أكتشفت مؤخرا مجموعة من التحف الاثرية القيمة في الحديقة البلاطية الصيفية بمدينة بكين اثناء أعمال ترميم مباني الحديقة الجارية في العام الحالي. ومن بين هذه التحف الاثرية احجار يشمية وعملة نحاسية قديمة وأقمشة ملونة وسبائك معدنية وأشياء أخرى .

قال السيد تشين لي/ مسئول قسم التحف الاثرية لمكتب إدارة الحديقة إن هذا أول اكتشاف من نوعه لهذه التحف التي تعتبر من الاشياء التعويذية الاثرية المحفوظة داخل الحديقة الصيفية حتى أن الخبراء لم يجدوا لها أي قيد في السجل التاريخي لهذه الحديقة البلاطية .

وتم العثور على هذه التحف التعويذية موزعة داخل احد عشر مبنى من المباني القديمة للحديقة اثناء ترميمها. وكانت جميعا محفوظة دخل سقوف هذه المباني وتحت القراميد الخزفية. وقال العاملون إنه من المستحيل العثور عليها لو لم تجر عملية الترميم الواسعة النطاق لهذه المباني .

وبين المواقع التي تم اكتشاف هذه التحف التعويذية بوابة باي يون وقاعة يوي هوا. وحُفظت فيهما هذه التحف الاثرية بنفس العدد والانواع إذ تم العثور في كل منهما على خمسة قطع من العملة المعدنية القديمة وخمسة قطع من الاحجار الملونة وسبيكتين معدنيتين وأقماش ملونة قديمة ممزقة.

قال السيد قاو دا وي/ نائب مدير الحديقة الصيفية إن حفظ هذه التحف التعويذية داخل مباني الحديقة البلاطية يرجع الى المعتقدات والعادات التقليدية القديمة. إذ كانت هناك معتقدات روحانية وخيالية حتى ان بعضها يعتبر من قبيل الخرافة تسود قطاع الانشاء في مجتمع الصين القديمة، ومنها وضع بعض الاشياء التعويذية داخل المباني الحديثة البناء أو اثناء تشييدها، فمثلا اعتاد الصينيون تعليق الاشرطة القماشية المكتوبة عليها كلمات ترمز الى البركة والسلامة والخير الدائم أو ربط السبائك المعدنية على الاعمدة الخشبية الكبرى عند تثبيتها أثناء بناء بيوتهم. ويعكس ذلك تمنياتهم الطيبة وتطلعاتهم الى تحقيق السعادة والسلامة والخير الدائم ولطرد وابعاد الارواح الشريرة للعفاريت والشياطين الخيالية المختلفة بعد السكن فيها. وقال الخبراء المعنيون إن هذه التقاليد والمعتقدات ترجعان أصلا الى نوع من الثقافة التاريخية التي كانت سائدة في ذلك الوقت .

كما أشار الخبراء الى أن معظم تلك التحف التعويذية كانت تضع دائما في الاماكن المهمة داخل المباني القديمة كالاعمدة المستخدمة كركائز اساسية وزوايا وأطراف البيوت أو في مركز المباني، لأنه إذا فسدت المواد الانشائية في هذه الاماكن فستؤثر تأثيرا خطيرا على أمن وسلامة هياكل الابنية الرئيسية. لذلك يعتبر وضع التحف التعويذية في هذه الاماكن ذات الحساسية الهامة رمزا لتأمين سلامة المباني وتطلعات الناس الى البركة والخير الدائم في حياتهم داخل هذه المباني .

هذا وقال السيد قاو دا وي/ نائب مدير الحديقة الصيفية إن التحف التعويذية المكتشفة ستعاد جميعا الى أماكنها القديمة الاصلية بعد انهاء اعمال ترميم هذه المباني القديمة لحماية المباني داخل هذه الحديقة التي قد تم ادراجها ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي كما وللحفاظ على أصول وكمال وتمام هذه المباني القديمة. وقال السيد قاو إنه ستصنع بعض النسخ المقلدة لتلك التحف التعويذية الحقيقية بنفس الحجم والشكل لتُعرض في المعارض أو تحفظ بهدف بحثها ودراستها في المستقبل

وأشار السيد قاو الى ان معظم البيوت والمباني داخل الحديقة البلاطية الصيفية التي حفظت بداخلها الكثير من التحف التعويذية تختلف عن بعضها عن البعض من حيث كمية ونوعية وقيمة ما وُجد فيها. أما السبب الحقيقي لذلك فلم يكشفه الخبراء المعنيون رغم توقعاتهم وتكهناتهم الكثيرة التي أيدوها ازاء هذه الاسرار التاريخية العديدة بما فيها تلك التحف التعويذية .