تأكيد ضرورة تضافر الجهود الإفريقية والعربية لتفادي توسيع نطاق الأزمة
طرابلس ـ من هيثم سعدالدين ـ الخرطوم ـ من مراسل الأهرام:
بدأت في العاصمة الليبية طرابلس مساء أمس, أعمال القمة الافريقية السداسية للعمل من أجل تسوية سلمية في اقليم دارفور السوداني, واستئناف المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركات المتمردة بالاقليم للتوصل الي حل نهائي للأزمة في اسرع وقت.
ويشارك في القمة الرئيس حسني مبارك, والرئيس السوداني عمر البشير, والرئيس التشادي ادريس ديبي, والرئيس النيجيري اوليسيجون اوباسانجو, والرئيس الإريتري أسياسي أفورقي, ويرأسها الأخ معمر القذافي قائد الثورة الليبية, الذي تستضيف بلاده القمة بحضور السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية.
وقد وصل الرئيس مبارك الي طرابلس أمس, يرافقه السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية, والوزير عمر سليمان والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية, والسفير سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة.
وكان في مقدمة مستقبلي الرئيس مبارك لدي وصوله, اللواء مصطفي الخروبي عضو القيادة التاريخية لثورة الفاتح, والسفير محمد رفاعة الطهطاوي سفير مصر بليبيا واعضاء البعثة الدبلوماسية وعدد من السفراء العرب والافارقة المعتمدين لدي ليبيا, وعدد من منسقي القيادات الشعبية والاجتماعية باللجان الشعبية العامة الليبية.
استئناف المفاوضات
ومن جانبه, أعرب السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة, عن امله في ان تسفر القمة السداسية عن استئناف المفاوضات من جديد بين الحكومة السودانية والحركات المتمردة في اقليم دارفور.
وحول دور الجامعة العربية قال موسي: ان الجامعة العربية تعمل مع الاتحاد الافريقي علي حل المشكلة, ولا توجد سياسة منفصلة لأي منهما وانما سياسة واحدة متفق عليها بين الطرفين ومع الامم المتحدة, وبمشاركة الدول العربية الاعضاء في الاتحاد الافريقي, مشيرا الي مشاركة الجامعة العربية في المفاوضات المتعلقة بدارفور.
وأكد أن الاوضاع في دارفور تستلزم تضافر الجهود الافريقية والعربية من اجل التوصل لحل في اسرع وقت ممكن, لتفادي توسيع نطاق تلك الازمة وحماية السودان من التداعيات التي لا داعي لها, خاصة بعد انتهاء النزاع بين شمال السودان وجنوبه بالتوصل الي اتفاقية السلام.
ووصف موسي اتفاق طرابلس الذي وقع أخيرا, بأنه اتفاق مهم للغاية من شأنه أن يساعد في نجاح قمة طرابلس ونجاح المفاوضات الرامية لانهاء الازمة في دارفور.
واكد أهمية استئناف مفاوضات أبوجا بمشاركة جميع الاطراف, وان يتحلي الجميع بالنيات الحسنة من اجل تسوية القضية.
حل سياسي
بينما قال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل, انه يأمل أن تشكل القمة مناسبة لتأكيد الالتزام بالحفاظ علي وقف اطلاق النار واحترام الاتفاقات بين الحكومة السودانية والمتمردين بدارفور. واضاف: نأمل أن يتقرر جدول زمني لاستئناف مفاوضات تؤدي الي حل سياسي, واوضح اذا نجحت القمة, فسيكون بوسعنا رسم خريطة سياسية جديدة يتمكن خلالها شعب دارفور من الاستفادة من المشاركة السياسية وثروات البلد.
وقد أعلنت حركتا التمرد الرئيسيتان في دارفور, العدل والمساواة, وتحرير السودان, عدم مشاركتهما في القمة.
ويأتي انعقاد قمة طرابلس بعد بضعة أيام من لقاء الزعيم الليبي معمر القذافي بزعماء القبائل وممثلين لحركات التمرد والادارة الاهلية في دارفور, وتوقيعهم بحضوره اعلان طرابلس, الذي يؤكد الالتزام بوقف اطلاق النار تنفيذا للاتفاقيات الموقعة بين الحكومة السودانية والمتمردين.
وفي أسمرة, أكد الموقع الالكتروني الرسمي للحكومة الاريترية أمس, ان الرئيس الاريتري اسياسي افورقي سيشارك في القمة التي ستعقد في طرابلس في ليبيا حول النزاع السوداني في دارفور.
وقال الموقع ان الرئيس اسياسي افورقي توجه الي ليبيا امس الاول بدعوة من الزعيم الليبي معمر القذافي للمشاركة في قمة رؤساء الدول حول السلام في السودان عموما, والوضع في دارفور خصوصا.
وتشهد العلاقات بين الرئيس الاريتري ونظيره السوداني عمر البشير توترا شديدا, اذ ان البلدين يتبادلان الاتهامات بدعم حركات المعارضة للنظام.
ولحركات التمرد في دارفور مكاتب في اسمرة لكن الحكومة الاريترية نفت دائما دعم الحركات السودانية عسكريا.
وفي السودان, حيا المكتب القيادي للمؤتمر الوطني, الجهود المتواصلة والمضنية التي يبذلها القذافي من أجل ارساء السلام وضمان الاستقرار في اقليم دارفور.
ومن جانبه, أشاد علي عبدالقوي الغفاري سفير اليمن في ليبيا, بالاتفاق الذي وقع أخيرا بين كل من الادارة الاهلية وحركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان والمتمردين في دارفور, وذلك تحت رعاية الأخ معمر القذافي قائد الثورة الليبية.
ووصف الغفاري في برقية بعث بها الي القذافي, هذا الاتفاق بأنه انجاز تاريخي يضاف الي سلسلة الانجازات التي حققها قائد الثورة الليبية وأدت الي نزع بؤر التوتر وحل النزاعات في افريقيا.
واضاف السفير اليمني, ان وضع حل نهائي لأزمة دارفور وقطع الطريق حتي لا يتدخل الآخرون في شئون السودان, والشئون الافريقية وتفانيكم وعملكم المخلص والدءوب قد ادي غايته, ومن ثم فإن هذه بركة واضافة نوعية الي انجازاتكم وعلي رأسها تأسيسكم للاتحاد الافريقي.
الاهرام-مصر
17-5-2005