اعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها من عجز الحكومة اليمنية عن منع تمويل "الإرهاب"، واعتبرتها قدرتها في ذلك قدرة محدودة، وأن "الحدود البرية الطويلة لليمن مع السعودية لا تزال مبعثا رئيسيا للقلق".
وقال تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية السنوي، الذي يحمل عنوان (الإرهاب في العالم)، وتلقت وكالة "قدس برس" نسخة منه، "إن اليمن واصلت خلال العام 2004 تقديم الدعم للحرب العالمية على الإرهاب، واتخذت إجراءات ضد تنظيم القاعدة، والمتطرفين المحليين، واعتقلت عدة أشخاص يشتبه في وجود روابط لهم مع القاعدة، وقدمت للمحاكمة مرتكبي العديد من الأعمال الإرهابية".
غير أنه عاد وقال "ومع أن الهيكل العملي لتنظيم القاعدة في اليمن قد ضعف وتبعثر، فمازال هناك قلق من محاولات هذا التنظيم إعادة بناء خلاياه العاملة في اليمن"، مؤكدا أن "قدرة الحكومة اليمنية على منع تمويل الإرهاب لا تزال محدودة"، وأن "الحدود البرية الطويلة لليمن مع السعودية لا تزال مبعثا رئيسيا للقلق".
وأشاد التقرير بالخطوات العملية، التي تم اتخاذها على صعيد محاكمة "الإرهابيين" المتهمين في قضايا مختلفة، بينها تفجير الناقلة الفرنسية (لامبرج) والمدمرة الأمريكية "كول" ومحاولة اغتيال السفير الأمريكي، وقتل الأطباء الأمريكيين في جبلة وغيرها.
وأشاد بالتعاون اليمني السعودي في مراقبة الحدود، ومنع المتسللين، ومهربي الأسلحة من العبور بين البلدين، متطرقاً أيضاً إلى التعاون اليمني - الأمريكي في مكافحة "الإرهاب"، ومؤكداً رغبة اليمن في مكافحة "الإرهابيين" الدوليين، وعدم السماح لهم باستخدام سواحلها وموانئها البحرية.
وتناول التقرير حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، واعتراف اليمن بهما كمنظمتين شرعيتين، منوهاً إلى أن كلا المنظمتين لم تتورط في أي أنشطة "إرهابية" تذكر في اليمن. غير أن التقرير انتقد الحكومة اليمنية بصراحة لعدم اتخاذها أي إجراءات، كما قال، على صعيد منع سفر الشيخ عبد المجيد الزندانى، رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، وتجميد أمواله، معتبراً ذلك خرقاً لقرار لجنة الأمم المتحدة المرقم (1267).
وأورد التقرير البديل للتقرير السنوي السابق، الذي كان يصدر بعنوان (أنماط الإرهاب العالمي) "تسمية لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة في شهر شباط (فبراير) اسم الشيخ اليمني المرموق، وأحد أبرز زعماء حزب الإصلاح المعارض، عبد المجيد الزنداني، بسبب "علاقته مع تنظيم القاعدة". وقال "لم تتخذ الحكومة اليمنية أي إجراء لمنعه من السفر، أو لتجميد أصوله المالية، تطبيقا لالتزامات الأمم المتحدة"، وأن "الزنداني يواصل الظهور بشكل بارز في الأحداث العامة".
وقال بلاغ من الخارجية الأمريكية إن الإحصاءات المقترنة بالتقرير، التي نشرت منفصلة في أكثر من مائة وستين صفحة، أعدها "المركز القومي الجديد لمكافحة الإرهاب"، والذي أسس بقانون إصلاح الاستخبارات ومنع الإرهاب، الصادر في العام 2004، باعتباره "المؤسسة المرجعية الرئيسية لتحليل الإرهاب، بما في ذلك متطلبات رفع التقارير المنتظمة".
قدس برس
8-5-2005