اعتدنا على قراءة مصطلحات معينة كالازمة السياسية أو الاقتصادية " في الصحف والمجلات اليومي،أما مصطلح كالازمة النفسية فكثيرا ما تتداولها الصحف والمجلات والمنشورات المعنية الأخرى. إذن ما هى الازمة النفسية وما هى أعراضها لدى الانسان المصاب بها ؟
الازمة النفسية هى عبارة عن العجز في ضبط التوازن النفسي وانعدام القدرة على حل للمشاكل النفسية أو وصول الحالة النفسية الى حافة الانهيار. وعندما يصاب شخص ما بأزمة نفسية فقد يشعر بذلك في حينه وقد لا يشعر بذلك ولو بعد حين. وقد يصاب الانسان الملتزم بعادته القديمة على امتداد سنوات طويلة بالازمة النفسية بسهولة كما يصاب بها معظم مدمني العادات السيئة بسهولة أيضا وخاصة عندما يحاولون التخلص من هذه العادات السلبية فستكون أعراضها المرضية بارزة وواضحة جدا في سلوكهم اليومي. أما أعراض الازمة النفسية فهى عديدة ومختلفة ومن أهمها:
أولا : خضوع الانسان لعبودية الماديات. إذا شعر الانسان سواء أ كان فقيرا أم غنيا شعر بالفراغ النفسي أو بالاضطرابات النفسية فأن ذلك يعزى الى خضوع الانسان لعبودية الماديات. من الطبيعي أن يقع الففير الذي لا يملك الغذاء والكساء في يأس وضيق، وخاصة بعد مشاهدته للاغنياء وهم يعيشون حياتهم في التبذير والاسراف مما يوقعه في حالة عدم التوازن النفسي. وتحت وطأة هذه الحالة قد يعمد بعضهم لتدبير بعض الاعمال الخطيرة أو الاجرامية لتحقيق أهدافهم أو للتخلص من اضطراباتهم النفسية. أما الاغنياء الذين لا يساورهم القلق على حياتهم المادية، فإذا كان مستواهم الاخلاقي منخفضا وكان الاحساس بالفراغ النفسي يرافقهم دائما فمن المحتمل أن يصابوا أيضا وبسهولة بالمشاكل النفسية المختلفة .
ثانيا: تفضيل الحيوانات الاليفة على الانسان. ترجع رغبة الانسان في تربية الحيوانات الاليفة الى دافعين احدهما الحب الكبير للحيوانات، والآخر الشعور بالفراغ النفسي. ودائما ما يقوم الانسان الذي يشعر بالممل أو الفراغ النفسي في حياته بتربية بعض الحيوانات الاليفة باعتبارها أهم مضامين الحياة ويصرف الكثير من الاموال لتربيتها لدرجة انه يفضلها حتى على الانسان .
ثالثا: وقوع الاضطرابات النفسية بسبب الهجرة الى الدول الاجنبية. قد يصاب الكثير من الناس الذين يهاجرون الى بعض الدول الاجنبية بالمشاكل والاضطرابات النفسية. يرجع ذلك الى أسباب عديدة منها الاختلاف والتباين الثقافي الذي يشهده في مجتمع جديد وغريب. والاحساس بالوحدة والعزلة بسبب العقبة اللغوية والتغيرات الفجائية في المجتمع الجديد. واشار الخبراء الى أن المهاجرين دائما ما يجتازون ثلاث مراحل نفسية بعد وصولهم الى دولة أجنبية جديدة، الاولى: مرحلة التأثر والاعجاب حيث يشعر فيها المهاجر بالسرور والرضا إزاء وصوله الى الدول الاجنبية. والثانية: مرحلة خيبة الامل، وهى ناجمة عن ظهور العقبة اللغوية وصعوبة المعاملة مع الآخرين أو بسبب الاختلافات العديدة في المأكل والملبس وأسلوب الحياة في الدولة الجديدة . والثالثة هى مرحلة الاشتياق الشديد الى الموطن. وقال الخبراء إن المهاجر إذا اجتاز هذه المراحل الثلاث التي قد تستمر عموما عامة ثلاث أو أربع سنوات بشكل سليم فسيتحرر تماما من الازمة والاضطرابات النفسية.
رابعا: إدمان بعض الادوية اللازمة لاستتباب الحالة الصحية. وأشار الخبراء الى أن كثيرا من الناس يتناولون الادوية بشكل عشوائي أو بسبب قراءتهم لبعض الاعلانات المعنية الخاصة بالادوية حتى انهم قد يدمنوا عليها كادمان بعض الناس للمشروبات الكحولية والمخدرات. الامر الذي يجعلهم مصابين بأمراض عديدة جسميا ونفسيا في آن واحد .
إذن كيف نتغلب على هذه الازمات والاضطرابات النفسية ؟ وأكد الخبراء أن الاسلوب الفعال لتحقيق ذلك هو تعزيز الارادة الشخصية في الحياة وخاصة عند مواجهة الصعوبات والتحديات المختلفة التي تواكب دائما ظهور المجتمعات الحديثة. وقال الخبراء إن إقامة علاقات المعاملة الجيدة مع الآخرين والعمل جاهدا على الحفاظ عليها لهو شئ مهم وضروري جدا لحل المشاكل النفسية والتخلص من الازمات والاضطرابات النفسية المخلتفة ....