قال خبراء اقتصاديون إن ارتفاع إيجارات الشقق السكنية والتجارية بصفة خاصة وتكاليف المعيشة بصفة عامة يهدد النمو الاقتصادي الكبير أو"المعجزة الاقتصادية التي تجري أحداثها في دبي". نظرا لأن ذلك قد يرفع تكلفة الاستثمار خاصة مع وجود أزمة في عرض الوحدات السكنية من الفيلات الفاخرة على الشاطئ والشقق الضيقة في وسط المدينة.

وحذروا من أن ارتفاع معدل التضخم قد يحد من مساعي دبي التي تنفذ برنامج استثمار طموحا يعتمد أساسا على العقارات والتجارة والسياحة لتنويع اقتصادها من أجل تعويض تراجع احتياطياتها النفطية.

وقال الاقتصادي في بنك ستاندارد تشارتارد في دبي دانيال حنا إن السؤال الأساسي هو هل سيؤدي ارتفاع الأسعار إلى حرمان دبي من مكانتها كمركز أعمال؟.

وأعرب عن خشيته من أن تؤدي قرارات زيادة رواتب الموظفين في بعض الإمارات إلى موجة جديدة من التضخم, قائلا إن سياسة الأجور التي وضعتها الدولة من شأنها إثارة موجة جديدة من الضغوط التضخمية, لكنه استدرك بأن "طفرة التضخم قد تكون مؤقتة وقد يتم استيعابها".

وقدر البنك معدل التضخم بنحو 8 % في دبي عام 2004 بسبب ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية مثل المواد الغذائية والمدارس والرعاية الصحية, لكن الإيجارات كانت العنصر الأساسي, بينما يبلغ معدل التضخم الرسمي 3 %.

وقالت المديرة التنفيذية بشركة "استيكوللاستشارات العقارية" الين جونز إن ما يحدث مشكلة بالتأكيد, خاصة أن النمو السكاني في دبي فاق حتى أعلى التوقعات في عام 2004 بعد أن نما بنسبة 7 % في عام 2003 ليبلغ عدد السكان 1.2 مليون نسمة, مشيرة إلى أن الأزمة مؤقتة وأن هناك قدر كبير من التنمية "وراء الستار".

وذكرت شركة مقرها دبي أن إيجار مكاتبها زاد بنسبة 40 %, بينما قالت شركة "جلفتالانت لاستشارات التوظيف" في دراسة أعدتها أن الإيجارات في الإمارات ترتفع بنسبة 26 %, في حين زاد متوسط الأجور بنسبة 1.5 %.

وقال 90 % من 500 شخص جرى استطلاع أرائهم في الدراسة إنهم يعتزمون ترك البلاد بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة, لكن"جلفتالانت" توقعت أن يغير بعض السكان إقامتهم من دبي إلى إمارات أرخص.

ومن جانبه, قال مدير متجر "يونيون كوب" الضخم للبيع بالتجزئة مروان ال ثاني إن أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية ارتفعت في المتوسط بما بين 10 % و15 % على مدى العامين الماضيين الأمر الذي يضر العملاء من ذوي الدخول المنخفضة.

وعلى الصعيد نفسه, ارتفعت الرسوم في بعض نوادي الجولف الفارهة في دبي حيث يصطف الاغنياء من المديرين وأصحاب الأعمال لدخول نوادي الصفوة.

العربية نت

23-5-2005