وانغ يي فو
يعتبر بطل الرماية الأولمبي المشهور وانغ يي فو قدوة ممتازة في أوساط الرياضة الصينية. ومنذ عام 1984، اشترك وانغ يي فو في ست دورات أولمبية متتالية حيث حصل على ميداليتين ذهبيتين وميداليتين فضيتين وميدالية برونزية. أما في دورة أثينا الأولمبية عام 2004، فقد فاز وانغ يي فو البالغ من العمر أربعة وأربعين عاما ببطولة سباق المسدس الهوائي لعشرة أمتار للرجال، وأصبح أكبر رياضي صيني سنا يحصل على ميدالية ذهبية أولمبية. وتولى وانغ يي فو منصب المدرب العام لفريق الرماية الوطني الصيني في مطلع هذا العام، وسيكثف تدريبات مع لاعبيه سعيا وراء الحصول على ميداليات ذهبية خلال مباريات الرماية في دورة بكين الأولمبية عام 2008.
وتعتبر ألعاب الرماية ألعابا متفوقة في الرياضة التنافسية الصينية. وكان بطل الرماية الأولمبي شيو هاي فنغ أول من حصل على ميدالية ذهبية للصين في تاريخها الأولمبي، وذلك في دورة لوس أنجلوس الأولمبية في عام 1984. أما في دورة أثينا الأولمبية عام 2004 فقد حصل فريق الرماية الصيني على أول ميدالية ذهبية في هذه الدورة، وفاز أخيرا بمجموعه أربع ميداليات ذهبية فيها.
ويعتبر الرامي وانغ يي فو ألمع نجم بدون شك بين كثير من النجوم المشهورين في فريق الرماية الصيني. وخلال دورة لوس أنجليس عام 1984 التى حصل خلالها الرامي شيو هاي فنغ على أول ميدالية ذهبية للصين، وفاز وانغ يي فو البالغ من العمر أربعة وعشرين عاما حينذاك بميدالية برونزية في نفس اللعبة. وبعد ثماني سنوات، حقق وانغ يي فو أمنيته للحصول على ميدالية ذهبية أولمبية في دورة برشلونة الأولمبية. ثم فاز بميدالية فضية في كلتا دورتي أتلانتا وسيدني الأولمبيتين في عام 1996 وعام 2000. واشترك وانغ يي فو للمرة السادسة في الدورة الأولمبية في العام الماضي حيث فاز بميدالية ذهبية مرة أخرى. وتحدث وانغ يي فو بتواضع عن نتائجه في مباريات الرماية قائلا:
" إن تطور ألعاب الرماية في الصين لم يتحقق بفضل نتائج مباريات معينة أو شخص معين، بل تحقق بفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل عدة أجيال من المسؤولين والرماة والمدربين في أوساط هذه اللعبة. وفي الحقيقة أن فريق الرماية الصيني يتمتع بأخلاق رياضية رفيعة وتعاون وثيق. وبالنسبة لي، فقد شاركت في كافة نشاطات هذا الفريق في الدورات الأولمبية من عام 1984 وحتى الآن."
ستستضيف بكين الدورة الأولمبية القادمة في عام 2008. ومن أجل تحقيق نتائج جيدة، سارع فريق الرماية الصيني بعد دورة أثينا الأولمبية بالاستعداد لدورة بكين الأولمبية. ومن خلال التنافس في انتخابات علنية، اختير وانغ يي فو المعروف بأخلاقه الرياضية المتميزة وسمعته الطيبة لتولي منصب المدرب العام لفريق الرماية الوطني الصيني. وبالإضافة الى سعيه للمشاركة في الأولمبياد القادم للمرة السابعة بصفته لاعبا، وبصفته مدربا أيضا لتدريب الرماة الناشئين وأثرائهم بخبراته النفيسة المكتسبة من الدورات الأولمبية. إذ قال وانغ يي فو:
" بدأت استعداداتنا لدورة أولمبياد عام 2008. ونشعر جميعا بمسؤولية جسيمة. وخاصة أن الدورة الأولمبية القادمة ستقام ببكين في عام 2008، ويعلق وطننا وشعبنا آمالا كبيرة جدا علينا، وهذه المهمة جسيمة جدا. ولكن، علينا تحملها. ومن المعروف أن الدولة تتحمل كافة نفقات ومصاريف المنتخبات الرياضية الصينية. وفي هذه الحالة، يجب على كل مدرب وكل رياضي بيننا أن ينجز المهام التى يضعها على عاتقه الوطن والشعب بغضّ النظر عن الضغوط الجبارة."
واستدعى وانغ يي فو الكثير من الرماة القدامى الذين حصلوا على ميداليات ذهبية وفضية في دورات أولمبية سابقة للانضمام الى فريق الرماية الوطني الصيني الذي تم تشكيله حديثا وذلك من أجل إنجاز مهمة الفريق خلال أولمبياد عام 2008 لأنه يؤمن بأن الجهود المشتركة المبذولة من الجميع ستسهم في رفع مستوى الفريق. إذ قال وانغ يي فو:
" هناك راميات قديمات مثل لي دوي هونغ وتشانغ شان ما زلن قادرات على تحقيق نتائج جيدة جدا في المباريات الوطنية، وهو ما يظهر حماستهن الشديدة لألعاب الرماية وروحهن الكفاحية. ونأمل في تنشيط وتشجيع الرماة الجدد اعتمادا على هذه الروح. ولهذا، يحدو فريقنا أمل مشرق."
بدأ وانغ يي فو يتدرب على الرماية منذ عام 1977، وبلغ مشواره التنافسي نحو ثمان وعشرين سنة، وقد ترعرع من فتى صغير الى شخصية قيادية في فريق الرماية الصيني. وحول مشواره الشاق والباهر، قال وانغ يي فو بتأثر:
"مارست ألعاب الرماية لأكثر من عشرين سنة وأشعر أنني نلت شرفا عظيما وقوة لانهائية. وأرى أنه إذا أراد شخص أن يحقق شيئا جيدا في حياته، فعليه أن يبذل جهودا فائقة. "