بغداد، أنقرة - وكالات
تواصلت المفاوضات يوم 25- 4- 2005 الاثنين بين الكتل البرلمانية الفائزة في الانتخابات العراقية لتشكيل حكومة جديدة كان من المفترض أن تعلن اليوم لكن "تفاصيل متعلقة باختيار الوزراء" ظهرت فجأة الأمر الذي استدعى تأخير الإعلان عنها.
ومن المتوقع أن تجتمع دول المجاورة للعراق في اسطنبول يوم السبت لمناقشة آخر تطورات الشأن العراقي، فيما اتهمت وزارة الدفاع العراقية جنودا سوريين بإطلاق النار على دورية عراقية لـ"مساعدة" مسلحين على دخول الأراضي العراقية.
وفي التفاصيل، قال النائب جواد المالكي الرجل الثاني في حزب الدعوة الإسلامي (شيعي) الذي يتزعمه رئيس الحكومة المكلف إبراهيم الجعفري "كان من المفروض أن تعلن الحكومة العراقية اليوم (الاثنين) لكن التفاصيل المتعلقة باختيار الوزراء حالت دون ذلك".
وصرح للصحافيين في الجمعية الوطنية العراقية أن "جولة أخرى من المفاوضات سوف تجرى اليوم وربما يتم الإعلان عن الحكومة يوم الثلاثاء".
وكان المالكي أكد لوكالة فرانس برس في وقت سابق أن الحكومة ستعلن اليوم الاثنين وأعلن أنها "ستضم العرب السنة والشيعة والأكراد وإذا كنا نتحدث عن جميع مكونات الشعب العراقي فإنها تكون قد تحققت في هذه الحكومة".
وحول المطالب التي تقدم بها السنة, قال المالكي "اعتقد إنهم سيحصلون على خمس أو ست وزارات بينها وزارتا الدفاع والثقافة ومن الممكن أن يحصلوا أيضا على منصب نائب لرئيس الوزراء".
مشاركة علاوي ضئيلة
وكانت مجموعتان سنيتان طالبتا السبت الماضي اثر اجتماع عقد في "المنطقة الخضراء" بمنصب نائب لرئيس الحكومة وسبع وزارات بينها واحدة "سيادية".
وقال خلف عليان من مجلس الحوار الوطني (سني) لوكالة فرانس برس "رفعنا مطالبنا التي تتضمن سبع وزارات". وأضاف "إذا أعطونا أقل من ذلك فنحن نرفض المشاركة في الحكومة المقبلة".
وأوضح المالكي أن "كل لائحة ستقدم ثلاثة مرشحين للمنصب الوزاري الذي ستحصل عليه على أن يختار إبراهيم الجعفري الاسم الذي يراه مناسبا" مشيرا مع ذلك أنه "لا توجد خلافات حول الأسماء بل هناك تنافس بين المرشحين داخل كل لائحة".
وحول مشاركة القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء المنتهية ولايته إياد علاوي في الحكومة الجديدة قال "اعتقد إن فرصة مشاركتها في الحكومة ضئيلة جدا".
وأضاف "قدمنا لهم بعض الوزارات لكنهم أصروا على مناصب معينة كان قد حسم أمرها" مشيرا إلى أن التصريحات المتناقضة للقائمة العراقية "حول عدم مشاركتها في البدء ثم عن مشاركتهم ومن بعدها إصرارهم على حقائب معينة".
وبالنسبة لمشاركة العرب السنة, قال إن "هناك مشاكل بين السنة أنفسهم حول المرشحين الذين سيدخلون الحكومة لكن لا يوجد أي خلاف بين لائحة الائتلاف العراقي الموحد (شيعية) والتحالف الكردستاني (كردي) حول تشكيلة الحكومة".
من ناحيته قال النائب حسين الصدر عضو القائمة العراقية "نحن لم نرشح أنفسنا من اجل الحصول على حقائب أو مناصب" مشيرا إلى "وجودنا ككتلة قوية من 40 مقعدا يمكننا من المضي قدما في طريق الخدمة المخلصة للدين والوطن".
وأضاف "الذين يتصورون انه من السهل استبعاد القائمة العراقية سوف يرون التداعيات التي ستنجم عن هذا الاستبعاد".
من جانبه أشار وزير الخارجية المنتهية ولايته هوشيار زيباري إلى "احتمال ألا تشارك القائمة العراقية في الحكومة", بدون أن يذكر أي تفاصيل.
ولكن راسم العوادي كبير المفاوضين في القائمة العراقية التي يتزعمها علاوي, أكد أن "القائمة لم تتسلم ردا على مطالبها حتى الآن". وقال "طالبنا بأربع وزارات إحداها سيادية ومنصب نائب رئيس الوزراء وهذه المطالب هي استحقاقات القائمة التي تملك أربعين مقعدا في البرلمان ولا تنازل عنها"، وأضاف "إذا أرادوا تشكيل الحكومة بدوننا فمبروك عليهم وسنكون خير من يدعم هذه الحكومة في عملها".
