تعتزم الحكومة العراقية إصدار قوانين جديدة لاحتواء الوضع الأمني المتفجر بعد تصاعد الهجمات وعمليات القتل المتزايدة لرجال دين سنة وشيعة، وحذر رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري من انها تهدف الى إشعال فتنة طائفية، وتعهد "قبضة حديدية للضرب على من يحاولون تمهيد المسرح لحرب أهلية". وحض المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني أنصاره على ضبط النفس. وفيما زار وزير الخارجية الايراني كمال خرازي بغداد للمرة الأولى منذ سقوطها بيد الاحتلال، وتعهد منع تسلل مقاتلين عبر أراضي بلاده الى العراق، وأجرى محادثات تمهد لإبرام اتفاق سلام بين البلدين، زار وزير الدفاع البريطاني الجديد العراق سراً، وأكدت حكومة بلاده ان قواتها ستبقى ما دامت الحكومة العراقية تريد بقاءها.. وحذرت الاستخبارات الدنماركية من ان انسحاب قوات "التحالف" قد يؤدي الى حرب أهلية، فيما قتل جندي أمريكي وجرح آخر في هجوم شمال بغداد. وقتل 29 عراقياً في انفجارات سيارات مفخخة وهجمات.

وأعلن الناطق باسم الحكومة العراقية أمس (الثلاثاء) ان الحكومة تعتزم إصدار مجموعة قوانين تضع المتعاونين والمتسترين على المقاتلين في دائرة المحاسبة القانونية. وقال الناطق ليث كبة: "ان هناك رزمة من القوانين الجديدة في طريقها للصدور تتعلق بأمن الدولة والشعب (...) وهذه الإجراءات ستجرم حالات عدم التبليغ والمشاركة والإيواء لمن يعرض أمن الدولة والشعب للخطر". وشدد على ان الغرض من القوانين الجديدة "حماية أمن الدولة والشعب والمجتمع". وأشار الى ان من يخالف هذه القوانين "سيتعرض للحجز والسجن ومصادرة أمواله المنقولة".

وأكد ان الكثير من عمليات العنف التي شهدها العراق في الآونة الأخيرة كان الهدف منها إشعال فتيل الحرب الطائفية في العراق. وقال: "ان غالبية حوادث التفجير عشوائية، ومنها ما يشبه المسرحية التي يراد بها إعلان الحرب الطائفية". وأشار الى الدور الإيجابي الذي تلعبه أطراف غير حكومية، كالمرجع الأعلى. وكان الجعفري الذي التقى السيستاني في النجف أول من أمس قد تعهد قبضة حديدية لضرب من يستهدفون المدنيين السنة والشيعة لتأجيج الفتنة.

واتهمت "هيئة علماء المسلمين" مغاوير الشرطة مجدداً باختطاف وقتل 3 من أئمة المساجد. وقتل مجهولون رجل دين شيعياً في حي الجهاد جنوب بغداد. ووزعت مؤسسة دينية تابعة للمجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق منشورات في مدينة الكوت تدعو العراقيين الى الثأر لدماء الذين قتلوا في منطقة المدائن (جنوب).

وأكد برهم صالح وزير التخطيط العراقي اتهامات رددتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مفادها ان الحدود العراقية - السورية تشكل معبراً للمقاتلين. وأشار الى تزايد عمليات التسلل عبر هذه الحدود في الآونة الأخيرة، داعياً سوريا للتعاون بصورة جدية مع العراق.

وتعهد وزير الخارجية الايراني خرازي، إثر محادثات مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد أمس، ان تراقب ايران حدودها لمنع تسلل مقاتلين للعراق. وقال زيباري انهما بحثا اغلاق ملف الحرب بين البلدين وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني.

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس (الثلاثاء) ان القوات البريطانية ستبقى في العراق طالما ان "الحكومة العراقية تطلب منا ذلك". وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأن "المملكة المتحدة ستواصل تأمين انتشار قوات في العراق طالما ان الحكومة العراقية تطلب منا البقاء، لا ننوي إطلاقاً البقاء أكثر مما هو ضروري لكننا في المقابل لن نغادر طالما ان العمل لم ينجز".

وذكرت الحكومة البريطانية أمس الثلاثاء ان وزير الدفاع الجديد جون ريد زار القوات البريطانية في جنوب العراق سراً (الاثنين). وذكرت ان ريد توجه سراً الى البصرة، حيث المقر الرئيسي للقوات البريطانية البالغ قوامها تسعة آلاف فرد، في العراق. كما التقى عناصر الفرقة العاشرة في الجيش العراقي الجديد. وأضافت الوزارة ان ريد أجرى محادثات أمس مع مسؤولين في الحكومة العراقية في بغداد.

وحذرت أجهزة الاستخبارات الخارجية والدفاعية الدنماركية من انسحاب قوات "التحالف" من العراق الذي قد يؤدي -على حد قولها- الى حرب أهلية. ويأتي هذا التحذير في شكل تقرير رفع الى الحكومة في حين يجري نقاش في البرلمان حول القراءة الأولى لمشروع قرار حكومي يقترح التمديد لثمانية أشهر للقوات الدنماركية في العراق.

الخليج-الامارات

18-5-2005