في جنوب الصين توجد مدينة لا تنفصل عن نهر ملتو يخترقها ويضفى جمالا وجاذبية عليها، المدينة هى قويلين، والنهر هو نهر لي جيانغ، واليوم، تعالوا معنا الى قويلين ونهر لي جيانغ.

ينبع نهر لي جيانغ من جبل ماور بمحافظة شينغ آن شمالي مدينة قويلين، ويمتد لاكثر من اربعمائة كيلومتر.

وفي الصين قصيدة قديمة ما زالت تتردد على السنة الناس تصف جمال مدينة قويلين تقول ان مناظر قويلين لا مثيل لها في العالم. اما ضفاف نهر لي جيانغ فهى جوهر هذه المناظر، حيث يبدو سطح النهر نقيا كالمرآة يعكس الرمال السوداء المنتشرة على جانبيه مشكلا لوحة طبيعية جميلة.

تجذب مدينة قويلين الزوار بمناظرها الخلابة والمدهشة التى تجعل المدينة كلوحة مرسومة بدقة تندمج فيها المياه والجبال والمدينة وتنسجم بشكل جميل ورائع جدا حتى يصعب على المرء معرفة ما اذا كانت المياه والجبال داخل المدينة ام ان المدينة بين المياه والجبال، ولا داعي لاختيار موقع معين للتمتع بمناظر نهر لي جيانغ لان جميع مواقعه جميلة في كل ارجاء المدينة.

يعد جبل انف الفيل المطل على نهر لي جيانغ رمزا لمدينة قويلين ويشبه شكله فيلا ضخما يمد خرطومه الطويل الى نهر لي جيانغ لشرب الماء.

حكى السيد ما وى مين الساكن عند سفح جبل انف الفيل حكاية لنا عن هذا الجبل:

"تحكى الاسطورة انه في قديم الزمان جاءت مجموعة من الافيال الالهية التابعة لامبراطور السماء الى مدينة قويلين واعجبت بالمناظر الجميلة هناك حتى انها رفضت العودة الى السماء، واصدر امبراطور السماء عدة اوامر لاعادتها الى السماء، فاستجابت له الا فيلا واحد قرر البقاء في المدينة الجميلة مهما كان الثمن، الامر الذى اثار غضب امبراطور السماء الذى رصد الفيل المتمرد بمكانه هذا وقتله بالسيف وظل الفيل مستمرا في مكانه حتى الآن بهيئة الجبل."

بالمقارنة مع الفيل السيء الحظ، يعيش ابناء مدينة قويلين على ضفتي نهر لي جيانغ بسعادة بالغة، فقد الفيل الالهي حياته حتى استطاع البقاء في المدينة، اما ابناء مدينة قويلين فيعيشون عيشة هادئة وسعيدة على ضفتي نهر لي جيانغ ويتمتعون بمناظرها الجميلة في المدينة بلا خوف من عقوبات امبراطور السماء الذى تحدثت عنه الاسطورة، وخير دليل على ذلك هو السيد ما الذى تحدث لنا عن الجبل، فهو يتسلق جبل انف الفيل حتى قمته على سلالم حجرية صباح كل يوم، حيث يرنو ببصره الى ما لا نهاية للتمتع بكافة المناظر الجميلة في المدينة.

ينتشى ابناء مدينة قويلين بالحياة السعيدة بين الماء والخضرة والوجه الحسن، وهم مرتاحو البال مشغولين اما في التجول على ضفتي النهر، او في شرب الشاى وتجاذب اطراف الحديث، او الصيد بالصنارة، وقال الشاب تشانغ تشنغ في ان منطقة ضفتي نهر لي جيانغ تزدحم جدا في ليالى الصيف.

" تمتلئ هذه المنطقة بالناس في الصيف، ويفضل الناس الخروج ليلا، ان ايقاع الحياة في مدينة قويلين بطئ وهادئ نسبيا، وليس متوترا مثلما في المدن، وهى ملائمة للسكن والاقامة."

في الحقيقة ان مدينة قويلين تلائم الاقامة كما قال السيد تشانغ، وهى بعيدة عن توتر وضوضاء المدن الكبيرة، واصبحت خطوات الحياة الحديثة بطيئة نسبيا بين المياه والجبال الخضراء الجميلة.

لا يعد معظم ابناء قويلين الفطور في منازلهم بل يتناولونه في مطاعم شعرية الارز المنتشرة في الشوارع والازقة، وتتميز هذه الأكلة بنعومة الشعرية ولذة المرق، ويحب معظم ابناء قويلين شعرية الارز ويفضلونها منذ فترة تعود الى اكثر من ثلاثمائة سنة مع ان اطعمة الفطور متنوعة، وبالنسبة للكثير منهم، لا يبدأ اليوم الا بتناول اناء من شعرية الارز اللذيذة بعد الرياضة البدنية الصباحية على ضفة نهر لي جيانغ.

اضافة الى المسنين، يحب كثير من شباب مدينة قويلين شعرية الارز ايضا، وتقول الآنسة كونغ شياو لينغ ان شعرية الارز في مدينة قويلين لا تتميز بالطعم اللذيذ فحسب، بل هى سهلة التناول.

"ان تناولها سهل جدا، وتنتشر مطاعم شعرية الارز في كافة الشوارع والازقة بالمدينة، ويمكننا تناولها في اي وقت، ويحتاج اعداد اناء من شعرية الارز عدة دقائق فقط، لذلك، يمكن للناس تناولها بسهولة رغم انشغالاتهم."

اعزائي المستمعين، اتمنى ان تتاح لكم فرصة لزيارة هذه المدينة الواقعة على ضفتي نهر لي جيانغ والتمتع بمناظرها الخلابة والاحساس بحياة السكان المحليين، وتذوق شعرية الارز بالطبع.