ان طريق الحرير الذى يعود تاريخه الى اكثر من الفى سنة يعتبر شاهدا على التبادلات الودية بين الحضارتين العريقتين الصينية والعربية . وكان قد بنى جسرا للتعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين والدول العربية . وفى الوقت الحاضر , وفى ظل الجهود المشتركة لحكومة الصين وحكومات الدول العربية ورجال الاعمال الصينيين والعرب , لفتت التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية انظار العالم .
ان دفع وتوسيع تنمية علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين والدول العربية من اهم محتويات منتدى التعاون الصينى - العربى . من المعروف ان التبادلات الاقتصادية والتجارية الصينية والعربية عريقة ومستمرة عبر التاريخ . وفى العصور القديمة , كان الحرير والشاى والخزف والعطر وغيرها من المنتجات الصينية تباع فى اوربا من خلال الدول العربية . وبعد تأسيس جهمورية الصين الشعبية فى عام 1949 , ازداد اهتمام الصين بتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الدول العربية . وخاصة بعد حلولها التسعينات من القرن العشرين , دخل التعاون الاقتصادى والتجارى الصينى والعربى مرحلة من التطور المتسارع . فقد ارتفع حجم التجارة الثنائية من مليارين و420 مليون دولار امريكى فى عام 1991 الى 36 مليارا و710 ملايين دولار امريكى فى عام 2004 .
جدير بالذكر ان العلاقات التجارية الصينية والعربية علاقات تكاملية . تصدر الصين الى الدول العربية رئيسيا الماكينات والالكترونيات ومنتجات الصناعة الخفيفة والمنسوجات وتستورد منها النفط الخام والمكرر والمواد الخام للصناعة الكيماوية والاسمدة . وفى عام 2004 , بلغ حجم صادرات الصين الى الدول العربية 17.6 مليار دولار امريكى والواردات 19.1 مليار دولار امريكى بزيادة 35 بالمئة و54. 2 بالمئة على التوالى على اساس سنوى .
وفى الوقت الذى ازداد فيه حجم التبادل التجارى الصيني العربي , برزت مشاريع المقاولات والتعاون فى الايدى العاملة بينهما الى حيز الوجود وشهد التعاون الاستثمارى بينهما تطورا مستقرا ومتواصلا . وفى الثمانينات من القرن الماضى , بدأت المؤسسات الصينية تنفذ المشاريع الخاصة ببناء المساكن والطرق والجسور فى الدول العربية وتطورت اعمالها الى الاتصالات والطاقة الكهربائية والحقول النفطية والصناعة البتروكيماوية والمواصلات والزراعة وغيرها من المجالات
المتعددة . وحسب الاحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة الصينية ان الاستثمارات الصينية المباشرة فى الدول العربية قد بلغت 231 مليون دولار امريكى قبل نهاية عام 2004 , بينما سجلت الاستثمارات العربية فى الصين 718 مليون دولار امريكى .
واصبح التعاون الصينى والعربى فى مجال الطاقة بؤرة تركيز اخرى تجذب انظار العالم . و خلال الخمس سنوات المنصرمة , استوردت الصين زهاء 200 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية , وهذا الرقم يمثل 50 بالمئة تقريبا من اجمالى واردات الصين من النفط الخام فى نفس الفترة . وتماشيا مع التطور الاقتصادى المتسارع , اصبحت الصين ثانى اكبر دولة مستهلكة للبترول وثالث اكبر دولة مستوردة للنفط الخام بالعالم . مع العلم بان منطقة الشرق الاوسط التى تقع فيها الدول العربية هى منطقة غنية بالاحتياطيات النفطية فى العالم , وسيكون مستقبل التعاون الصينى والعربى فى مجال الطاقة مشرقا .
هذا وقد اتاحت الزيارات والاتصالات المتكررة بين الصين والدول العربية ظروفا مؤاتية لتنمية التعاون الاقتصادى والتجارى بين الجانبين الصينى والعربى . وحسبما قال وزير التجارة الصينى بو شى لاى ان هناك 5 خطوط جوية مباشرة بين الصين والدول العربية . ويتجاوز عدد رجال الاعمال العرب المشاركين فى المعرض التجارى بقوانغتشو 10 آلاف شخص كل سنة . وفى خلال الخمسين سنة الماضية , اعدت 7 جامعات صينية 3 الى 4 آلاف طالب يجيدون اللغة العربية . كما تجاوز عدد رجال الاعمال العرب الذين يزاولون التجارة فى منطقة يى وو بمقاطعة تشجيانغ شرق الصين 5 آلاف شخص . وقد استوطن بعضهم فى الصين واقام بعضهم مساجد ومدارس متخصصة فى هذه البلاد .