اختتمت الدورة الثامنة والأربعون لمباريات بطولة كرة الطاولة العالمية في مدينة شانغهاي الصينية في أوائل مايو الحالي. وجذبت أنظار عشاق كرة الطاولة في العالم كله، وأثارت حماسة شديدة لدى الصينيين. وتعتبر كرة الطاولة اللعبة الأولى في الصين التى يوجد فيها أكثر من عشرة ملايين هاو لكرة الطاولة. كما ظل فريق كرة الطاولة الصيني محافظا على تقدمه في العالم لأكثر من ثلاثين سنة. مستمعينا الأفاضل، ربما تودون معرفة أسرار فريق كرة الطاولة الصيني، وكيف يحافظ على صدارته العالمية في هذه اللعبة. وفي تقرير اليوم، نكشف لكم هذه الأسرار.
وتعتبر كرة الطاولة اللعبة الأوسع انتشارا في الصين. وبالمقارنة مع الألعاب الأخرى في الأوساط الرياضية العالمية، حققت الصين هيمنتها في منافسات كرة الطاولة منذ فترة طويلة وحافظت على تفوقها وفازت بأكثر البطولات وأحدثت تأثيرا واسعا في هذا المجال. وفاز الرياضي الصيني رونغ قو توان بأول بطولة عالمية لكرة الطاولة لفردي الرجال في مباريات البطولة العالمية في عام 1959. وحتى الآن حصل فريق كرة الطاولة الصيني على أكثر من مائة وثلاثين بطولة عالمية بالإجمال.
وفي "ندوة أبطال كرة الطاولة الصينيين" الذي أقيم خلال الدورة المنصرمة لمباريات البطولة العالمية، رأى الخبراء الصينيون أن سبب حفاظ الصين على مركز الصدارة في لعبة كرة الطاولة لعشرات السنين الماضية يعود الى تشكيلها نظام تدريب واختيار هرمي الشكل لا مثيل له في الدول الأخرى إضافة الى نظام مباريات دوري المحترفين من الدرجة الأولى والاحتياطي الجماهيري الغفير والهيئة المتطورة للبحوث العلمية كما تمتاز الصين بالخبرات الإدارية المتقدمة في هذا المجال. وقال السيد هوانغ بياو – مشرف فريق كرة الطاولة الصيني:
" يتدرب أكثر من ثلاثين ألف لاعب ناشئ على كرة الطاولة بصورة منتظمة في الصين حاليا. وسجل نحو ألفي لاعب ناشئ محترف أو هاو أسماءهم لدى اتحاد كرة الطاولة الصيني. ويضم المنتخبان الأول والثاني الوطنيان الصينيان نحو مائة لاعب. وبفضل هذا النظام الدقيق الهرمي الشكل لإعداد الأكفاء، أصبحت رياضة كرة الطاولة في الصين رياضة متقدمة مثل لعبة كرة السلة في الولايات المتحدة. "
ولأجل اختيار الأكفاء الممتازين من بين كثير من اللاعبين الناشئين، نظمت الصين مباريات دوري كرة الطاولة على مختلف المستويات، وكسرت الحد الفاصل بين المحترفين والهواة. وإذا لعب الهاوي بصورة جيدة، يمكنه أن يشترك في مباريات دوري الدرجة الممتازة. كما تشكلت في الصين مجموعة من المدربين على مستوى عال ونظام تدريب واختيار متكامل على المدى البعيد، الأمر الذي يسهل على أبرز اللاعبين الانضمام الى المنتخب الوطني. أما المخصصات الممنوصة لاتحاد كرة الطاولة الصيني فهي أربعمائة وعشرون ألف يوان صيني فقط كل عام، وينفقها جميعا في إقامة مباريات للناشئين. وفي الوقت نفسه، أصبحت مباريات دوري كرة الطاولة في الصين من أعلى المستويات في العالم، ويستطيع اللاعبون المشتركون فيها كسب عوائد مالية جيدة جدا، إذ يستطيع أفضل لاعب كرة طاولة صيني أن يكسب سبعمائة ألف يوان صيني من مباريات الدوري السوبر الصيني خلال عام واحد.
وفي المنتخب الوطني، تعتبر التدريبات العلمية والشاقة ضمانا هاما لتحقيق نجاح الأكفاء الناشئين الممتازين في مشوارهم الرياضي. وقال السيد ليو لين – مدرب فريق كرة الطاولة الصيني:
" في الصين، يستطيع كل لاعب كرة طاولة تحمل الكثير جدا من المشقات والمتاعب. وعلى سبيل المثال، قام المدربون خلال التدريبات الجماعية لفريق الشباب الوطني التى اقيمت مؤخرا بتدريب اللاعبين خلال يومين من الأسبوع وبواقع ثلاث مرات كل يوم لمدة ست ساعات في كل تدريب. ورتبوا لهم أيضا تدريبات على العدو الطويل وسباق الضاحية والعدو لعشرة آلاف متر وغيرها بهدف تقوية قدراتهم الجسدية ولياقتهم البدنية وصقل مواهبهم وتعزيز إصرارهم وعزيمتهم. كما رتبوا لهم الكثير من المباريات الاستعدادية لتطويرهم بصورة أسرع وإعدادهم للمنافسات الفعلية."
وفي الوقت الذي يواظب فيه اللاعبون بجد واجتهاد على التدريبات الشاقة، شكل فريق كرة الطاولة الصيني مجموعة كبيرة من المتخصصين في البحوث العلمية يولون اهتماما دائما لأحدث اتجاهات تطور كرة الطاولة العالمية ويبحثون أساليب أداء اللاعبين من مختلف الدول الأخرى ويحللون تأثير إصلاح نظام لعبة كرة الطاولة المتمثل في تحويل نظام المباراة من إحدى وعشرين نقطة الى إحدى عشرة نقطة كل شوط وتحويل قطر كرة الطاولة من أربعين مليمترا الى إثنين وأربعين مليمترا، مما يضمن عدم تخلف الاعبين الصينيين فنيا ومواكبتهم لأحدث اتجاهات تطور رياضة كرة الطاولة في العالم. وقال السيد تشانغ شياو بنغ – الباحث في فريق كرة الطاولة الصيني:
" خلال القرن الأخير، حققت أوساط كرة الطاولة العالمية ستة وأربعين إنجازا بارزا في مجال فنون الأداء والأجهزة المعنية. ومن مجمل الانجازات، حققت الصين سبعة وعشرين إنجازا، أي أكثر من نصف عدد إجمالي عددها في أوساط كرة الطاولة العالمية. وتعتبر كرة الطاولة منافسة حامية جدا، وأصبحت كيفية الإسراع للتحكم في المبادرة مسألة حيوية تواجه فريق كرة الطاولة الصيني في مجالات البحوث العلمية والتدريبات."
ورغم تحقيق فريق كرة الطاولة الصيني نتائج جيدة لا تحصى ولا تعدّ، إلا أنه يدرك كل الإدراك أن مستوى لاعبي كرة الطاولة في الدول الأخرى يرتفع سريعا وذلك بعد أن فشل مؤخرا في الحصول على بطولة فردي الرجال في كل من مباريات بطولة كرة الطاولة العالمية التى اقيمت في باريس عام 2003 ودورة أثينا الأولمبية عام 2004. وفي هذه الحالة، لا بد أن يبذل فريق كرة الطاولة الصيني أقصى جهود للحفاظ على صدارته العالمية في هذه اللعبة.