وكان احمد الجلبي زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي والعضو في لائحة الائتلاف العراقي الموحد رأى الأحد في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الأمريكية أن التأخر في تشكيل الحكومة العراقية يشجع المسلحين ويفسر سبب تفاقم أعمال العنف في العراق.
وأوضح الجلبي السياسي الشيعي العلماني أن العقبة الرئيسية في وجه تشكيل الحكومة الجديدة تكمن في الجدل القائم حول تمثيل السنة في التشكيلة الحكومية. وقال "إننا بحاجة إلى حكومة في الحال والتأخر في تشكيل الحكومة سيشجع الإرهابيين".
الرزقاوي يهدد
وكانت مجموعة أبومصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق, هددت في بيان نسب إليها على شبكة الانترنت أمس الأحد, بقتل الشخصيات السنية التي تريد المشاركة في الحكومة العراقية.
وأعرب الرئيس العراقي جلال طالباني عن إحباطه الجمعة بسبب تأخير إعلان الحكومة العراقية الجديدة الذي عزاه إلى اختلاف على توزيع الحقائب الوزارية.
وذكرت مصادر قريبة من المفاوضات بين لائحة الائتلاف العراقي الموحد (شيعي) وقائمة التحالف الكردستاني (كردي) ان الحكومة العراقية المقبلة ستتألف من 32 وزيرا بينهم 17 للائتلاف وتسعة للأكراد وأربعة للعرب السنة وواحد للتركمان وواحد للمسيحيين.
وقد استأنفت الجمعية الوطنية العراقية اليوم جلستها المخصصة لبحث النظام الداخلي للبرلمان ولكن تأخير إعلان الحكومة طغى على المناقشات خصوصا مع تردي الوضع الأمني وسقوط القتلى والجرحى في العاصمة بغداد بشكل أساسي التي سقط فيها مساء الأحد 16 قتيلا و50 جريحا بانفجار عبوة ناسفة وسيارة مفخخة يقودها انتحاري في حي الشعلة الذي تقطنه أغلبية من الشيعة.
اجتماع لدول الجوار
على صعيد آخر، يعقد وزراء خارجية دول جوار العراق اجتماعهم السبت في اسطنبول بعد أن تأجل مرتين بسبب التأخير في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة, على ما أعلن رسميا في أنقرة اليوم الاثنين. وتنتظر الدول المجاورة للعراق تشكيل الحكومة العراقية لعقد اجتماعها إذ أبلغ الجعفري المنظمين الأتراك للاجتماع بأنه يود حضوره.
وقد عقد الاجتماع الأخير للدول الست المجاورة للعراق --إيران والأردن والكويت وسوريا والسعودية وتركيا-- إضافة إلى مصر في عمان في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقد أنشئت هذه المجموعة بمبادرة من تركيا في يناير/كانون الثاني 2003 بهدف إقناع بغداد بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة لتفادي أي تدخل عسكري أمريكي.
نار سورية على جنود عراقيين
من جانب آخر اتهمت وزارة الدفاع العراقية في بيان اليوم الاثنين جنودا سوريين بفتح النار على دوريات للجيش العراقي على الحدود بين البلدين "لمساعدة مجموعة من المتسللين على عبور الحدود".
وجاء في البيان "عند الساعة 8,30 (4,30 تغ) من يوم 22 نيسان/ابريل 2005 قام موقع سوري مقابل لمنطقة جبلية عراقية بإطلاق النار على دورياتنا لمساعدة مجموعة من المتسللين على عبور الحدود السورية باتجاه أراضينا".
وأضاف "تصدت لهم الدوريات (العراقية) وأجبرتهم على الفرار والعودة إلى داخل الأراضي السورية" من دون أن يوضح البيان المكان المحدد على الحدود بين البلدين الذي وقع فيه الحادث.
ومن النادر أن تعلن السلطات العراقية عن وقوع حادث من هذا النوع على الحدود بين البلدين التي يبلغ طولها مئات الكيلومترات. وكانت السلطات العراقية اتهمت المخابرات السورية في الماضي بالضلوع في أعمال عنف في العراق.
وبثت محطة "العراقية" التلفزيونية الرسمية في الماضي اعترافات لعراقيين اعتقلوا في منطقة الموصل (شمال) أعلنوا خلالها أنهم تلقوا تدريبات في اللاذقية على الساحل السوري الأمر الذي نفته دمشق بشدة. كما اشتكت الحكومة العراقية مرات عدة من تسلل مقاتلين عرب وأجانب إلى العراق عن طريق سوريا لمساندة المتمردين العراقيين.
العربية نت--دبي
26-4-2005