مون تاى هو أحد العمال المتقدمين المشهورين من الجيل الأول بعد إنشاء الصين الجديدة. وولد عام 1898 في عائلة فلاح فقير بمحافظة فونغرون بمقاطعة خه بى الصينية. وقدم مساهمات كبيرة في إستئناف الإنتاج وتنميته في مصنع آن شان للحديد والصلب. فاستقبله الرئيس الصيني الراحل ماو تسه تونغ ثماني مرات. وأنتخب كمندوب في الدورة الأولى والثانية والثالثة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني كما أنتخب كعضو تنفيذي بالدورة السابعة والثامنة للمؤتمر الوطني لنقابات العمال الصينية.
إنضم مون تاى إلى الحزب الشيوعي الصيني في أغسطس عام 1948 وهو من أول دفعة من الشيوعيين العمال بعد تحرير مدينة آن شان. حيث قاد مجموعة كبيرة من العمال لتحويل الحديد الخردة إلى مخزون كبير من الحديد جمع في مستودع مشهور حينذاك يسمى بمستودع مون تاى. وفي فترة حرب المقاومة ضد العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا تحمل مسؤولية حماية مصنع الحديد. حيث تسلق إلى الفرن وحمى الفرن بجسمه متحديا لخطر الغارات. وأثناء مواجهة المصنع لخطر توقف إنتاجه بسبب وقف الإتحاد السوفياتي السابق تزويد الصين الجديدة الإنشاء بآلة دلفنة كبيرة الحجم نظم مون تاى أكثر من 500 من الفنيين لتشكيل فرقة فنية لبحث وصنع هذا النوع من الآلة متغلبين على عدد من الصعوبات في التكنولوجيا والفنون ومسجلين ملحمة نصر في الإنتاج بالإعتماد على النفس في مصنع آن شان للحديد والصلب. مما ملأ الفراغ في تاريخ فن التعدين بالصين. وإن فرن صهر الحديد والصلب والتبريد بالمياه الدوراني والذى صممه العامل المتقدم مون تاى قد زاد عمره مائة ضعف عن الأفران الآخرى. وكان مون تاى يهتم بالعمال الآخرين في المصنع سواء في الحياة والإنتاج. ففي فترة تعرض الصين للصعوبات الإقتصادية الناتجة عن الكوارث الطبيعية والممتدة لثلاث سنوات كان أبناء الشعب الصيني تنقصهم الأطعمة الكافية. ومن أجل توفير أطعمة كافية لذيذة للعمال لتمكينهم من الإنتاج بكل قواهم أعطى مون تاى لحوما إشترتها إبنتها له للمصنع حتى يأكل جميع عماله. وعندما عجز بعض العمال المرضى بالمصنع من البقاء بالمستشفي للعلاج بسبب قلة الأسرة في المستشفى إشترى مون تاى بعض الأنابيبت الفولاذية وصنع منها مع بعض زملائه أسرة، مما مكن هؤلاء العمال المرضي من البقاء بالمستشفى لتلقى العلاج هذا بالإضافة إلى الإقتصاد في النفقات. وفي الثورة الثقافية الكبرى تعرض مصنع آن شان للحديد والصلب لأضرار وكان العامل مون تاى يعمل بكل جهده لحماية المصنع وإنتاجه متحديا لمختلف العراقيل والضغوط. وخلال فترة توليه منصب نائب مدير المصنع لقبه عمال المصنع بموظف لا ينفصل عن عمل المصنع ويهتم بالعمال. وتوفى مون تاى في سبتمبر عام 1967 متأثرا بمرض ألم به بسبب العمل المرهق.
وإن روح مون تاى تشجع على الدوام العمال الصينيين على تقديم مساهماتهم في التنمية الإقتصادية للوطن. في إبريل عام 1984 أقيمت حفلة إزاحة الستار عن تمثال مون تاى في شركة آن شان للحديد والصلب. ونقشت على قاعدة التمثال كلمات تقول " إن روح مون تاى خالدة " وفي إبريل عام 1993 تم نصب تمثال مون تاى في حديقة شان لي وغير إسم هذه الحديقة بإسم مون تاى.