة في تحمل المسؤولية، وذكر انه عندما سمى حكومته بحكومة ''اللااحقاد'' انما اراد ان يوجه دعوة الى جميع الاطياف السياسية الى التعاون على تمكين لبنان من اجتياز المحنة التي يعاني منها، وقال انه سيعمل فور نيل الثقة على تنشيط الحوار الداخلي داخل مجلس الوزراء وخارجه لانه مؤمن بان لبنان بلد الحوار والتلاقي بين الديانات لا يجوز ان يتخلى عن دوره الحواري الذي يغني حياته السياسية والديمقراطية وصيغة العيش المشترك بين ابنائه ووفق مبدأ الاعتراف بالآخر لضخ دم جديد في الجسم النيابي في الانتخابات المقبلة يطور الممارسة الديمقراطية في النظام السياسي•
الاتحاد-امارات
2005-4-21