تتجمع فى المدن الكبرى الصينية مثل بكين وشانغهاى مطاعم تتميز بنهكات الاقليات القومية. واليوم نصحبكم فى زيارة مطعمين ببكين يمكنكم التمتع فيهما باطعمة الاقليات القومية اللذيذة بالاضافة الى معرفة تقاليدها المتميزة.

مستمعينا الكرام، نصل الان الى مطعم مختص بتقديم اكلات قومية مياو اسمه "اسرة قومية مياو"، ويسود المعطم جو من الفرح والمرح. اذ يشارك الزبائن عمال المطعم فى رقصة خاصة بهذه القومية، حيث يحمل كل منهم مقعدين خشبيين صغيرين ويرقصون بخطوات على شكل دائرة. تقام هذه الرقصة كل يوم فى الساعة السابعة والنصف مساء، ويمكن للزبائن ان يشاركوا فيه كما يشاءون.

يقع هذا المطعم فى غربى مدينة بكين ويشرف عليه ابناء قومية مياو، وكافة عماله وطهاته من هذه القومية ايضا. فى باب المطعم فتاتان تقفان على جانبى الباب ترتديان الملابس الخاصة لقوميتهما وتغنيان اغنية عذبة للقومية ترحيبا بالضيوف الكرام. وقبل دخول المطعم، يستقبل الضيف بكأس من الشراب دلالة على الحفاوة وهى احدى العادات لقومية مياو لاستقبال الضيوف الكرام. واوضحت الفتاة آ بيان لنا بعض الملاحظات التى يتعين مراعاتها عند اخذ هذا الشراب: يوضع الشراب داخل قرن بقر، واذا كان الزبون يعرف جيدا هذه العادة، فيقوم بارتشاف بعض الشراب مع شبك يديك خلف الظهر، فيسمح له بالدخول سواء أ تم شرب الشراب ام لم يتمه. لكن عليه الا يلمس قرن البقر بيده، واذا لمسه، فعليه ان يشرب كل ما فى القرن من شراب، هذه مجاملة تقليدية لقومية مياو.

وبعد دخول المطعم، تستقبلك صالة واسعة يمكنها استيعاب عشرات الاشخاص فى آن واحد، اذ توجد فيها قرابة 15 مائدة. وبالطبع ان اكثر ما يجذب الزبائن هو الاطباق الذيذة لقومية مياو، على رأسها السمك مع الحساء الحامض الذى يلقى اقبالا حارا من قبل العديد من الزبائن. وقال السيد تانغ فاى احد طباخى المطعم ان ابناء قومية مياو يحبون اكل السمك المطبوخ مع الحساء الحامض. واوضح قائلا ان اسلوب طبخه هو وضع شرائح السمك الطازجة فى الحساء الحامض المغلى لتسلق معه، وبعد ان ينضج لحم السمك، يكون الطبق اللذيذ جاهزا. ان اهم شئ فى هذا الطبق هو اعداد الحساء الحامض، ويعد هذا الحساء باسلوب طبخ تقليدى لقومية مياو، ومن مكوناته الرئيسية الطماطم. حيث قال الطاهى تانغ فاى: يتميز هذا الطبق بطراوة ولذة لحم السمك، اما الحساء الحامض فيسهم فى فتح شهية الناس وتقليل العطش وتخفيف البدانة. وكل مكونات هذا الطبق منقولة من موطن قومية مياو فى مقاطعة قوى تشو.

وفى هذا المطعم، يمكن للزبائن مشاهدة برامج الغناء والرقص مع التمتع بالاطباق اللذيذة وخمر الارز الخاص لقومية مياو. وقالت الانسة لى هوى احدى الزبائن الدائمين لهذا المطعم: ان بيئة المطعم ممتازة، والعاملون فيه متحمسون يقدمون خدمات جيدة. وخاصة ان برامج الغناء والرقص التى تتحلى بميزة قومية مياو تعجبنى كثيرا. اظن ان هذا المطعم جدير بالزيارة لمعرفة عادات وتقاليد قومية مياو.

مستمعينا الكرام، هناك عدة مطاعم لاقليات قومية اخرى على غرار هذا المطعم الذى يتميز بميزة قومية واضحة. ونزور الان مطعما آخر اسمه "باو تشينغ" لقومية داى، يقع هذا المطعم فى منطقة وى قونغ تسون بحى هاي ديان غربى بكين.

تعلق على جدران المطعم لوحات تحمل كلمات بلغة قومية داى وتعنى " ازدهار الاعمال التجارية" بالاضافة الى بعض الصور التى تعكس تقاليد قومية داى. ومنها صورة تعكس المشاهد المفعمة بالنشاط والحركة لعيد رش الماء لهذه القومية. وقال صاحب المطعم ما سوى بينغ الاستاذ المتقاعد من احدى الجامعات ببكين وهو من قومية داى: ان اطباق قومية داى خفيفة الصلصة، ومعظمها مسلوقة وقلما تكون مقلية. يحب اهالى قومية داى الاطعمة ذات النكهة الحامضة. وتكون معظم التوابل والمواد الحامضة من منتجات طبيعية.

هناك طبق يتميز به هذا المطعم فقط ويطلق عليه اسم "بابا" يعد من دقيق رز لزج مبيض. وهو ملفوف بورق موز اليابان ويطبخ بالبخار. ذوقه لذيذ وحلو مع عطر ورق موز اليابان.

كل العاملين فى مطعم باو تشينغ من قومية داى، شأنه شأن مطعم اسرة مياو، فى المطعم فتيات جميلات يلبسن ملابس قومية داى الزاهية يقدمن الاطعمة اللذيذة والخدمات الحسنة للزبائن. ان زوار هذه المطاعم لا يتمتعون بالاكل اللذيذ فحسب، بل بالرقص والغناء والضيافة والجمال ايضا. اذا اتيحت لكم الفرصة، لا تنسوا التمتع بزيارة مطعم صينى مميز للتمتع بكل ما ذكرناه، ولا تنسوا ان الاكل فى الصين ثقافة وتقاليد قبل ان يكون مجرد طعام.