تسعى بكين لإقامة الدورة الأولمبية القادمة عام 2008 بنجاح وعلى مستوى عال. ومن أجل الاستعداد لذلك، يلزم بناء كثير من الملاعب المسقوفة والمكشوفة، فهو ما دفع بكين الى تخصيص أموال كثيرة جدا لبنائها. وإذا لم تستخدم هذه الملاعب بصورة جيدة بعد الدورة الأولمبية القادمة ولم تحقق منافع مالية واجتماعية مرجوة لبكين، فسيسبب ذلك تبذير الموارد الاجتماعية بصورة خطيرة. ومن أجل تجنب ذلك، وضعت بكين في الاعتبار عند البدء بتصميم وبناء هذه المنشآت الرياضية في مسألة استخدام هذه الملاعب بعد الدورة الأولمبية القادمة. وقال نائب عمدة مدينة بكين تشانغ ماو لمراسل إذاعتنا عند حضوره "المنتدى الدولي لبناء وإدارة الملاعب الأولمبية" الذي أقيم ببكين في منتصف إبريل الماضي:
" إن استخدام الملاعب الأولمبية المسقوفة والمكشوفة بعد إقامة الأولمبياد مسألة هامة جدا. وكانت لمختلف الدورات الأولمبية الماضية خبرات ناجحة وكثير من العبر في هذا الصدد. وإذا لم تستخدم هذه الملاعب بصورة ناجحة بعد إقامة الأولمبياد، فستتحمل الدولة المستضيفة لها أعباء متزايدة. لذا، بدأنا التفكير في هذه المسألة بعد أن نجحنا في طلب استضافة الدورة الأولمبية القادمة. ونقتبس الخبرات الناجحة من الدول المستضيفة للدورات الأولمبية السابقة وفقا لأحوال بكين الواقعية."
وقال السيد تشانغ ماو إن مدينة بكين قد وضعت خطة متكاملة لاستخدام هذه الملاعب بعد إقامة الأولمبياد. وأضاف قائلا إن بكين تخصص واحدا وثلاثين ملعبا مسقوفا ومكشوفا استعدادا لاستضافة الدورة الأولمبية العادية والدورة الأولمبية للمعوقين في عام 2008، وبعد انتهاء الحدثين، ستهدم الملاعب المؤقتة، وستتحول بعض الملاعب الدائمة الى قواعد تدريبية للمنتخبات الوطنية الصينية لمختلف الألعاب الرياضية، كما ستتحول تلك الملاعب الواقعة في الجامعات الى منشآت رياضية لها. وسينشر إعلان المناقصة لهذه الملاعب في وسائل الإعلام مثل غيرها من الملاعب المملوكة للمنظمات الاجتماعية الأخرى بهدف إدارتها من قبل المواطنين وتوفير الساحات والقاعات الرياضية للطلاب وسكان المدينة.
كما سيجدد بناء بعض الملاعب الأخرى وتحويلها الى المراكز الثقافية والترفيهية والمطاعم التجارية. مثلا، سيحول المركز الأولمبي للألعاب المائية المخطط بناؤه بكلفة نحو أربعمائة وتسعة وأربعين مليون يوان صيني الى مخيمات ترفيهية أيكولوجية ضخمة على الماء بعد انتهاء الدورة الأولمبية القادمة. وهناك أكثر من ألفي شقة في القرية الأولمبية ستباع للمواطنين كمساكن.
وتعتبر إدارة هذه الملاعب بعد الدورة الأولمبية القادمة مسألة لا تهم حكومة مدينة بكين فحسب، بل يولي أصحابها اهتماما بالغا لها أيضا. وعلى سبيل المثال، مركز وو كه سونغ الثقافي والرياضي الواقع في غربي مدينة بكين الذي ستقام فيه مباريات كرة السلة في الدورة الأولمبية القادمة يبنى حاليا بأموال مجموعة من المجتمع. وقال صاحبه ليو تشونغ يي – المدير العام للشركة المحدودة لمركز وو كه سونغ الثقافي والرياضي:
" عندما صممنا مركز وو كه سونغ الثقافي والرياضي، أخذنا بالاعتبار مسائل استخدامه لأغراض منوعة وفتحه أمام المواطنين وإدارته بعد الدورة الأولمبية القادمة. وبينما نبنيه الآن، نتشاور مع رجال الأعمال الإداريين الأجانب ونقتبس مفاهيمهم المتقدمة في هذا الخصوص. ونعمل على إدارته وفقا للمطالب المناسبة للأسواق بصورة كاملة بعد دورة بكين الأولمبية حيث سيشهد الجميع مركزا جديدا بأسلوب إدارة جديد."
واستقدمت حكومة بكين مؤخرا خمسة خبراء لتولي مناصب مستشارين رفيعي المستوى حول اقتصاد الأولمبياد. وهم السيد غلبرت فان كيركهوف من بلجيكا والسيد موريس لوفيت من فرنسا والسيدان سونغ تشنغ شيانغ وهوانغ وي صينيا الجنسية يعيشان في الولايات المتحدة والسيد تشيان يينغ من بر الصين الرئيسي. ويساعد هؤلاء الخبراء حكومة بكين على إيجاد حلول مناسبة لمسألة إدارة الملاعب الأولمبية بعد الدورة الأولمبية القادمة وغيره من الأعمال. ويرى الخبير الفرنسي موريس لوفيت أن هذه المسألة قد أصبحت جزءا واقعيا من المشروع النظامي الجبار لتخطيط مدينة بكين. واقترح قائلا:
" إن بناء هذه الملاعب لن يكون لاستضافة الدورة الأولمبية القادمة التى ستستغرق سبعة عشر يوما فحسب، بل يجب أن يكون منسجما مع الخطة التنموية لكل المدينة أيضا. ويجب التفكير قبل بنائها في أفضل أسلوب لاستخدامها بعد الدورة الأولمبية. إن بكين تحتاج الى عدد كبير من العاملين والتجهيزات لإقامة الدورة الأولمبية القادمة. ولكن من المحتمل أن ينخفض هذا العدد كثيرا بعد الدورة. لذا، من غير الضروري شراء تلك المنشآت، ويمكن استئجارها. أما تلك المنشآت الدائمة فيجب صيانتها بصورة جيدة لتمديد فترة استخدامها بقدر الإمكان."
وقال السيد موريس لوفيت إن بإمكان بكين تحسين وظائفها وخدماتها خلال إقامة الدورة الأولمبية القادمة. ويرى السيد موريس لوفيت أن مدينة بكين تتمتع بنظرة بعيدة الأمد حول مسألة استخدام الملاعب الأولمبية ووضعت خطة دقيقة في هذا الخصوص. وبعد دورة بكين الأولمبية عام 2008، سيصبح الملعب الرياضي الوطني ومركز شوي لي فانغ للسباحة ومركز وو كه سونغ الثقافي والرياضي وغيرها من المنشآت الرياضية الفخمة منشآت رمزية جديدة في مدينة بكين، كما ستكون أماكن ترفيهية رائعة لسكان المدينة.