ان منطقة بى جه التى تقع فى مقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين كانت منطقة جبلية فقيرة مشهورة فى الصين حيث ان حوالى 60% من السكان لم يحلوا مشكلة الغذاء والكساء ونصفهم امييون او شبه امييين .ولكن هذه المنطقة الكارستية التى اثبتتها الهيئات المعنية التابعة للامم المتحدة عدم ملائمتها لتوطين البشرية شهدت تغيرات كبيرة منذ عام 1988.
وكان السيد هو جين تاو –الرئيس الصينى الحالى يتولى منصب امين عام الحزب الشيوعى الصينى بمقاطعة قويتشو فى ذلك الوقت . وطرح اقتراحا بانشاء منطقة تجريبية فى منطقة بى جه لمساعدتها على التخلص من الفقر وبناء البيئة الاحيائية . ولقي اقتراحه دعما من الحكومة المركزية حيث انشأت المنطقة التجريبية ذات السنة واجازت انشاء ثلاثة مشاريع تحت شعار " التخلص من الفقر وبناء البيئة الاحيائية والسيطرة على زيادة عدد السكان " لتحسين ظروف المعيشة الصعبة . وعلاوة على ذلك ، ارسلت فريق عمل مكونا من الخبراء المتخصصين لمساعدة منطقة بى جه
على التخلص من الفقر تحت اشراف الاحزاب الديمقراطية الصينية المختلفة والاتحاد الوطنى للصناعة والتجارة . حيث تم جذب حوالى ثلاثمائة مليون يوان صينى من الاستثمارات الى منطقة بى جه وتم انشاء اكثر من ثمانين مشروعا وتخصيص سبعين مليون يوان صينى لاستخدامها مباشرة فى منطقة بى جه وتم تاهيل ثمانية الاف وستمائة كادر ونقل عشرة الاف شخص من الايدى العاملة الفائضة الى مناطق اخرى خلال السبع عشرة سنة الماضية ، الامر الذى ضاعف دخول الفلاحين الصافية عشر مرات وحقق هدف التخلص من الفقر بصورة مبدئية . وقال الخبير الاقتصادى الصينى المشهور و رئيس فريق العمل لمساعدة منطقة بى جه السيد لى يى نينغ لمراسل اذاعتنا:
"لقد اولينا اهتماما بالغا لرفع دخول الفلاحين المحليين لان بناء المجتمع المنسجم يعتمد على رفع مستوى معيشة الفلاحين باستمرار. ان انشاء منطقة بى جه التجربية يعتبر نموذجا لكيفية مساعدة منطقة فقيرة على التخلص من الفقر وبناء البيئة الاحيائية . "
فى السنوات الاخيرة ، عاش الفلاحون المحليون حياة سعيدة . ولناخذ اسرة تشو قوانغ فى كمثال ان هذه الاسرة تحصل على حوالى عشرة الاف يوان صينى كل سنة منها حوالى الفى يوان صينى من عائدات تربية الابقار واكثر من ثلاثة الاف كيلوغرام من الذرة الهجين الممتازة النوعية والبطاطس اضافة الى الاموال التى كسبها ابنه وزوجة ابنه عبر العمل فى المدن .
وتجدر الاشارة الى ان منطقة بى جه تقع فى المناطق الجبلية التى ترتفع الفى متر عن سطح البحر . وفى الايام الماضية ،كان الخروج من الجبال يعتبر حلما للفلاحين المحليين. ولكن تغيرات كبيرة قد طرأت على هذه المنطقة الان . حيث تم تمهيد الطرق العامة وتعميم شبكات المياه والكهرباء فى هذه المنطقة اضافة الى مجيئ الفنيين المتخصصين لتعليم الفلاحين اساليب الزراعة وتربية المواشى العلمية . كما خرج الشباب الى المدن للعمل ويعودون الى موطنهم بالاموال والتكنولوجيا .
ويرى عضو مجلس الدولة الصينى ومدير قسم الخدمات المركزية التابع للحزب الديمقراطى الصينى للفلاحين والعمال السيد جوا بينغ ان النتائج التى حققتها اعمال مساعدة منطقة بى جه على التخلص من الفقر يعد تجسيدا حيويا لمشاركة الاحزاب الديقمراطية فى الشؤون السياسية ولعب دور فى الرقابة وبناء الديمقراطية فى الصين . اذ قال:
" ربطنا مساعدة منطقة بى جه على التخلص من الفقر مع المشاركة فى الشؤون السياسية الوطنية . اذ وجدنا مشاكل خلال حملة مساعدة منطقة بى جه ، وقدمنا مشروعا الى الاجهزة المعنية لحلها ، فهذا قد جسد وظائف الاحزاب المتمثلة فى المشاركة فى الشؤون السياسية الوطنية . "
وحتى الان ، قد تم حل مشكلة الغذاء والكساء من حيث الاساس فى منطقة بى جه وتشهد المواصلات والاتصالات وغيرها من المرافق العامة تطورا سريعا وخاصة البيئة الاحيائية المتدهورة قد تمت السيطرة عليها بفعالية .
وقال النائب بالمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى والمنعوث الادارى الخاص بمنطقة بى جه بمقاطعة قويتشو السيد قوجيو:
" خلال سبع عشرة سنة الماضية بذلت الحكومة المركزية ومختلف الاحزاب الديمقراطية جهودا كبيرة فى بناء المجتمع المنسجم. وان جميع التقدم الكبير الذى حققته مشروعات البناء فى منطقة بى جه قد استفاد من هذه المساعدات. مما شجع سبعة ملايين موطن بمنطقة بي جه على السير فى طريق الرفاهية