<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2005-04-22 18:13:31
حرب بنزين بين بوش والكونغرس

cri

نيويورك - من بيتر باور

للعام الخامس على التوالي يحاول البيت الابيض تمرير قانون جديد للطاقة عبر الكونغرس. وتبدو فرصة نجاح البيت الابيض هذه المرة أكبر بعد ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى أكثر من خمسين دولارا للبرميل.

فعلى مدى السنوات الاربع الماضية فشل الديموقراطيون والجمهوريون في الكونغرس في التوصل إلى اتفاق بشأن استراتيجية أمريكية جديدة للتعامل مع ملف الطاقة. في الوقت نفسه تشتد المواجهة بين جماعات الدفاع عن البيئة وشركات الطاقة الامريكية بشأن هذه القضية.

فجماعات البيئة ترى أن استراتيجية الطاقة الجديدة لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش ستؤدي إلى كوارث بيئية ولا تخدم سوى مصالح شركات النفط التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الادارة الامريكية الحالية.

في حين ترى شركات النفط ومعها الادارة الامريكية أن الموقف الحالي لصناعة النفط والطاقة تحتم تبني استراتيجية جديدة تضمن توفير الاحتياجات الامريكية من هذه السلعة الاستراتيجية وتقليل اعتمادها على الواردات الخارجية.

ويتضمن القانون الجديد الذي يسعى الرئيس بوش إلى تمريره فتح منطقتين جديدتين في الولايات المتحدة أمام أعمال التنقيب عن النفط. ولكن المنطقتين من المحميات الطبيعية التي تضم حياة برية سرية وهما شمال ألاسكا والمنطقة الساحلية في ولاية فلوريدا. كما أن القانون الجديد لا يتضمن أي قيود بشأن إنشاء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم أو بالطاقة النووية.

في المقابل فإن شركات انتاج السيارات الامريكية تقاتل من أجل عرقلة صدور القانون الذي يفرض عليهم انتاج سيارات ذات كفاءة أعلى في استهلاك الوقود. ويتضمن القانون انفاق حوالي 1.2 مليار دولار لتشجيع انتاج سيارات تعمل بخلايا الكهرباء بدلا من الوقود الكربوني التقليدي. كما يدعم القانون تشجيع مشروعات توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية والرياح وغيرها من مصادر الطاقة البديلة.

وإذا كان الكونغرس قد رفض هذا القانون على مدى أربع سنوات مضت فإن الحقائق على الارض تغيرت الان بالفعل الامر الذي يثير شكوكا بشأن قدرة الكونغرس على رفض القانون مرة أخرى.

فأسعار النفط العالمية ارتفعت خلال العام الماضي بنسبة كبيرة للغاية لتتجاوز الخمسين دولارا للبرميل مما كلف الاقتصاد الامريكي مليارات الدولارات وأثر سلبا على احتمالات انتعاش الاقتصاد.

والحقيقة أن الامريكيين هم أكثر شعوب العالم استهلاكا لموارد الطاقة. فرغم أن عدد سكان الولايات المتحدة يبلغ 280 مليون نسمة أي حوالي ستة في المئة من إجمالي عدد سكان العالم فإنها تستهلك حوالي 25 في المئة من إجمالي انتاج العالم من النفط. ومن المتوقع زيادة استهلاك الولايات المتحدة من النفط خلال العام الحالي بنسبة 1.6 في المئة ليصل إلى 20.9 مليون برميل يوميا وفقا لتقديرات هيئة معلومات الطاقة.

وتستهلك السيارات حوالي نصف استهلاك أمريكا من الوقود حيث يبلغ استهلاك السيارات الامريكية حوالي 9.3 مليون برميل وقود يوميا وهو حوالي تسع انتاج العالم من الوقود يوميا.

ويصل إجمالي انتاج الولايات المتحدة النفطي حاليا وبعد سنوات من التراجع إلى 5.5 مليون برميل يوميا أي حوالي ربع الاحتياجات حيث تعتمد الولايات المتحدة على الاستيراد لسد الفجوة بين الانتاج والاستهلاك. ورغم ارتفاع أسعار النفط تصر الادارة الامريكية على مواصلة زيادة المخزون الاستراتيجي من النفط والمخصص للاستخدام في حالات الازمات الاقتصادية العالمية التي يمكن أن تعرقل وصول الامدادات النفطية إلى السوق الامريكية. ويبلغ حجم المخزون الاستراتيجي الامريكي حوالي 600 مليون برميل. ويطالب الديموقراطيون باستخدام جزء من المخزون الاستراتيجي حاليا لكبح جماح أسعار النفط ولكن الجمهوريين يعارضون بهدوء.

ويحمل خبراء عديدون الشعب الامريكي مسئولية الازمة النفطية التي يعانيها العالم حاليا والتي قد تزداد تأزما في المستقبل. فالخبراء يرون أن مشكلة النفط العالمية يمكن أن تحل إذا ما تخلى الامريكيون عن اقتناء السيارات الرياضية متعددة الاغراض (إس.يو.في) والحافلات الصغيرة والشاحنات الخفيفة ذات الاستهلاك المرتفع للوقود.

وعلى خلاف أغلب الاسواق العالمية فإن السيارات الصغيرة تكاد لا تجد لها موطئ قدم في السوق الامريكية في ذلك إقبال الامريكيين على اقتناء السيارات كبيرة الحجم التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود. ويبلغ متوسط استهلاك السيارة في الولايات المتحدة من الوقود 11 لتر لكل مئة كيلومتر.

ويرى محللون أن انخفاض الضرائب المفروضة على الوقود قي الولايات المتحدة من بين الاسباب التي تجعل الامريكيين غير مضطرين للتفكير في تغيير أنماط سياراتهم ذات الاستهلاك المرتفع للوقود.

وقد بات واضحا أن الولايات المتحدة تواجه حاليا مأزقا حقيقيا في ظل ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع معدل الاستهلاك وزيادة نسبة الاعتماد على الخارج لسد الاحتياجات النفطية.

في الوقت نفسه فإن استمرار النمط الاستهلاكي الامريكي بالنسبة للطاقة يضع العالم نفسه أمام أزمة.

ورغم كل ذلك فمازال علاج المشكلة ضحية لانقسامات أمريكية متعددة الاطراف. ما بين الديموقراطيين والجمهوريين في الكونغرس وما بين شركات الطاقة وجماعات الدفاع عن البيئة. وما بين جماعات الدفاع عن البيئة وشركات السيارات. ولا أحد يعرف متى يتفق الفرقاء على حل.

ميدل ايست اون لاين

21-4-2005