يحكي فيلم "التألّق" قصة حياة عازف البيانو الأسترالي ديفيد هيلفقوت المأساوية. ولد ديفيد هيلفقوت عام 1947 في ملبورن، أستراليا. وكان والده الصارم يجبره على الاشتراك في مسابقات مختلفة لعزف البيانو ودائما يدفعه ليفوز بالجائزة الأولى، غير أنه رفض ارسال إبنه الى معلّم بيانو محترف لسبب ما. وفيما بعد تنازل الوالد عن رأيه وسمح لديفيد أن يتعلم من معلّم بيانو وتقدّم ديفيد في العزف تقدما كبيرا حيث فاز في مسابقة وطنية لعزف البيانو.

لكن عندما حصل ديفيد على منحة دراسية من قبل معهد موسيقى في أمريكا، منعه والده من الذهاب لأنه خاف من تفكّك الأسرة. وبعد بضع سنوات قرّر ديفيد رغم معارضة والده أن يسافر الى بريطانيا ليدرس في الأكاديمية الملكية للموسيقى ببريطانيا. اتّهمه والده بالتخلّي عن أسرته، لكن ديفيد بدأ إظهار عبقريته الموسيقية الحقيقية في هذه الأكاديمية بمساعدة وتشجيع من قبل أستاذه سيسيل باركيس وصديقة له هى الكاتبة كاثارين بريتشارد.

وفي مسابقة كنتشرتو موسيقية بالأكاديمية، بهر ديفيد المشاهدين والمستمعين بعزف " كنتشرتو رقم ثلاثة " لراخمانينوف الرائع والساحر. لكن المأساة بدأت بعد دقيقة من عزفه الجميل. انهارت أعصاب ديفيد وتعرّض لمرض الاضطراب العصبي وسقط على الأرض. وخلال عشرين سنة بعد ذلك، عانى ديفيد عازف البيانو الموهوب موسيقيا من الاضطراب العصبي وقضى معظم بقية حياته في مصحّة عصبية ممنوعا من العزف على البيانو. وفي غرفته الصغيرة بالمصحّة ظلّ ديفيد يعزف البيانو المتخيّل في عقله على الأرض حتى نزفت أصابعه.

بعد سنوات من العلاج في المصحّة العصبية خرج ديفيد منها في النهاية وبدأ يعمل في بار محلي صغير، حيث التقى بإمرأة صادقته واعتنت به، وفي النهاية تزوج من صديقتها المفضّلة. لكن كل هذه الأحداث في حياة ديفيد هيلفقوت لا تتقارن مع حبّه وحماسه الحقيقي والوحيد للموسيقى. فكانت حياة ديفيد حياة موسيقار مأساوية محزنة لكن مفعمة بالحماس والحب للموسيقى، وقد ترك لعشاق الموسيقى تراثا موسيقيا ثمينا.

تم تصوير فيلم "التألّق" عام 1996 في أستراليا من إخراج المخرج الأسترالي الكبير سكوتت هيكس، ولعب دور بطولته الممثل الممتاز الذي فاز بجائزة أوسكار جوفروي راش. أعجب هذا الفيلم المشاهدين بقصّته المؤثرة وتمثيل الممثلين الرائع وموسيقاه الكلاسيكية القوية التأثير.